من أجل تدارك التأخر الملحوظ على مستوى ترسيخ وتجذير «الفكر التعاوني» وسط فلاحي المنطقة ، مقارنة مع مناطق أخرى تابعة للنفوذ الترابي لإقليم تارودانت ، وبغاية تثمين دور المرأة ومساعدتها على الانعتاق من وطأة الهشاشة التي ترخي بظلالها القاتمة على غالبية الساكنة ، احتضن مركز الاستشارة الفلاحية بإيغرم ، في الفترة المتراوحة بين 24 و29 فبراير 2020 ، دورات تكوينية لفائدة عدد من فلاحي وفلاحات جماعات قروية تمحورت حول « الأعشاب العطرية والطبية «، بحضور ممثل عن الغرفة الفلاحية لسوس ماسة ورئيسة اتحاد تعاونيات الأعشاب العطرية والطبية.
وخلال هذه الدورات « حاول المؤطرون تقريب المستفيدين والمستفيدات من «خبايا» هذه النوعية من الأعشاب ، حيث تم في البداية استعراض نظرة عامة حول النباتات العطرية والطبية بالمغرب، التعريف بخصائصها الدقيقة ، تفسير الممارسات الجيدة لاستغلالها ، والتنبيه، في نفس الوقت ، لخطورة التعامل العشوائي معها وما يمكن أن يسفرعنه من عواقب وخيمة على الشخص / الفرد ، وعلى الجماعة ، والتوجيه إلى الأساليب الناجعة والمناسبة التي تقود إلى تحقيق أفضل النتائج في ما يخص إنتاج هذه النباتات» تقول مصادر من عين المكان ، مضيفة بأن» التكوين، شمل ، أيضا ، برمجة زيارة ميدانية لمقر تعاونية «تازوكنيت « للأعشاب الطبية بمدينة تفراوت، والتي تحتوي على مشتل ووحدة للتثمين ، وذلك بغاية التعرف، عن قرب ، على مراحل إنتاج وتثمين الأعشاب العطرية والطبية ، الاطلاع على كيفية معالجتها خلال مرحلة ما بعد الحصاد، ثم الوقوف على طريقة تحضير الصابون الأسود بمستخلصات هذه النبانات «.
ومن بين المستفيدات من هذا التكوين 24 امرأة «تتراوح أعمارهن بين 18 و30 سنة « ينحدرن من جماعة إيماون القروية – لأول مرة بالنسبة لقبيلة إذا وزكري – يمثلن ثلاثة دواوير « تاسركا / أزور نغير / تيمزيت « ، استطعن تأسيس «تعاونية تمونت إزدغاس « ، بتشجيع من بعض الغيورين على المنطقة، الذين عملوا على إقناع الأسر بأهمية هذه الخطوة بالنسبة لمستقبل هؤلاء النسوة، مؤكدين على «دور التعاونيات الفلاحية النسوية في محاربة الفقر بالوسط القروي وتحسين المؤشرات التنموية، من خلال إسهامها في خلق العديد من مناصب الشغل «، مستشهدين بما تحقق في مناطق أخرى من الإقليم «بفضل إقبال النساء ، من مختلف الأعمار، على ممارسة أنشطة تضامنية مدرة للدخل، ما مكنهن من فرض أنفسهن بقوة في المجال الفلاحي».
«إنها خطوة تدعو للتفاؤل بإمكانية تعميمها على باقي دواوير الجماعة ، خاصة وأن المنطقة تزخر بأنواع عديدة من النباتات ، تعلق الأمر بنبتتي « الزعتر و الشيح «وغيرهما ، إلى جانب أشجار اللوز ، وهناك عدد من الفتيات اللائي عبرن عن تطلعهن لخوض هذه التجربة، لما تؤشر عليه من إيجابيات شتى بالنسبة لهن ولأسرهن» تتابع المصادر ذاتها ، داعية « الجهات المسؤولة ، محليا ومركزيا ، إلى العمل على تشجيع ومواكبة مثل هذه الخطوات داخل مجال يعاني من تداعيات الظروف الطبيعية القاسية ، حيث تشكل هذه العينة من المشاريع فرصة لتوفير مدخول ذاتي للمنخرطات، وبالتالي التخلص، ولو جزئيا ، من العطالة ونتائجها المدمرة ».