يعد خواكين جوزمان ، بلا منازع أخطر رجل في العالم حاليًا، ورغم قصر قامته وضعف هيئته، فهو الرجل الذي تقف جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية في معظم الدول الكبرى بالعالم عاجزة أمامه، حتى أنه في كل مرة يتم اعتقاله، يتمكن بسهولة من الهرب من داخل أكثر السجون حراسة، حكايته تشبه كثيرًا الأفلام البوليسية، لدرجة أن قصة حياته ومغامراته مع الأجهزة الأمنية سيتم قريبا تحويلها لفيلم سينمائي.
الاتحاد الاشتراكي تنشر جزء من سيرة هذا الرجل الذي انطلق كبائع للفاكهة في قريته قبل أن ينتقل إلى العمل في مزارع الماريخوانا وكافة الزراعات التي تصنع منها أنواع متعددة من المخدرات ليتربع لأكثر من عشرين سنة على عرش امبراطورية المخدرات على الصعيد العالمي
لكن الخطير في فرار خواكين هو كيف توصل حلفائه وعصابته والخرائط الخاصة بالسجن ومن هي الجهات التي سلمته الخرائط واقتنت البيت القديم القريب من السجن ولماذا لم يتم الانتباه إلى عملية الحفر التي كانت تجري قرب السجن وسير الأشغال ليل نهار ، حيث لم تنتبه الأجهزة الأمنية إلى ذلك رغم الشكايات اليومية التي كان يتقدم بها السجناء إلى إدارة السجن من ضجيج لا يتوقف ليل نهار، ذلك أنه تم الكشف أمام العديد من المحاكم سواء المكسيكية أو الأمريكية عن دور زوجة إل تشابو إمبراطور المخدرات في هروبه الشهير من السجن
ذلك أنها اضطلعت بدورٍ رئيسي في هروبه سيئ السمعة من السجن عام 2015 عبر نفقٍ حُفِر في منطقة الاستحمام في زنزانته.
ذلك أن إيما كورونيل أيسبورو ساعدت زوجها على تبادل الرسائل مع أبنائه وآخرين ممَّن نسقوا هروبه من سجن ألتيبلانو وسط المكسيك. وكانت أيضاً كانت حاضِرةً في الاجتماعات المتعلقة بالهروب.
وقال لوبيز إنَّه بعد إلقاء القبض مجدداً على غوزمان والزج به في سجنٍ مكسيكي آخر، دفعت عصابة المخدرات مليوني دولار رشوة لمسؤولٍ في السجن من أجل نقله إلى سجن ألتيبلانو ثانيةً. لكن قبل أن يمكن حدوث ذلك، سُلِّم غوزمان عام 2017 إلى الولايات المتحدة، وبقي هناك في الحجز الانفرادي.
كما أن احد مساعديه دبَّر هروب زعيمه مع إيما وأبناء غوزمان، وكانت إيما تنقل الرسائل من وإلى غوزمان. حيث كانت خطة الهروب في عام 2015 مدروسة أكثر من الخطة التي نجح بها غوزمان في 2001 بالاختباء في عربة غسيل السجن.
كما إنَّ الخطة تضمَّنت تهريب هاتف به نظام تحديد المواقع لغوزمان حتى يتمكَّن مُدبِّرو الخطة من تحديد أفضل مكان لحفر النفق فيه. كما إنَّ أتباعه اشتروا كذلك عقاراً مجاوراً للسجن، حتى يمكنهم حفر نفق الهروب البالغ طوله ميلاً (1.6 كيلومتر). وأنَّ العمل استمر أشهراً، وكان الصوت الناتج عنه عالياً جداً لدرجة أنَّه كان بالإمكان سماعه من خلف قضبان السجن، إلى حد أنَّ السجناء كانوا يشكون منه.
وقد استخدم خواكين ، في يوم الهروب دراجةٌ نارية نقلته بسرعة إلى مخرج النفق، وهناك أقلَّته دراجة رباعية الدفع إلى مخزن. ونُقِل بعد ذلك جواً إلى مخبئه الجبلي. وهو الفرار الذي اعتبره أكبر جهاز في دولة المكسيك مهينا للجميع وصدرت أوامر لاعتقاله مهما تطلب الأمر من إمكانيات وعملت الدولة باستقطاب أجهزة أمنية أمريكية وامريكولاتنية لمساعدتها على اعتقاله إلا أن ال تشابو لم يزدد إلا طغيانا وقسوة اتجاه منافسه، لكن أصبح يعلم يقينا أن ساعته قريبة من النهاية وأنه لا يفصله عن السجن سوى أمتار معدودة.
تحدى العالم بعد هروبه واكد «إل تشابو» بأنه «المورد الرئيسي» في العالم للهروين والكوكايين الماريخوانا في مقابلة أجراها مع الممثل الأمريكي «شون بين» في غابة مكسيسكية عام 2016، وأثارت تلك المقابلة الجدل حول نفوذ وقوة تاجر المخدرات الذي تحدى العالم بعد هروبه وتفاخر بإجرامه أمام الجميع.
بعد تعقُّب غوزمان والتزود بمعلوماتٍ فورية تقريباً من خلال أجهزة التنصت الأمريكية على هواتف أفراد العصابة، اكتشفت قوات المارينز في النهاية أنَّ غوزمان فرَّ إلى مدينة ماساتلان المكسيكية وكان مُختبئاً في غرفة بفندق ميرامار، وهو مبنى قريبٌ من الشاطئ. وكانت قوات المارينز اتخذوا الاحتياطات القُصوى عند القدوم إلى ماساتلان، إذ خلعوا زيهم الرسمي، واشتروا صنادلَ وسراويل قصيرة من سوق وول مارت المحلي. وبعد مُراقبة الفندق، استعدُّوا لمهاجمته ، قبيل الفجر.الا ان العملية باءت بالفشل.
يتبع