الأستاذ إدريس لشكر: «في الوقت الذي أكدنا فيه أن جائحة كورونا تتطلب وحدة وطنية، حاول خصومنا في محطات مختلفة أن يفتعلوا معارك وهمية وجرنا لها»
«سيكون من الصعب على وزير مكلف بحقوق الإنسان والحريات أن يكون ممثلنا في المحافل الدولية وهو أول من يضرب هذه الحقوق»
«نحن من أنشط الأحزاب حضورا وقوة في مختلف الواجهات، وحتى اليوم في ما يتعلق بالمنصات والأنشطة في زمن كورونا كافة الاتحاديات والاتحاديين يقومون بواجبهم»
ذكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ إدريس لشكر، بأنه في الوقت الذي أكدوا فيه على أن جائحة كورونا تتطلب وحدة وطنية وتتطلب جبهة وطنية واحدة، «حاول خصوم حزبنا في محطات مختلفة أن يفتعلوا معارك وهمية وجرنا لها»، مضيفا في اجتماع مع أعضاء المجلس الوطني الجهوي للحزب بجهة الشرق، مساء الجمعة 19 يونيو الجاري، عبر تقنية التواصل عن بعد، بأن «الحسابات السياسوية الضيقة لدى البعض جعلته يتحين كل فرصة لمحاولة شق هذه الوحدة الوطنية…»، ونبه إلى أن الخصوم «سيتخفون مرة أخرى تحت يافطة محاربة الفساد والإثراء غير المشروع»، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريح وزير الدولة، وهو عضو في الحكومة، بأن «مشروع قانون الإثراء غير المشروع يلقى مقاومة من داخل الأغلبية والمعارضة»، مؤكدا على ضرورة الحذر «لأنه من السهل مع هذه الثورة الرقمية جر الرأي العام إلى معارك ليست معاركه، والهدف مرة أخرى هو حملة انتخابية سابقة لأوانها»، وأضاف الكاتب الأول للحزب، بأنهم قدموا بالملموس أن محاربة الإثراء غير المشروع لا يبدأ بالشعارات بل يبدأ بالفعل وبالممارسة وبالمسؤولية وبالاقتراح «لذلك نبهنا إلى أن الأمر يتعلق بالقانون الجنائي، وفي القانون الجنائي لابد من الرجوع إلى الأصل وإلى المجهود الذي بذله الأخ عبد الواحد الراضي حين كان وزيرا للعدل، والحوارات الحقيقية التي أنتجت أرضية حقيقية لمعالجة القانون الجنائي» يقول الأستاذ لشكر.
وتطرق في كلمته أيضا إلى الاقتصاد غير المهيكل ببلادنا، مبرزا بأنه من حسن الحظ أن حزبنا نبه إلى أن الهشاشة في البلاد نابعة من هذا الاقتصاد الذي يتجاوز 60%، حيث يضم «فئات اجتماعية في وضعية هشاشة لا تستفيد عندما تأتي مثل هذه الجائحات وتكون في وضعية صعبة ولذلك نبهنا إلى مسألة الضمان الاجتماعي وهنا تبدأ القناعة بالفعل»، كما نبه إلى «أن عشرات ومئات الآلاف يشتغلون اليوم مع شركات ويشتغلون في معامل سرية ومجموعة من الخدمات فيها أموال طائلة ولا يؤدي أصحابها الضرائب كما لا يؤدون الحقوق لمستحقيها في ما يتعلق بالضمان الاجتماعي».
وتوقف في هذا الإطار عند الحكاية الأخيرة للوزير المكلف بحقوق الإنسان واصفا إياها بـ»المصيبة»، متسائلا «كيف لوزير حقوق الإنسان أن يكون هو من يخرق حقوق الإنسان عندما يحتفظ بأجيرة لديه في المكتب لمدة 24 سنة ولا يضمن لها حتى الضمان الاجتماعي؟» مضيفا «كيف سيقف وزير الدولة غدا في جنيف في ما يتعلق بالتساؤلات أو الشكايات التي تطرح عليه، لأن اليوم مع الثورة الرقمية أصبح العالم قرية صغيرة والخبر يصل بسرعة، وسيكون من الصعب على وزير مكلف بحقوق الإنسان والحريات أن يكون ممثلنا هناك وهو من يضرب أولا هذه الحريات وهذه الحقوق». يقول الأستاذ ادريس لشكر.
وعرج على محاربة الفساد، مؤكدا أن «محاربة الفساد تبدأ من الذات، إذا لا يمكن أن يكون لديك من يتمتع بتقاعد برلماني وراتب الوزير وأن تحتفظ براتب برلماني وراتب عضوية في مكتب البرلمان أو رئاسة فريق وعضوية الجهة… والاستفادة من كل الامتيازات، في الوقت الذي نعرف فيه حجم الأضرار الكبيرة التي سنعيشها في المستقبل اقتصاديا واجتماعيا وماليا».
وفي ما يتعلق بجهة الشرق، ذكر الكاتب الأول لحزب الوردة بأنه على الرغم من المجهودات التي بذلت بهذه الجهة منذ حكومة التناوب، مازالت بحاجة إلى الكثير من الدعم المركزي في مجالات متعددة كالسياحة، الطاقة، الصحة، في الحكامة والإدارة والشباب والرياضة… واستغرب كيف لجهة تمثل أزيد من 12% من المساحة العامة للوطن، لا تتوفر سوى على 3 مطارات و3 موانئ و3 سدود، وعلى 49 دار شباب ومستشفى جامعي واحد و10 مستشفيات و41 مستوصفا.
