أمهات وآباء.. أزواج وأبناء.. إناث وذكور.. فتحوا قلوبهم لـ «الاتحاد الاشتراكي»
ووجهوا رسائلهم للمواطنين
الأطباء .. الممرضون .. التقنيون وحتى الإداريون، كل من موقعه وباختلاف مهمته في قطاع الصحة، يوجدون اليوم في الصفّ الأول في الحرب المفتوحة ضد فيروس كورونا المستجد. مهنيون «مسلّحون» بقفازات وكمّامات وزيّ، هم عبارة عن وسائل للوقاية، قد تكون كافية وقد يعرف حضورها ندرة وقلّة، يدخلون في علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع مواطنين مرضى مصابين بأمراض متعددة ومختلفة وآخرين طالهم الفيروس، مما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بالعدوى أكثر من غيرهم، التي إذا أصابتهم انتقلت إلى غيرهم، وأدت إلى تراجع «جيش الصحة» الذي ينتظر المغاربة منه هزم الداء وتخليصهم منه.
مهنيون للصحة، بعضهم ترك أبا مسنا أو أمّا مريضة بأمراض مزمنة، والبعض الآخر غادر المنزل وزوجته تودعه، وطفلة تلوح له بيدها، أو رضيع يبتسم في وجهه دون أن يكون على علم بما يقع حوله.. يغادرون للتوجه صوب المستشفيات للقيام بواجبهم، وأسئلة كثيرة تعتصرهم ومشاعر متعددة تختلج صدورهم، ترتبط بما سيقبلون عليه خلال فترة عملهم، والكل ينتظر منهم التضحية ونكران الذات وبذل الكثير من المجهودات لتقديم خدمة صحية، الكثير من المواطنين المغاربة في حاجة إليها.
هذه الأجواء والتفاصيل، هذه الأسئلة وما تخلفه من مشاعر وأحاسيس، وما يترتب عنها من آثار نفسية على المعنيين بالأمر، ترفع من حجم مسؤولية مهنيي الصحة لبذل كل ما في وسعهم ولكي يقوموا بواجبهم على أكمل وجه، وهو ما جعلنا نتواصل مع عدد من الممرضين، إناثا وذكورا، أزواجا وأمهات، لمعرفة كيف هي اليوم يومياتهم ولياليهم مع هذا الوضع الصحي العصيب الذي تمر منه بلادنا، وما مدى تجنّدهم للقيام بما هو منتظر منهم، وما هي النصائح التي يوجهونها للمواطنات والمواطنين؟
العوجي وسيلة: من أجل الحفاظ على صحة
الأم والطفل في هذه الظرفية الدقيقة
الحمل والوضع سنة من سنن الحياة، لا يرتبطان بظرفية من الظرفيات أو سياق من السياقات، وقد يفاجئ المخاض سيدة في كل وقت وحين، أو قد تتعرض لنكسة لها صلة بالحالة الصحية التي تعيشها، مما يفرض عليها التوجه تلقائيا إلى المستشفى.
وضع دفعنا إلى طرح السؤال على العوجي وسيلة، مولّدة بمستشفى صحة الأم والطفل بانيو بمكناس، لمعرفة كيف تتعامل المولّدات مع هذه الوضعية اليوم، وما هي استعداداتهن والنصائح التي يوجّهنها للنساء عموما والحوامل خصوصا، فأكدت أن «الجميع منشغل اليوم بالظروف الراهنة التي يعرفها العالم المتمثلة في جائحة فيروس كورونا، ونحن كذلك كمولدات، وتماشيا مع كل التعليمات الوزارية والتدابير المتخذة من أجل التصدي لهدا الوباء، وموازاة مع كل الجهود المبذولة من طرف الأطباء والإداريين والتقنيين والممرضات والممرضين عامة، فنحن على أهبة الاستعداد، سواء تعلق الأمر بشخصي أو بباقي زميلاتي المولّدات، خاصة في مستشفى الأم والطفل بانيو بمكناس، ضمانا لاستمرارية مصالح التوليد وديمومة العلاجات الإستعجالية لفائدة النساء الحوامل وحديثي الولادة».
وشدّدت وسيلة على أن «المولدات منخرطات في تفعيل كل البرامج الوقائية والعلاجية التي تخص النساء الحوامل والمواليد الجدد، وهنا يجب أن أؤكد على أن صحة الأم والطفل تحظى بمكانة خاصة في جميع المخططات والاستراتيجيات الوزارية، واليوم وفي هذه الظرفية الراهنة، يجب الانتباه إلى إشكالية ضعف الجهاز المناعاتي للمرأة الحامل، مما يعني المزيد من الجهود المبذولة والتضحيات بكل الغالي والنفيس في سبيل ضمان صحة الأم».
