البروفسور طارق صقلي حسيني (*)
في سياق مماثل للذي يعرفه المغرب اليوم، المتمثل في الجائحة الوبائية، التي تطال باقي دول العالم، يجب أن يحظى كبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة باهتمام خاص، فهم أكثر عرضة للإصابة بمرض «كوفيد 19»، ولخطر التأثر بأشكال أكثر خطورة للمرض، التي قد تتطلب العناية المركزة وقد تزيد من معدل الوفيات. تداعيات يكون مرضى الكلي أكثر عرضة لها، لأن لديهم مناعة منخفضة تجعلهم مهددين بالإصابة بالعدوى، لهذا فإن الوقاية مهمة للغاية وتتطلب الامتثال الصارم للعزل الصحي وتطبيق التدابير الحاجزية من قبل المرضى وذويهم.
هذا الوضع، يتطلب اتخاذ تدابير استباقية لتفادي توجه المرضى إلى المستشفى قدر الإمكان، مع ضمان المتابعة المنتظمة عن بعد، قصد التأكد من استمرار تتبع العلاج والكشف عن أي تغيير يهم مرض الكلي أو أي علامات قد توحي باحتمال الإصابة بعدوى كوفيد-19، وهو ما يحيل على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للأشخاص الذين زرعوا الكلية وجميع المرضى الذين يتلقون علاجات منتظمة تضعف المناعة. أما مرضى الفشل الكلوي المزمن الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى ويحضرون بانتظام إلى مراكز التصفية فعليهم كما على الأطباء والممرضين وكافة مقدمي الرعاية الامتثال لتدابير الوقاية والمراقبة الصارمة. وفي هذا السياق تم تبني تعديلات رئيسية في طريقة عمل مراكز غسيل الكلى على الصعيد الوطني، وتم كذلك تطوير سيناريوهات الرعاية للمرضى المشتبه في إصابتهم بالعدوى، وتخصيص مراكز معدّة لاستقبال وعلاج المرضى المصابين بكوفيد 19 على نطاق كل جهة. وأخيرا، تم وضع قائمة بالإجراءات التي يجب اتخاذها على نطاق مركز غسيل الكلى في حالة تشخيص حالة لمريض غسيل الكلى يعاني من الفيروس.
لقد تم تناول جميع هذه الجوانب، والعديد من الاعتبارات الأخرى في التوصيات العلمية للممارسة الطبية المثلى للجمعية المغربية لطب الكلي، التي اعتمدتها مختلف مكونات طب الكلي بالمغرب وأصبحت مرجعية من قبل وزارة الصحة، وتأخذ هذه التوصيات بعين الاعتبار أحدث المعطيات العلمية على المستوى الدولي وتجربة رعاية مرضى الكلى المصابين بكوفيد 19 بالمغرب والعالم، مع تحديثها بصفة منتظمة وفقًا لتطور المعرفة العلمية والطبية.
(*) رئيس الجمعية المغربية لطب الكلى