ها أنا أفرك عينيٌّ هاتين .
أفركهما هكذا، بالسَّبَّابةِ وحدها
كي أرى كل شيءٍ :
أرى جِباهَ الموتى وهي تلمعُ من كثرة السجودْ .
وخفافيشَ الليلِ الهاربةَ
تضعُ تيجاناً من قُشٍّ
وحجرْ،
وهي تعبرُ فوق خط الزلازلِ ،
ثم تعبرُ في كل اتجاهْ .
ها أنا أسير خلف النعوشِ .
وفي نيتي أن أجر العاصفةَ
في عربة الموتى .
وحدها القططُ في الشوارعِ
تحرُسُ الأشجارَ؛
والمقاهي؛
وحاوياتِ البَوْلْ .
هكذا يسير الموتُ من بَحرٍ إلى بحر
فتنشقُّ الجِبالُ،
والأنهارُ،
والبحيراتْ .
هكذا تموتُ اللغةُ ،
ونخسر أصابعنا التي كنا نقْضِمُها
– على مهلٍ –
أنا أيضا،
سوف أدسُّ الرمادَ في جيبي
وأنثرُهُ في كل زاوية من هذه اليابسةِ .
ربما،
سوف لن أرى جباهَ الموتى ،
ولا خفافيشَ الليلْ .