وعن رسالتها أكدت المولّدة «نتوجه إلى النساء الحوامل، من موقعنا كمولّدات، للمساهمة في الخروج من هذه الأزمة، من خلال تحسيس وتوعية المواطنات بشكل عام بخطورة الفيروس وطرق انتشاره وسبل الوقاية منه، ونشدد على أن للمرأة خصوصية تتمثل في ضعف جهازها المناعاتي، وعليه يجب توضيح الحالات المستعجلة التي يمكن لكل سيدة أن تطلب نقلها إلى المستشفى، وعلى رأسها مخاض الولادة، وقوع نزيف، مشكلة إجهاض …، وإذا ما تم الاشتباه في عارض أو وضع صحي آخر، فيجب الاتصال برقم اليقظة الوبائية أو رقم المساعدة الاستعجالية الطبية عوض الانتقال إلى المصالح الصحية».
واختتمت المتحدثة تصريحها بالقول «علينا جميعا أن نعي بأن الالتزام بشروط النظافة والوقاية وتجنب كل التجمعات التزاما بنصائح الوزارة الموجهة للمواطن هي خطوة ضرورية للحدّ من انتشار المرض، وأن نستوعب على أن هذه الفترة تتطلب روحا عالية ومسؤولية ومواطنة ونكران الذات، من طرف كل مهنيي الصحة عموما والمولدات خصوصا ضمانا لسلامة صحة الأم والطفل» .
عبد الإله السايسي: حماية الأمن الصحي
للوطن مسؤوليتنا رغم الإكراهات
تبيّن من خلال تطور الوضعية الوبائية لفيروس «كوفيد 19»، أهمية الإنعاش ودوره في التقليص من أعداد الوفيات أو العكس، وهو ما جعل الكثير من المتخصصين ينبهون إلى ضرورة الاعتناء بهذا التخصص وتوفير كل الإمكانيات له، والاهتمام بمهنييه، أطباء وممرضين، وهو أمر ليس وليد هذه الأزمة الصحية، إذ كان مطلبا أساسيا للمهنيين وللمتتبعين للشأن الصحي على الدوام، بالنظر إلى الخصاص الذي تعرفه المستشفيات العمومية في هذا الإطار.
عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، ربطت «الاتحاد الاشتراكي» الاتصال به، لمعرفة كيف تمر يوميات وليالي الممرضين والممرضات في هذا التخصص، وكيف يعيشون تفاصيل أزمة كورونا المستجد، فشدد على أنه «إضافة إلى كل التحديات والرهانات المبرمجة للصحة، وتحقيق كل المؤشرات والبرامج الصحية الأولية والاستعجالية، فإن المغرب يعرف اليوم، شأنه شأن باقي دول العالم، تحديا يتجسد في الوباء القاتل الذي يعرف بفيروس كورونا. تحديات أخرى جديدة تنضاف إلى كاهل الفاعلين في القطاع الصحي، مما يتطلب مشاركة والتزاما ومسؤولية من طرف جميع القطاعات، من أجل حماية الأمن الصحي للوطن في مواجهة هذا الداء».
وأضاف السايسي»أزمة اليوم لا يمكن التغلب عليها إلا بالاتحاد والتضامن الفعلي والالتزام بكل التوجيهات الوزارية، وضبط النفس، والتحلي بالمسؤولية، والحدّ من الإشاعات بين صفوف المواطنين من جهة، و من جهة ثانية دعم كل رجال ونساء القطاع الصحي عامة في هذه المرحلة، والعمل على تخفيف الضغط عن المستشفيات إلا في الحالات الضرورية، والاستعانة برقمي اليقظة الوبائية والمساعدة الطبية الاستعجالية عند الحاجة، والثقة الكاملة في الأطر الصحية التي عبرت عن استعدادها الكامل للتضحية بالغالي والنفيس من أجل إنقاذ أرواح المواطنين والقيام بواجبهم إلى آخر رمق، رغم وجود بعض الإشكاليات والصعوبات منها الإنسانية والاجتماعية على سبيل المثال، خصوصية نساء ورجال الصحة من خدمات الحراسة و المداومة، ومشكل رعاية أطفالهم خصوصا في المناطق البعيدة، ونتمنى من المسؤولين أخذها بعين الاعتبار لتسهيل مهماتهم الوطنية، إضافة إلى مشاكل التنقلات إلى مقرات عملهم، ومن أجل الحد من مضاعفات انتشار العدوى يجب توفير كل التجهيزات والمستلزمات الضرورية بروح من المسؤولية الجماعية»
واختتم السايسي تصريحه بالتأكيد على أن «ممرضي وممرضات التخدير، إضافة إلى تأمين كل مهامهم في المرافق الصحية من قاعات العمليات إلى المستعجلات، والنقل الصحي، ووحدات الإنعاش، فقد أكدوا على استعدادهم لبذل كل الجهود في هذه المرحلة العصيبة التي تجتاح العالم، ويعتبرون أنفسهم جنودا مجندين في خدمة الوطن ضد خطر وباء كورونا».