وأكد في كلمته على ضرورة التفات أعضاء المجلس الوطني للحزب الممثلين لجهة الشرق لما هو محلي والحضور سياسيا في المشهد الحزبي، مشيرا في هذا الإطار إلى أن حزبنا حاضر على مستوى العمل النقابي وحاضر إعلاميا وحاضر على المستوى الفكري والثقافي… وحاضر على مستوى مجموعة من القطاعات المهنية، غير أنه غير حاضر سياسيا بنفس القوة في المشهد الحزبي على الرغم من «أننا من أنشط الأحزاب حضورا وقوة في مختلف الواجهات، وحتى اليوم في ما يتعلق بالمنصات والأنشطة في زمن كورونا كافة الاتحاديات والاتحاديين يقومون بواجبهم».
وفي ما يتعلق بالتحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة على مستوى الجهة، أشار الكاتب الأول للحزب إلى أن هناك أقاليم أجهزتها قادرة وحاضرة وهناك أقاليم يعتريها ضعف أو اختلالات، مؤكدا على إيجاد المعالجات الضرورية، «لأن هناك أقاليم تضم كفاءات ومناضلين وعندنا إمكانيات هائلة للانطلاق، وإذا لم تنطلق هذه الأقاليم الآن فلن تكون جاهزة في المستقبل»، واقترح الاشتغال على المعالجات المطروحة في مجال إعادة بناء التنظيم والتحضير للاستحقاقات المقبلة والتحضير للمهام المطروحة لمواجهة جائحة كورونا.
ودعا المناضلات والمناضلين الحاضرين في الاجتماع المنعقد في سياق تنفيذ المقرر الصادر عن المكتب السياسي المنعقد يومي 28 و29 ماي المنصرم، إلى التوجه نحو القضايا المحلية والاشتغال في الواجهة التنظيمية والتأطيرية مع مختلف الواجهات الثقافية، الجمعوية، النقابية، المؤسساتية… للخروج بقوة إلى الاستحقاقات القادمة، وقال: «يمكن اليوم ليس هناك ظروف انتخابات ولا أحد يمكن أن يؤكد لنا بأن هذه الجائحة قد تنتهي غدا، وقتما انتهت هذه الجائحة لن يكون أي مبرر لبلادنا لتأجيل الانتخابات، الحالة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى التأجيل هي إذا تفاقم هذا الوضع الوبائي وتطور إلى ما هو أسوأ، وقتها سيكون مطروحا للنقاش إجراء الانتخابات من عدمها، أما اليوم فما علينا إلا أن نحضر وأن نتهيأ ونستعد للمستقبل».
وذكر الأستاذ إدريس لشكر بالمهرجان الذي ترأسه المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، رحمه الله، بمدينة وجدة يوم 07 دجنبر 2018، والذي وجه من خلاله نداء إلى الجارة الجزائر، وهو النداء الذي اعتبره الأستاذ لشكر مازال مستمرا ومطروحا خاصة بعد جائحة كورونا، وفي هذا الإطار قال: «لابد أن يستخلص إخواننا في الجزائر بأن العدو ليس في الغرب، فاليوم تأكد بالملموس بأن عدو الجزائر كما هو عدو المغرب هو هذه الجائحة التي أصابت العالم»، وتوجه إلى حكام الجزائر قائلا: «حان الوقت لكي تلتفتوا إلى المشاكل الحقيقية التي تهدد الشعب الجزائري ولتطمئنوا أن في غربكم ليس عدو ولا خصم وأن كل الملايير التي أنفقتموها في السلاح والعتاد أننا غير معنيين بها، وأننا فاتحون ذراعينا كشعب مغربي لأشقائنا في الجزائر من أجل بناء المستقبل لأننا مؤمنون بنفس المنطق الذي توجه به عاهل البلاد إلى إفريقيا، مؤمنون أن ذلك المنطق يتوجه أساسا إلى الشعب الشقيق بالجزائر وأن على أساسه سنشتغل».
هذا، وافتتح اجتماع المجلس الوطني الجهوي للحزب الذي أشرف عليه الكاتب الأول للحزب بحضور أعضاء فريق العمل المكلفين بالجهة ابتسام مراس، عبد الحميد جماهري وحميد الفاتحي، بكلمة لمنسق التنسيقية الجهوية لجهة الشرق سعيد بعزيز، ذكر فيها بالمحطات التنظيمية التي شهدتها جهة الشرق وأبرزها المهرجان الخطابي الذي أطلق فيه الراحل سي عبد الرحمان اليوسفي، نداء الوحدة المغربية الجزائرية من مدينة وجدة، يوم 07 دجنبر 2018، وكذا اجتماع المجلس الجهوي الذي ترأسه الكاتب الأول يوم 18 يناير 2020، والاجتماع الأول الذي عقدته التنسيقية الجهوية والذي تمحور حول الفترة الزمنية من أجل الانطلاق في تقوية وتطعيم وتجديد التنظيمات الإقليمية، زيادة على تنظيم وقفة الإخلاص والوفاء لروح المجاهد عبد الرحمان اليوسفي.