خبراء يتابعون المعطيات الرقمية الأخيرة للحالات المؤكدة بكثير
من الترقب والحذر ومطالب بإعادة تنظيم عمل المقاولات
تشييع جماعي لجنازة قتيل بعين الشق في زمن الحجر الصحي يتسبب في توقيف قائد
ملحقة إدارية ومظاهر الفوضى تستشري في شوارع الدارالبيضاء
أكدت نتائج التحاليل المخبرية التي تخص الأشخاص المشكوك في إمكانية أن يكونوا حاملين لفيروس كورونا المستجد إصابة 48 حالة جديدة إلى غاية صباح الأربعاء، رفعت العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في بلادنا إلى 6466 حالة، 3179 منهم يتلقون العلاج بنسبة 49.16 في المئة، في حين ارتفع عدد المتعافين إلى 3099 بعد تسجيل 108 حالات جديدة للشفاء، وهو ما يمثل نسبة 47.93 في المئة، أما عدد الوفيات فقد استقر في 188 حالة وفاة أي بنسبة 2.91 في المئة، في الوقت الذي جرى فيه تسجيل 137 حالة مرضية مؤكدة ما بين الرابعة من مساء الاثنين ونفس التوقيت من مساء الثلاثاء.
وشكّلت الأرقام المسجلة صباح الأربعاء بارقة أمل، بعد توالي تصاعد أرقام الحالات المؤكدة مؤخرا يوما عن يوم، بشكل مستفز، على بعد أيام قليلة من موعد نهاية المرحلة الثانية من الحجر الصحي، مما شكّل صدمة لمجموعة كبيرة من المواطنين. الرقم المسجل صباح الأربعاء الذي يعتبر استثناء في الوضعية الوبائية خلال الأيام الأخير الذي خلق حالة من التفاؤل في أوساط البعض، تعامل معه البعض الآخر بنوع من الحذر وترقب تسطيح المنحنى ثم عودته للانخفاض على امتداد مجموعة من الأيام، حتى يتم تكوين صورة تقريبية عن الوضع الوبائي، خاصة وأنه خلال فترة سابقة انخفضت الإصابات، لسبب من الأسباب، ثم عادت للارتفاع مجددا وبشكل صاروخي.
من جهتها، أعلنت المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة الدارالبيضاء- سطات، الجهة التي تضم أكبر عدد من الإصابات، وبعد طول ترقب وانتظار ومطالبة من لدن عدد من الفاعلين والمواطنين، عن جدول يبين الوضعية الوبائية بالجهة إلى غاية مساء الثلاثاء، أوضح أن عدد الحالات المؤكدة منذ بداية الجائحة في الجهة بلغ 1752، علما بأنه تم تسجيل 28 حالة إصابة جديدة إلى غاية صباح الأربعاء، وتسجيل 607 حالة تعافي إلى جانب 46 وفاة، هذه الحالات الأخيرة التي توزعت على مستوى عمالات مقاطعات الدارالبيضاء ما بين 3 وفيات في عين السبع الحي المحمدي، 2 بالبرنوصي، 1 بمولاي رشيد، 2 بالفداء مرس السلطان، 3 بابن امسيك، 7 بعين الشق، 6 بالحي الحسني و 16 بآنفا. وارتفع عدد الحالات المؤكدة إلى غاية مساء الثلاثاء في مديونة إلى 73 حالة إصابة مؤكدة، و 58 بالنواصر، إلى جانب 207 حالات بالمحمدية، وحالة ببنسليمان، ثم 49 بسطات، و 16 ببرشيد، وأخيرا 25 بالجديدة، في حين لا تزال سيدي بنور خارج رادار الفيروس.
وكانت المديرة الجهوية قد أكدت في تصريح تلفزي مساء الثلاثاء، أن عدد الحالات التي تم تسجيلها بالجهة بلغ 1767 حالة مؤكدة، نتيجة لمجموعة من المعطيات التي لم تشر إليها، مضيفة بأن المعدل العمري للمصابين الذي انخفض إلى 34 سنة ناتج عن كون هذه الفئة العمرية هي التي تشتغل في الوحدات الصناعية التي ظهرت كبؤر، فضلا عن التراخي الذي بات يميز سلوكات عدد كبير من الشباب، مما يؤدي إلى إصابتهم بالفيروس.
حالة التراخي بل وحتى التهاون اتضحت مؤخرا وبشكل ملموس للعموم، ولم تعد تقتصر على حالات التسوق في الأسواق الشعبية والفضاءات التجارية وحركية السير والجولان بالشوارع، وبأزقة الأحياء الشعبية التي تحولت خلال ليالي رمضان إلى مقاهي مفتوحة، إذ أكدتها عدد من الممارسات الشائنة الأخرى، كما هو الشأن بالنسبة لأخذ حمام دوش جماعي على سكة خط الترامواي بدرب السلطان بالدارالبيضاء، في مشهد يؤكد منسوب الوعي الذي يتوفر عليه البعض، بشكل يعاكس كل المجهودات التي بذلتها الدولة لتطويق الجائحة الوبائية وتبعاتها، وتراخي الجهات المختصة في منع مثل هذه الظواهر السلبية رغم تواجدها بالشارع العام، وقبلها نزوح جماعي للعديد من الشبان نحو الشواطئ للسباحة، وأخيرا طقوس تشييع جنازة الشاب الذي قتل بدرب الخير بالزنقة 15 على مستوى مقاطعة عين الشق، حيث اصطفت حشود المواطنين جنبا إلى جنب للصلاة على الجنازة في الشارع العام، وتشييع ومرافقة الجثمان، من طرف الكبار والصغار، نساء ورجالا، في مشهد مرعب في زمن الحجر الصحي، الأمر الذي دفع مصالح وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرار بتوقيف رئيس الملحقة الإدارية في انتظار نتائج البحث الإداري الذي تم فتحه لترتيب المسؤوليات واتخاذ الإجراءات التأديبية والإدارية الضرورية، بالنظر إلى أن ما وقع، تعتبره وزارة الداخلية، خرقا سافرا للتدابير والإجراءات المقررة من خلال حالة الطوارئ الصحية، في غياب تدخل من ممثلي السلطات المحلية الموكول لهم العمل على فرض احترام التدابير التي يستلزمها حفظ النظام العام الصحي في حالة الطوارئ الصحية المعلنة.