مريم شراها: نجاح مهمتنا مرتبط
بانخراط المواطنين بشكل فعال
الطبيب أو الممرض ، قبل أن يكون ممارسا فهو مواطن، يتتبع الأوضاع التي تحيط به وتدور من حوله، كما هو الحال بالنسبة لمريم شراها، الممرضة والطالبة بسلك الماستر- صحة عمومية وإدارة مؤسسات صحية. هذه الفاعلة في المجال الصحي والمناضلة دائمة الحضور، تواصلت معها «الاتحاد الاشتراكي» في العديد من المحطات، واستفسرناها مرة أخرى ارتباطا باللحظة بخصوص قراءتها لمجريات الوضع وعن النصائح التي يجب على المواطنين التقيد بها، فأوضحت قائلة « إن تتبعنا لمرحلة ما قبل وصول الفيروس إلى المغرب تغير مع تسجيل أول إصابة في بلادنا، فقد صار وعينا أكبر بتلك العادات التي سبق وتحدثنا عنها. صارت نظرتي مختلفة وصرت أراقب الكيفية التي يفتح بها الناس الأبواب ومقابضها المليئة بالفيروسات، أرى أزرار الهاتف ولوحة المفاتيح، مسّاكات الأيدي بالحافلات، أنتبه للسعال، واستعمال الأصدقاء نفس السيجارة، أشاهد العناق والقبل… و ما يواكب كل هذا من ضحك ونكات، تعمّ المجتمع حول هذا الوباء، وقد كانت هاته الفترة الأخطر في الخط الزمني لتفشي الوباء. أيقنت منذ البداية أن الحدّ من انتشار العدوى يبدأ من احترامنا كأفراد لقواعد الوقاية التي تبدو بسيطة لكنها ذات أهمية عظيمة، فصرت أنشر بدوري التوصيات بمنصات التواصل الاجتماعي، وأترجمها ترجمة يسيرة كي يتاح للجميع فهمها، كما أنني كنت أحرص على نشر الأخبار الموثوق من مصادرها لتفادي تفشي موجة القلق ومحاربة الأخبار الزائفة والإشاعات الكاذبة».
وشددت مريم قائلة «اليوم، ومن موقعي كطالبة بسلك الماستر، حيث تعتبر مادة علم الأوبئة أساسية بهذا التخصص، وبتسليط الضوء على نظامنا الصحي، أود أن أوضح للمواطنين أهمية الالتزام بعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى، أي نحو العمل أو التبضع، لأنه بالنظر إلى الوضعية الحالية، والطاقة الاستيعابية، والموارد البشرية التي تتوفر عليها وزارة الصحة فلن تكون أبدا المهمة ممكنة وناجحة إلا إذا انخرط المواطنون بشكل فعال في تطبيق مختلف التوصيات الاحترازية التي عملت مختلف أجهزة الدولة بالسهر على إخراجها إلى حيز الوجود في وقت وجيز، و هو ما يحسب لها في الفترة الراهنة. إن الدرس الأفضل الذي نستطيع أن نستقيه من تجربة بقية الدول الموبوءة التي مازالت تعاني مضاعفات اجتياح الوباء لها بسرعة خيالية، وتضاعف أرقام الحالات بها في فترة وجيزة، هو أن الوقاية والاحتراز، هما الحلاّن الأمثلان لمواجهة هذه الجائحة العالمية».
