أكثر من 16 ألف حجرة دراسية مغلقة و 9365 غير صالحة بتاتا للتدريس
عرت مذكرة استعجالية وجّهها المجلس الأعلى للحسابات إلى وزير التربية الوطنية قصد تهييئ الدخول المدرسي المقبل، واقعا مزريا تعيشه المدرسة المغربية على كافة المستويات، حيث تتخبط المؤسسات التعليمية في فوضى عارمة سواء على مستوى تدبير البنايات والتجهيزات أو على مستوى تدبير الموارد البشرية، فيما أضحى الخصاص في الأقسام والمدرسين و الاكتظاظ و سوء تدبير الفائضين و عدم احترام الحد الأدنى من ساعات التدريس ..عناوين بارزة لما هي عليه المدرسة المغربية اليوم.
وكشفت المذكرة أنه على الرغم من الخصاص المهول في عدد المؤسسات التعليمية الذي لا يتعدى في المجموع 11123 مؤسسة تعليمية – أي ما يعدل 168889 حجرة دراسية – فقد تم إغلاق 1092 مؤسسة تعليمية، كما وقف المجلس على عدم استغلال 16262 حجرة في وضعية جيدة لأغراض التدريس. منها 9103 حجرة مغلقة و 7159 حجرة خصصت لاستعمالات أخرى )خزانة أو قاعة للاجتماعات أو أرشيف أو مستعملة من طرف الجمعيات…(. وهكذا، فإن عدد القاعات غير المستعملة لأغراض التدريس يعادل 1360 مؤسسة تعليمية من فئة 12 حجرة بكل مؤسسة. وهو ما يعادل طاقة استيعابية قد تمكن من تمدرس 652800 تلميذ بالسلك الابتدائي بمعدل قسم من 40 تلميذا في كل حجرة.
في المقابل، أفاد تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن العديد من المدارس والمؤسسات لا تتوفر فيها الشروط الملائمة للتمدرس، حيث يتم استغلال 9365 قاعة للتدريس رغم حالتها المتردية كما يتم استغلال مؤسسات تعليمية غير موصولة بشبكة التطهير والماء والكهرباء، ناهيك عن غياب المرافق الصحية ومشاكل تسرب المياه و انعدام الأسوار المحيطة بالمؤسسة التعليمية وعدم وجود ملاعب رياضية في الثانويات والإعداديات وعدم كفاية الفضاءات المخصصة للاستراحة…
ونبه المجلس إلى العديد من النقائص والاختلالات التي تشوب برامج الدعم الاجتماعي الهادفة إلى تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي والمبنية أساسا على خمسة مكونات هي الداخليات والمطاعم المدرسية وبرنامج تيسير والمبادرة الملكية «مليون محفظة» والنقل المدرسي..
وخلال السنة الدراسية 2016-2017 وقف المجلس الأعلى على عدم توفر 566 إعدادية بالوسط القروي على داخليات خلافا لما ورد في ميثاق التربية والتكوين، كما نبه إلى تجاوز الطاقة الإيوائية في 212 داخلية، وقد بلغ هذا التجاوز في البعض منها الضعف، مما أدى إلى إيواء التلاميذ في أماكن غير معدة لذلك كقاعات المراجعة وقاعات الاجتماعات والمكتبات.. بالمقابل سجل المجلس ضعف استغلال الطاقة الإيوائية ب 246 داخلية، منها وحدات لا تستغل إلا بنسبة 4 في المئة من طاقتها الاستيعابية..
و سجل المجلس كذلك عدم توفر أماكن مخصصة للمطاعم المدرسية ب 7023 مؤسسة تعليمية، حيث يتم توزيع الوجبات في الهواء الطلق أو داخل الحجرات الدراسية لفائدة 457000 تلميذ بينما يتم إيواء وإطعام ونقل التلاميذ المستفيدين من الدعم الاجتماعي في ظروف غير لائقة .
أما بالنسبة لبرنامج تيسير الذي يقدم مساعدات مالية للعائلات المستفيدة منه، فقد وقف قضاة المجلس على كونه لم يصرف أية مبالغ للمساعدات المالية منذ بداية 2014.
ولم تسلم المبادرة الملكية «مليون محفظة» من سوء التدبير حيث تبين للمجلس مدى التأخر في توزيع الأدوات واللوازم المدرسية على المستفيدين من هذه المبادرة، حيث فاقت مدة التأخير، في بعض المؤسسات، شهرين ابتداء من انطلاق الموسم الدراسي.
والنتيجة أنه لا تزال نسب الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة مرتفعة. و بالرجوع إلى المعطيات المسجلة في نظام مسار، يتبين أن 218 141 تلميذا غادروا الدراسة خلال السنة الدراسية الحالية، أي بمعدل 4 في المئة من مجموع التلاميذ خلال هذه السنة،