قال السيد محمد بركاوي الكاتب العام لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن المؤسسة تسعى، بمناسبة شهر رمضان الكريم، إلى العمل على أن يستشعر الزائر والمصلي دفء ورونق هذا الأثر الإنساني العظيم، الذي يأخذ زائريه في رحلة ربانية تفيض بالإيمان عنوانها الطمأنينة والأمن الروحي.
وأضاف السيد بركاوي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يركز على الأجواء الروحية لمسجد الحسن الثاني بمناسبة الشهر الفضيل، أن المؤسسة تسعى، من وراء العمل الذي تقوم به خلال الشهر الفضيل، إلى العمل على تجويد الخدمات، خاصة ما يتعلق بالنظافة، والصوت، والفراش، وحسن التنظيم والتأطير، والإنارة، وقاعات الوضوء المجهزة بالماء الساخن.
وتابع أن العديد من المصلين يفضلون أداء التراويح برحاب هذا المسجد، وهذا ما يفسر الإقبال الكبير من مختلف بقاع المملكة على هذه المعلمة الدينية التي تتوفر على ساحة تبلغ مساحتها 5 هكتارات، يمكنها استقبال أزيد من 80 ألف مصل، وداخل قاعة الصلاة التي تبلغ مساحتها هكتارين وتستوعب 20 ألف مصل، إضافة إلى فضاء مخصص للنساء يستوعب حوالي 5 آلاف مصلية.
ولاحتواء وإرضاء الزوار والمصلين، يضيف السيد البركاوي، تقوم إدارة المؤسسة بترتيبات استثنائية داخل وخارج المسجد طيلة هذا الشهر المبارك، والذي تتخلله العديد من الأنشطة .
وحسب السيد البركاوي، فإن ليلة ختم كتاب الله عز وجل تتميز باستقبال ما يناهز 250 ألف مصل، كما يتردد على المسجد لإحياء ليلة القدر المباركة حوالي 180 ألف مصل، وبذلك يتم تجهيز الساحة بما يقارب 80 من مكبرات الصوت، وتفريش جزء كبير من الساحة بما يناهز 23 ألف متر مربع من الحصائر، ووضع رهن إشارة المصلين 10 ثلاجات للماء الشروب على مستوى ساحة المسجد، و22 أخرى موزعة بقاعة الصلاة.
ولضمان إنارة جيدة وكافية داخل وخارج قاعة الصلاة، تقوم شركات صيانة التجهيزات الكهربائية المتعاقد معها بمعية مكتب المراقبة والفحص وتقنيي شركة (ليديك)، وتقنيي إدارة المؤسسة بمراقبة وصيانة كل المنشآت الكهربائية من مولدات ومموجات كهربائية ومراكز التزويد والتحويل.
كما يتم وضع، رهن إشارة مصالح مفوضية الشرطة التابعة للمسجد، ما يقارب 400 حاجز حديدي بغية تنظيم المرور بفناء المسجد، ووضع ممرات خاصة بسيارات الإسعاف المتواجدة بالساحة طيلة هذا الشهر المبارك.
ونظرا للعدد الهائل من المصليات وعدم استيعاب المقصورتين المخصصتين لهن داخل المسجد واللتين تتسعان لخمسة آلاف امرأة، فإنه أصبح لزاما تفريش جزء من ساحة المسجد لاستقبالهن، حيث ارتأت إدارة المؤسسة وضع حاجز بغية حجب مكان الصلاة المخصص لهن وعزلهن عن الرجال.
وعلى مستوى قاعة الصلاة فقد تم اقتناء 3200 متر مربع من البساط (الموكيط) لاستعماله في مثل هذه المناسبات الدينية والتي تفرض تفريش كل قاعة الصلاة بأكملها وخاصة أيام الجمعة في رمضان والتي يتجاوز فيها الحضور 25 ألف مصل.
وقال الكاتب العام للمؤسسة، إنه يتم تشغيل نظام أشعة الليزر المنبعث من الجامور كل ليلة إلى حدود الساعة 12 ليلا، والتي تنحصر مهمته في تحديد اتجاه القبلة، حيث يمكن للمرء أن يرى هذه الأشعة على بعد أكثر من 30 كلم من مدينة الدار البيضاء .
وفي السياق ذاته ، يتم إحداث مسالك للتنقل داخل القاعة بالأعمدة النحاسية والمجادل كما يتم فتح السقف المتحرك لتهوية وتوفير الإضاءة الطبيعية للقاعة، والذي يصل وزنه إلى 1150 طنا، وتفتح كل قاعات الوضوء للرجال والنساء ، كما يتم تشغيل نافورات الوضوء والبالغ عددها 44 وحدة والتي يمكن أن تستوعب 1400 من الأشخاص أثناء عملية الوضوء.
ولفت إلى أن مهمة الصوت داخل المسجد وخارجه، أسندت لشركة متخصصة تخضع لمراقبة صارمة ومستمرة من طرف موظفي المؤسسة، حتى يتم توفير أجواء حسنة لرواد هذه المعلمة الدينية الكبرى.
وتكمن مهمة هذه الشركة في صيانة المعدات الصوتية، والتحقق وتجريب الأجهزة الخاصة بالصوت، وتركيب ووضع نظام صوتي بساحة المسجد.
وتتواجد أيضا بمختلف فضاءات المسجد ، فعاليات المؤسسة من مراقبين، وتقنيين، وحراس، وعمال النظافة، ورجال الأمن التابعين لمفوضية الشرطة الخاصة بالمسجد ، علاوة على عناصر الوقاية المدنية المجهزين بسيارات الإسعاف وشاحنات صهريج ، ومصلحة طبية بعين المكان تضم 3 أطباء وممرضين.
كما يتم – حسب المسؤول – التنسيق الكامل بين أطر وتقنيي إدارة المؤسسة وطاقم قناة السادسة بغية النقل المباشر لصلاة التراويح عبر شاشة التلفزيون وأمواج الإذاعة بواسطة المركب السمعي البصري الخاص بالمسجد، حيث تتم عملية تجريب ومراقبة كل الأجهزة الخاصة بهذه التغطية ووضعها رهن إشارة طاقم القناة والإذاعات.