واختتمت الممرضة المختصة في التخدير والإنعاش تصريحها بدعوة قائلة «لقد أثبتت الدراسات أن تقليص حركية الأفراد يساهم بشكل مهم في تقليص فرص العدوى، لهذا أوجه ندائي لكل من يحب أمه وأباه، لمن يخشى على أهله وأفراد أسرته وكل المقرّبين منه. ندائي إلى سيدة البيت الفاضلة، إلى الأم والأخت وللزوجة والصديقة. أتوسل إليكم بشدة، كأفراد فاعلين، الزموا منازلكم قدر الإمكان ولا تبرحوها إلا للضرورة القصوى، فهكذا وفقط، ستساهمون في حماية من تحبون وأنفسكم، فكونوا في مستوى الأمانة».
زكرياء التعباني: ممرضونا وممرضاتنا عززوا
وحدات العزل والإنعاش الخاصة بمرضى «كوفيد 19»
ممرضو التخدير يعملون في واجهات متعددة، تجعلهم يتنقلون من مرفق إلى آخر، ومن وضعية إلى أخرى، مما يعرضهم للعديد من التبعات المختلفة، فضلا عن القيام بأدوارهم الأساسية. زكرياء التعباني، أحد هؤلاء الجنود، تحدث لـ «الاتحاد الاشتراكي» بكل عفوية عما يختلج صدره، وصرّح قائلا «في ظل المستجدات والتطورات المرتبطة بالجائحة العالمية لفيروس كوفيد 19، التي لم تستثنِ بلدنا، وتثمينا لكل الإجراءات التي باشرتها الجهات المختصة لمحاولة التصدي لهذا الوباء وحصر انتشاره ، وجد العاملون بقطاع الصحة أنفسهم، وبشكل تلقائي، ينخرطون فعليا في هذه الإجراءات، سواء بالتوعية المباشرة للمواطنين في مقرات العمل أو بكيفية غير مباشرة وذلك على منصات التواصل الاجتماعي و غيرها، استحضارا منهم لدقة هذا الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر منه بلادنا».
زكرياء، شدّد قائلا «باعتبارنا ممرضين وممرضات في التخدير والإنعاش، وبالإضافة إلى الأدوار الاعتيادية التي نقوم بها في المركبات الجراحية ومصالح الإنعاش، وقاعات إزالة الصدمات، وكذلك النقل الصحي بين المؤسسات الصحية، فقد انخرطنا لتعزيز وحدات العزل والإنعاش المخصصة للمرضى الحاملين لفيروس كورونا المستجد، في إطار برنامج وزارة الصحة المستعجل للتصدي لهذا الوباء، إلى جانب باقي العاملين بقطاع الصحة من ممرضين وأطباء وتقنيين، كل من موقعه».
وأضاف الممرض المتخصص في الإنعاش والتخدير «لقد تناسينا بشكل مؤقت ظروف العمل الصعبة، المرتبطة بضعف التجهيزات وقلّة الموارد البشرية، بالإضافة إلى إكراهات المحيط الاجتماعي والعائلي، خصوصا إشكالية الأبناء والاعتناء بهم في هذه الظروف، واعتبرنا أنفسنا جنودا في حرب ضد فيروس غير مرئي. من هذا المنطلق وجب التأكيد على خصوصية قطاع الصحة واعتباره قطاعا منتجا لما يكتسيه من أهمية قصوى في ضمان استقرار الوطن، ولا يسعنا في هذا الوضع، إلا أن ندعو المواطنين، للتحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بشروط النظافة، واجتناب التجمعات حتى لا نكون مساهمين في انتشار الفيروس، وحتى لا نصل إلى ما لا تحمد عقباه».
نجاة بوستة: هذه نصائحنا للحوامل
في زمن «الفيروس الجديد»
يعلم الجميع كيف أن المرأة الحامل هي عرضة للعديد من المضاعفات الصحية، فضلا عن تكبدها المشاق في حملها، لهذا يجب عليها التقيد بالعديد من التعليمات الصحية حتى تمر فترة حملها في ظروف طبيعية، فكيف يجب عليها أن تتعامل في وضعية كهاته التي نعيشها. سؤال أجابت عنه نجاة بوستة، أستاذة قابلة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بتطوان، موضحة أنه «بعد أن تم إعلان فيروس كورونا وباء عالميا، لم يعد أمامنا من خيار سوى الوقاية منه حتى يتوصل العلماء لعلاجٍ له، لذلك يتضح في مثل هذه الظرفية دور القابلة، التي يتعين عليها تزويد المرأة الحامل بنصائح وإرشادات، بخصوص كل ما يتعلق بهذا الفيروس الجديد، وكيفية التعامل مع الوضع الراهن، لكي تساهم في حماية النساء الحوامل من أية إصابة أو عدوى».
