مصعب التازي (*)
لقد كشفت جائحة فيروس كورونا المستجد عن مجموعة من المبادرات المتميزة في مجال البحث العلمي والابتكارات، التي تم الإعلان عنها من أجل تسخيرها لمواجهة الوضعية الصحية التي تمر منها بلادنا، وتبيّنت القدرة على الخلق والإبداع والابتكار في صفوف الشباب المغاربة، في مجالات عديدة، كما كان لهذه الأزمة وجه آخر كذلك، كشف عن قدرة المغاربة على التكيف مع الأوضاع العصيبة، وهو ما تبين بالملموس من خلال تغيير طبيعة الأنشطة الاقتصادية، في مقاولات النسيج، التي اتجهت لتصنيع الكمّامات الواقية.
في خضم هذه الأجواء الإيجابية التي تستلهم قوتها من القيم الوطنية الأصيلة، تأتي مجموعة من التطبيقات، وعلى رأسها تطبيق «حياة صونتي»، لكي يساهم بدوره في هذه الدينامية. تطبيق يسمح بتحديد الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا المستجد، من خلال التفاعل واستعراض مجموعة من الأعراض التي يعمل التطبيق على قراءتها وتحليلها بعد التوصل بها من طرف المعني بالأمر، وفي حالة وجود نسبة شك كبيرة، يتم ربط الاتصال بسيارة الإسعاف، وإشعار المصلحة الصحية القريبة، من أجل اتخاذ كل التدابير الممكنة من أجل الاستعداد للتكفل بالحالة، دون أن يتحرك الشخص من مكانه.
تطبيق بحمولة صحية يأتي من أجل المساهمة في إنقاذ أرواح المواطنين والحفاظ على حياتهم، يمكن له أن يساهم بإيجابية كبيرة في هذه الظرفية وما بعدها، ويتطلب تحميلا وانخراطا، لكي يصبح عمليا، وهو ما من شأنه تخفيف الضغط على المستشفيات، واكتشاف الحالات بشكل مبكر، بشكل منهجي وعلمي، يساهم في تطويق العدوى. خطوة تنضاف إليها خطوات لها صلة بتطبيقات أخرى، هدفها تمكين المصالح الصحية المختصة من مراقبة الأشخاص الموجودين في الحجر الصحي في منازلهم ومتابعة وضعهم الصحي، وكذا متابعة تحركاتهم تفاديا للاختلاط ونشر العدوى، مما يؤكد أهمية كل هذه الابتكارات، وضمنها التطبيقات، الموجهة لخدمة الحياة.
(*) خبير في التكنولوجيات الحديثة، حاصل على شواهد عليا في المجال الصحي بأمريكا وفرنسا.