في ظل «حربها» المتواصلة ضد استهداف الثروة الغابوية بمنطقة تونفيت التابعة للنفوذ الترابي لإقليم ميدلت ، من قبل مافيا مهربي الأخشاب ، أفلحت السلطة المحلية بالمنطقة – في عملية جديدة – يوم الخميس 5 مارس 2020، في حجز» ما مجموعه 12 رافدة خشبية من الأرز، بالمكان المسمى «بوزال بامالو نتوجوط» التابع للمنطقة الغابوية ايديكل،» تقول مصادر من عين المكان ، لافتة إلى « أن المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية لاذوا بالفرار «.
ووفق إفادة المصادر ذاتها فإن « التدخل الأخير للسلطة المحلية وأعوانها ، يندرج في سياق مجابهة مدّ التطاول على أشجار الأرز التي يعمل عدد من المهربين على استئصالها وإعدامها، وهو ما فرض تنظيم دوريات ليلية على امتداد التراب الغابوي الشاسع» ، مشيرة إلى « أن السلطات المحلية، بتنسيق مع ساكنة ايت علي اوبراهيم، سبق أن تمكنت – خلال تدخل مماثل – من حجز 9 روافد خشبية في المكان المسمى «تيزين تجديت بويزان «بالقطاع الغابوي لتونفيت» .
وارتباطا بموضوع هذه «التدخلات الليلية» ، ينبغي التذكير «أنها تنضاف إلى سلسلة المهام الأخرى النهارية التي يقوم بها أعوان السلطة بالمنطقة ، ذات الجغرافية الممتدة والتضاريس الجبلية الصعبة ، حيث أنهم مطالبون بتيسير عملية إنجاز مختلف الشواهد الإدارية ، والقضايا التي لها صلة بالمواطنين، تعلق الأمر بالتعمير وغيرها» ، تقول المصادر ذاتها ، مضيفة « أن عون السلطة بالمجال القروي للمنطقة بات يقوم بدور ساعي البريد من خلال القيام بمهام التبليغ عن المراسلات والأحكام القضائية التي تخص ساكنة هذا الدوار أو ذاك، ما يجعل ساعات النوم والراحة بالنسبة له قليلة، لدرجة أصيب بعضهم ، سابقا ، بإرهاق شديد استوجب نقله إلى المستشفى « .
وبشأن سؤال حول مثل هذه التداعيات، أكدت المصادر نفسها « أن حماية الغابة أضحت بالنسبة لأفراد سلطات المنطقة إحدى أولويات عملهم ، فقط ينبغي دعم هؤلاء الأعوان ، ماديا ومعنويا ولوجستيكيا ، على اعتبار أنهم عرضة للخطر بشكل دائم من قبل أفراد عصابات تخريب الغابة ، والذين لا يترددون في استعمال مختلف الأساليب لتحقيق غاياتهم الإجرامية ، علما بأن هؤلاء الاعوان ليسوا من حاملي السلاح الذين يستفيدون من التكوين الملائم المؤهل للقيام بالتدخلات الليلية، المليئة بالصعاب والمفاجآت»، لافتة إلى أن « تدخلات الدوريات الليلية ساهمت في تراجع معدل الهجوم على أشجار الغابة بحوالي 80 بالمائة ، مقارنة مع فترات سابقة «.