وأوضحت رئيسة المكتب الجهوي للجمعية المغربية للقابلات بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن «المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى نظرا لضعف مناعتها أثناء فترة الحمل، ويزداد الأمر تعقيدا إذا كانت هناك أمراض مزمنة مصاحبة للحمل كمرض السكري وأمراض الجهاز التنفسي. إن هذا الفيروس جديد ولا زلنا لا نعرف عنه الشيء الكثير، لهذا ننصح المرأة الحامل بتوخي الحيطة والحذر والتعامل مع هذا الوضع بجدية كبيرة، والعمل بالنصائح العامة لتجنب خطر الإصابة والمضاعفات خلال فترة الحمل والولادة، من بين أهم النصائح التباعد الاجتماعي وتفادي الأماكن العامة والتجمعات وتفادي السلام بالأيدي أو تبادل القبلات، واتباع نظام غذائي صحي سليم وغني بالعناصر الغذائية الأساسية التي تقوي جهاز المناعة وتحميها من الإصابة، إلى جانب الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام خصوصا بعد العودة من مقر العمل أو من الأماكن العامة ، فضلا عن الحرص على نظافة المنزل وتعقيم الأسطح والأدوات المستعملة بالمنزل، وكذا الحرص على مراقبة الحمل منذ بدايته، وإجراء الفحوصات اللازمة والتحاليل الضرورية، واحترام نصائح الأطر الصحية الخاصة بفترة الحمل والولادة، وتفادي استعمال الأدوية أو الأعشاب دون استشارة طبية، واحترام وتطبيق توصيات المنظمة الصحة العالمية للحد من تفشي الفيروس».
نصائح أكدت نجاة أنها تشمل كذلك، من باب المواطنة، «المساهمة الفعالة في التحسيس والتوعية الصحية من خلال نشر النصائح والمعلومات المفيدة عن الفيروس، والتصدي للإشاعات والأخبار الزائفة التي يتم ترويجها لخلق الفزع والفتنة في صفوف المواطنين، ومساعدة الأطر الصحية من أجل أداء واجبها المهني في ظروف جيدة بالتخفيف والتقليل من زيارة المراكز الصحية والمستشفيات إلا في الحالات الطارئة والحرجة، وعند الاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا وظهور علامات توحي بالخطر عند المرأة الحامل، كارتفاع شديد لدرجة الحرارة، أو سعال جديد ومستمر، وجب عليها الاتصال والتنسيق مع الطبيب أو القابلة المشرفين على حملها للإخبار بالأعراض من أجل توجيهها والتكفل بحالتها».
صلاح الدين غزالي: لن ينقص
من عزيمتنا شيء .. ولن يتسلل الخوف إلى صدورنا
التوجه إلى المستشفى اليوم، ليس كما الأمس، والشخص الذي يعيش وحيدا ليس هو الذي تنتظره أسرة من والدين وزوجة ورضيع، فهل تغيّر وقع الخطوات، وهل أثرت على الحياة هذه المجريات؟ للإجابة عن ذلك تواصلنا مع صلاح الدين غزالي، الممرض الرئيس لمصلحة جراحة الصدر في أحد مستشفيات مراكش، فأجاب عما يفكّر فيه في كل يوم قائلا « إنها أزمة وستمر، كلمات استيقظ على حروفها ومعانيها، على وقعها وأثرها، كل صباح تاركا عائلتي متجها لمستشفى الرازي التابع للمركز الإستشفائي الجامعي بمراكش، المستشفى الذي استقبل الفرنسي، أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد سجلت بمدينة مراكش».
وأضاف المتحدث «أترك عائلتي وفكري يحرضني كي لا أعود مخافة نقل المرض، خصوصا خوفي على والدين كبيرين في السن يعانيان من أمراض مزمنة .. خوفي على ابني ذي السبعة أشهر .. أما أنا فهذا قدري وهذا واجبي أمام وطني وأبناء وبنات بلدي، في مهنة اخترتها عن إرادة سنة 2008 «.
تردد تتلوه عزيمة ترفع من درجاته عدد من العوامل، يؤكد صلاح الدين قائلا «عند الوصول للمستشفى ألتقي الزملاء، فتتحسن الوضعية النفسية قليلا، فوا الله ما خلت أننا سنواجه الأزمات بكل هذه الروح الوطنية والعزيمة، لكن كل الأطر الصحية بالمركز الإستشفائي الجامعي أبانو عن حس من الوطنية وهم مستمرون في ذلك «.
