البروفيسورة أمينة بركات (*)
المرأة الحامل ليست معرضة بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا المستجد مقارنة بباقي المواطنين، لكن خصوصيتها تتعلق في وضعها الصحي وفي صحة جنينها ومولودها الذي تنتظره بشكل عام، وهو ما يجعل وزارة الصحة تولي اهتماما كبيرا وخاصا لهذه الفئة على الدوام، وستعمل على إعداد دليل سيسمح بتقديم توجيهات على الصعيد الوطني، من أجل التكفل بالحوامل والولادة خلال هذه الجائحة الوبائية المتعلقة بـ «كوفيد 19»
إن وجود جائحة وبائية في بلادنا لا يعني أن الحياة قد توقفت، بل هي تستمر، ونحن نواصل استقبال حالات كثيرة من الحوامل في مصلحة طب الأم والطفل بمستشفى السويسي بالرباط من أجل الولادة، فقد استقبلنا خلال شهري مارس وأبريل حوالي 2000 سيدة حامل من أجل الوضع، كما استقبلنا مواليد جدد في مصلحة المواليد الخدج التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، حيث تم التكفل خلال هاذين الشهرين بـ 450 رضيعا مريضا قدموا من مختلف جهات المملكة، وخاصة الذين رأوا النور بمستشفى السويسي وهم يعانون من مرض ما، لا علاقة له بفيروس كورونا المستجد.
وأود التأكيد على أنه إلى غاية اليوم، لم يتم استقبال أية حالة لأي مولود مصاب بفيروس «كوفيد 19»، صحيح أنه كانت تتواجد بمصلحة الولادة بالسويسي بعض النساء الحوامل اللواتي كان مشكوكا في إمكانية إصابتهن بالعدوى، وتأكد بالفعل تعرض بعضهن للعدوى بناء على نتائج الاختبارات التي خضعن لها، لكنهن لم يعانين من أية مضاعفات صحية ولم يؤثر ذلك على حملهن، وتابعن العلاج إلى أن تعافين بشكل كلي، وحملهن كان ولا يزال طبيعيا، ولم يحن بعد موعد الولادة بالنسبة لهن. أما بالنسبة لباقي النساء الأخريات فقد كانت نتيجتهن سلبية، ولم يتعرض أي رضيع بشكل عام لأي مشكل في هذا الصدد.
هذا الوضع الاستثنائي، لم يحل دون مواصلة مهنيي الصحة بهذه المصالح القيام بواجبهم المهني على أكمل وجه، رغم هذه الظروف الاستثنائية، وهم يعيشون ويتقاسمون مع الأمهات والأسر سعادة وفرح الولادة ولحظاتها المفعمة بالمشاعر الإنسانية الجيّاشة.
إن ما سبق لا يمنعنا من تسجيل ملاحظة وقفنا عليها بكل أسف خلال شهري مارس وأبريل، وتتمثل في استقبالنا العديد من النساء الحوامل اللواتي يوشكن على الوضع وهنّ في مراحل متقدمة، وقد يكون الخوف من الإصابة بالعدوى قد منعهن من التوجه إلى المستشفى، وهو ما يجعلنا نؤكد على أنه يتعين متابعة الحمل، ولا يجب التأخر في هذا الصدد، والتوجه إلى المؤسسات الصحية بشكل مبكر، بعيدا عن أية هواجس، تفاديا لأية مضاعفات صحية وخيمة قد تتعرض لها المرأة الحامل وجنينها.
(*) رئيس مصلحة طب وإنعاش المواليد الخدج بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط