عبدالواحد الراضي:سي عبدالرحمان صفحات مشرقة في تاريخ المغرب المعاصر ورجل إجماع وطنيا ودوليا
غادرنا إلى دار البقاء آخر عمالقة الحياة السياسية، ورجل الدولة الكبير،المجاهد سي عبدالرحمان اليوسفي، الذي اجتمع فيه ماتفرق في غيره، اجتمعت فيه خصال وصفات عدة ، المقاوم والمناضل الفذ والحقوقي والإنسان والسياسي المحنك الذي أعاد إلى السياسة نبلها.
بوفاة الفقيد الكبير سي عبدالرحمان اليوسفي، يفقد المغرب و تفقد معه الساحة الحقوقية المغربية و العربية والدولية، أحد أبرز الوجوه المدافعة عن استقلال المغرب وتحرير الأرض والإنسان، والمدافعة عن حقوق الإنسان في أبعادها الكونية،وعن المرأة لتنال حقوقها كاملة غير منقوصة،كما شكل رحمه الله، جسرا وهو على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمعية رفاقه، لقيادة تجربة الانتقال الديمقراطي ببلادنا، ورئاسة حكومة التناوب، في وقت كانت تجتاز فيه بلادنا مرحلة صعبة،ومهددة بالسكتة القلبية كما وصفها الملك الراحل الحسن الثاني .
رحيل الفقيد سي عبد الرحمان اليوسفي، شكل حالة إجماع شعبية ورسمية ،شهد له فيها الجميع بتفانيه في خدمة قضايا بلاده وخدمة الشعب المغربي . مختلف الأجيال والمشارب السياسية والحقوقية وغيرها نعوا هذه القامة الوطنية الكبيرة ،شهادات أجمعت على أن رحيله سيترك فراغا كبيرا في قلوب الجميع، وفي قلوب رفاقه في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكل القوى الديمقراطية والاشتراكية والوطنية.
جريدة الاتحاد الاشتراكي، تنقل شهادات رفاقه التي أجمعت كلها على خصاله وتفانيه وإخلاصه لمبادئه طيلة مسيرته النضالية.
رحم الله أخانا سي عبدالرحمان اليوسفي إنا لله وإنا إليه راجعون.
الكاتب الأول الأسبق محمد اليازغي أكد لجريدة الاتحاد الاشتراكي، وهو ينعي رفيقه في النضال ،أن سي عبدالرحمان اليوسفي، رجل خدم بلاده ووطنه بكل تفان وبكل إخلاص، كانت حياته كلها متجهة إلى خدمة قضايا الشعب المغربي، هذا الرجل أخلص لمبادئه واختياراته سواء أثناء المعارضة أو حينما تحمل المسؤولية في حكومة التناوب التوافقي، رحم الله سي عبدالرحمان اليوسفي.
الكاتب السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبدالواحد الراضي يقول في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي وهو ينعي هذه القامة الوطنية الكبيرة ،سي عبد الرحمان اليوسفي، آخر عمالقة الحياة السياسية في المغرب في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين، كانت حياته مليئة بالعطاء لبلده، ففي النصف الأول من القرن العشرين، لعب رحمه الله دورا كمناضل في حزب الاستقلال في توعية المواطنين و خاصة الطبقة العاملة في الدار البيضاء وغيرها من المدن في المغرب، كما لعب دورا أساسيا في النصف الثاني من ذات القرن بعد نفي الملك محمد الخامس، إذ كان من قادة المقاومة المسلحة وجيش التحرير،حيث ترأس المجلس الوطني للمقاومة، ويشهد له أنه لعب أدوارا مهمة و كبيرة رحمه الله.
ويضيف الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن سي عبدالرحمان اليوسفي، لعب بعد الاستقلال دورا أساسيا كأحد مسيري حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية،وكان من أبرز قادته، كما كان صحافيا ورئيس تحرير لجريدتي التحرير والمحرر ومديرا لجريدة الاتحاد الاشتراكي.
ويتابع عبدالواحد الراضي في شهادته قائلا،كان سي عبدالرحمان اليوسفي من أكبر المناضلين من أجل الديمقراطية والاشتراكية وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة، وكان له إشعاع ليس في المغرب فحسب، بل في العالم العربي، كان مناضلا وهو في المعارضة، المعارضة الإيجابية، ولايلتفت إلا إلى مصلحة المغرب، وشاءت الأقدار أن كان وزيرا أول لحكومة التناوب التوافقي، وكان أيضا بنفس العزيمة ونفس الكفاءة والتفاني والتضحية، أعطى للمغرب، ولعب دورا أساسيا في إنقاذ البلاد من السكتة القلبية، كما قال الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، كما لعب دورا أساسيا في إعادة الثقة في البلاد ، ولعب رحمه الله، دورا رياديا في الإصلاحات المهمة التي عرفتها بلادنا وهو على رأس حكومة التناوب، في عهده عرف الاتحاد الاشتراكي تطورا أساسيا، وفعلا كان خير خلف لخير سلف لسي عبدالرحيم بوعبيد وهو يقود الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وظل متتبعا ومشتغلا ومهتما بقضايا بلاده وحزبه. سي عبدالرحمان، يقول عبدالواحد الراضي في شهادته، قدوة للمناضلين في المغرب، خاصة الشباب، وكان من الضروري لهم، التعرف على حياته ونضالاته، وبدون شك ستشكل حياته ومسيرته النضالية صفحات مشرقة في تاريح المغرب المعاصر، رجل شكل إجماعا وطنيا ودوليا على روحه الطاهرة التي فقدناها في هذا اليوم، يوم الجمعة المباركة، رحم الله أخانا سي عبدالرحمان، إنا لله وإنا إليه راجعون.