ويختتم المتحدث تصريحه بالقول «كممرض رئيس لمصلحة جراحة الصدر، وبعد أن تم إغلاق مصلحة الأمراض التنفسية، حيث سيتم وضع المرضى المصابين بفيروس كوفيد 19، فإننا نحاول التكفل بمرضى المصلحتين في ظل الإمكانيات المتوفرة والمشاق والصعوبات التي تعترضنا، والإكراهات التي تحيط بنا من كل جانب، ومع ذلك، فإرادتنا قوية وعزيمتنا كبيرة، والمسؤولية الملقاة على عاتقنا سنقوم بها على أكمل وجه، أقول هذا وأنا المهني، وأنا النقابي، وأشدد على أنه ما من شيء سينقص من عزيمتنا أو سيجعل الخوف يتسلل إلى صدورنا».
فاطمة الزهراء مروش: خوفي على أهلي
أكثر منه على نفسي في ظل مهنة
أمارسها عن قناعة
للمرأة حضور أساسي في المنظومة الصحية، وهي عنوان بارز لها، هذه المهنية التي وجدت نفسها اليوم، وكما في مرات عديدة، تتوجه إلى مقر العمل لتلبية نداء الواجب، تاركة وراءها زوجا وأطفالا، وهي لا تدري بأية كيفية ستعود إليهم لاحقا. قاطمة الزهراء مروش، تقنية أشعة، تحكي عن تفاصيل مغادرة البيت صوب العمل قائلة « وأنا في طريقي إلى العمل، لاحظت أن هناك تغيرا وبأن الوضع في الشارع يختلف عن السابق، فالطريق شبه خالية، وحدها عدد من سيارات الأجرة تسير في الشارع جيئة وذهابا ومعها بعض السيارات والدراجات النارية، مع عدد من الراجلين، فطرحت السؤال على نفسي، هل استوعب الناس حقيقة الوضع الصحي الذي تمر منه بلادنا؟ هل علموا اخيرا بخطورة المرض وسهولة تنقله بين الأشخاص؟ أم أنهم لا يزالون نياما؟».
في خضم هذه التساؤلات التي راودت فاطمة الزهراء، أضافت قائلة» وأنا أتابع تلك التفاصيل في الشارع، ومتوجهة إلى مقر عملي، بدأت أستحضر أناشيد وطنية، بدءا بالنشيد الوطني وأحسست بأنني في مهمة وطنية رسمية». مهمة أكدت المتحدثة أنها لا تخشاها وإن كانت تشدد على ضرورة توفير وسائل الوقاية، مضيفة «وأنا في مقر عملي بقفازاتي المصفرتين وبافيطتي التي استخدمها ليومين على التوالي و توافد المرضى من أجل الاستفادة من الفحص بالأشعة على مستوى الصدر، لاحظت أن عددا كبيرا من المرضى لا يزالون غير واعين بخطورة الوباء، وهم الذين جاؤوا إلى المستشفى مصحوبين بمرافقين رغم قدرتهم على المجيء بمفردهم، وتذكرت كيف أن هناك من لايزال يقبل على عدد من المحلات في الشارع من أجل اقتناء الحرشة والخبز والشفنج، والحال أن هذا أمر جد خطير ويساعد على تفشي انتشار العدوى».
وضع دفع فاطمة الزهراء لتؤكد على أننا لا نعيش عطلة، وبالقدر الذي تخشى على المواطنين فهي خائفة على نفسها أيضا، ويصعب عليها أن تصبح ناقلة للعدوى يوما، قائلة « أمي، زوجي، أطفالي .. أنتم قرّة عيني، لو كان الأمر بيدي لما دخلت إلى المنزل .. أخاف عليكم من العدوى بسبب تنقلي اليومي لمقر عملي و طبيعته رغم الاحتياطات اللازمة التي أتخذها، ورغم الإكراهات .. أنا لست خائفة على نفسي، لا يرعبني العمل، بل على العكس تماما، فأنا أحس أنني في مهمة وطنية وإنسانية قبل أن أكون في مهمة عملية، لكن ما يرعبني هو فقدانكم أو رؤيتكم في وضع صحي متدهور بسببي …»، وتختتم فاطمة الزهراء التقنية في الأشعة، الأم .. والزوجة .. حديثها بالقول « ماخايفينش من الوباء غير وفروا لينا وسائل الحماية والتعقيم .. وبقا فدارك ماتكونش سبب ففقدان حبابك».