قررت المحكمة الابتدائية ببنسليمان، في الجلسة المنعقدة يوم الاثنين 11 مايو 2020، للنظر في ملف «دهس وقتل الأغنام عمدا» من طرف مواطن فرنسي، تأجيل البت في القضية إلى جلسة الاثنين المقبل 18 مايو 2020، وذلك بناء على طلب هيئة دفاع المشتكي التي حضرت الجلسة كممثلة لبعض الجمعيات الحقوقية، وكذا للإدلاء بمذكرة المطالب المدنية وببعض الوثائق.
الجلسة المذكورة، عرفت مشادات ونقاشات ساخنة بين هيئة الدفاع، إثر تقديم دفوعات شكلية من طرف دفاع المتهم، تم التعقيب عليها من طرف دفاع المشتكي، الذي كان يتكون من 12 محاميا، منهم متطوعون، ومنهم من يمثل جمعيات حقوقية، حضروا لمؤازرة الضحية صاحب قطيع الغنم، حيث علمت «أنوار بريس» أن جمعيات حقوقية أخرى دخلت على الخط في هذا الملف وحضرت في ثاني جلسة للدفاع عن المشتكي، بالإضافة إلى حضور محاميين اثنين من دفاع المشتكي به.
وحول أطوار الجلسة، أكدت مصادر الجريدة، أن دفاع المشتكي به تقدم بطلب تمتيع المتهم بالسراح المؤقت، وكذا بدفوعات شكلية تمحورت حول الدفع بعدم الاختصاص النوعي، معتمدا على المادة 17 من قانون قضاء القرب والذي ينص في فقرته الثالثة على: «يعاقب بالغرامة من 500 إلى 1000 درهم …من قتل أو بتر من بدون ضرورة في مكان يملكه أو يستأجره، أو يزرعه، دابة من دواب الركوب أو الحمل أو الجر أو من البقر أو الأغنام أو الماعز أو غيرها من أنواع الماشية، أو كلب الحراسة، أو أسماكا في مستنقع أو ترعة، أو حوض مملوكة للغير». إلا أنه بعد التعقيبات على الدفوعات الشكلية من طرف دفاع المشتكي، لم تستجب المحكمة للدفوعات الشكلية المتعلقة بعدم الاختصاص، ورفصت طلب السراح المؤقت، وقررت تأخير الملف إلى جلسة يوم الاثنين المقبل.
وقد عرفت جلسة محاكمة المواطن الفرنسي حضور مجموعة من المواطنين وبعض ممثلي الجمعيات الحقوقية، بالإضافة إلى الحضور الوازن لوسائل الإعلام الوطنية، والمواقع الإلكترونية، التي حضرت لتغطية ومتابعة القضية التي أصبحت قضية رأي عام، وأثارت وحشية ارتكاب أفعالها، غضب واستنكار ساكنة المنطقة.
وكانت ابتدائية بنسليمان، قد قررت في جلسة سابقة متابعة المواطن الفرنسي في حالة اعتقال «من أجل التهديد بارتكاب جناية القتل وقتل المواشي عمدا» طبقا للفصول 425، 427، و603 من القانون الجنائي المغربي، حيث تم إيداعه السجن المحلي للمدينة.
وتعود تفاصيل القضية إلى مساء يوم السبت 2 ماي الجاري، حيث قام المشتكى به بمطاردة قطيع من الغنم، وعمد إلى قتل بعض الرؤوس منها عمدا، أمام أنظار الراعي القاصر الذي اعتاد رعي غنمه بمنطقة الصنوبر التابعة لجماعة المنصورية، ومهددا كل من اعترضه بأن يكون مصيره مصير الغنم التي دهسها بسيارته، حسب ما ظهر في الفيديو الذي يوثق للعملية الإجرامية، والذي تم نشره على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.
ويأمل الضحية الذي حضر جلسة المحاكمة، والذي نفى جملة وتفصيلا أن يكون تلقى تعويضات عن الضرر الذي لحقه من أي جهة كانت، يأمل في أن تأخذ القضية مجراها الطبيعي، لأنه واثق من عدالتها، ويثق في القضاء المغربي قصد إنصافه.