غادي نعصر هذا الصمت
من سكاته
غادي نعصر هذا الصوت
من صلاته
نعصر الوقت
اللي ضحا بحياته
نعصر اللحظة ف كاس
كاس واحد من الشك
يديني لليقين
يهرب بدماغي
يذبحني م الوريد
على أمواج دمي
ترقص « قناديل البحر»
علاش نكتب
لمن نكتب
يمكن نكتب ليا فالغياب
نكتب
الْديك اللحظة
فين نلقاني
لما يكنس لعدم غبارنا
و يمسح الموت أثر الخطوات
و قبل لخيال ما يعوم فالوهم
يركب بساط الفانتازيا
و الحس
يتقمص غريزة التعبير
قبل ما نخربش فالورقة
غادي نقرر ما نكتبش
نوقف التفكير
باش ما نكونكش
نذبح رحم الكون
نمحي حجرة النرد
نبعثر فوضى الاحتمالات
لون لحروف
على بياض الورقة
أنا هو هداك
أنا احداك
أنا فيك
أنا معاك
نساني عفاك
نساني
خرجني من جسدي عنواني
دخلني الكان
نكون
فكرة ف كاس
مشروب روحي
عمّر بيا الراس
خلي الريح يجوب دروب الناي
يعلّم الصمت حكمة الموسيقى
وعلى ايقاع الموج
يكتب « قنديل البحر « أول قصيدة
قبل
ما تتبهدل الحياة
زمان خاوي من ضجتنا
يهدهد لحقول من هجرة الفزاعات
شششششتتتتت
خلي الكائنات تسمع
أصوات اخرى ضاعت فزحمة اليقينات
وثنية طوطمية كنفشيسية زرادشتية بوذية هندوسية
صدى المعابد
همهمات الكاهنات
رنين الكنائس
زهد الراهبات
صياح المآدن
حيا على الوفاة
قبل الصمت
قبل الصوت
قبل دقات القلب
قبل الهزة
الخارجة من رحم الوجدان
يكتب « قنديل البحر «
ورقة بيضا
كيف ضوء
كيف قبر
و حقائق الديانات
قبل الوقت ب ظلمه
بعد الوقت ب نجمة
قبل الاكتشاف ب دهشه
قبل ما نكونوا
ف يد لله للي اعجنّا
و كانت أنفاس الحياة
ورقه شفافة
كيف المساحة للي بيني و بينك
كيف المساحة للي بين المجرات
كيف خيال
يجمع حروف
يشكّـل حضوري
بالواضح و المرموز
صفحة بيضا
نقراو دهشتنا
ما يرضي غرورنا كبريائنا
نقراوا بلا خوف
نقراوا
بلا نهاية
نقراوا فين تحد الكون
نقراوا قربنا
نقراوا بعادنا
لقاءاتنا فراقنا
نقراوا غيابنا فالحضور
حضورنا فالغياب
ففياق صبحاتنا فينا
ف قهوتنا فالتزاماتنا فجديتنا
فكسلنا فتركيزنا فضكحنا فعبثنا
فنظام رسمه غيرنا
دجّن شراستنا قص ظفارنا
ستر عرانا و عطانا مفهوم الأخلاق
غادي يكتب « قنديل البحر » آخر قصيدة
قبل الخطوة الأولى فالأبدية
على شط خاوي من النوارس
يفيض لسان لبحر
يطفي جمرة الكلمة
كلمة انسان
يطرزها باصداف هجرتها الرخويات
يغسل الرذاذ
ما بقى فالأرض من شياط الأنانيات
من ضحكاتنا المجنونة
من هجرة الفراشات
من دموع الورد
ف حدايق حازناتت
من حروبنا .. من دمارنا .. من غطرستنا
جوعنا .. جهلنا ببساطة الحياة
غادي يكتب « قنديل البحر « آخر قصيدة
و بعد ملايير السنين
تخرج قناديل البحر تركض
تشعل النار
تصارع الثيران
تشحذ السيوف
تغذي الحروب
تألف الأساطير
تغزو الفضاء
تعيد دورة الحياة في كوكب
مجهول الإسم
مجهول العنوان
*شاعر مغربي مقيم بفرنسا
