بالدارالبيضاء تدبير ملاعب القرب .. محط تساؤلات كبيرة ؟

ضمانا لتحسين الولوج للبنيات التحتيـة والـتـجـهـيـزات الاجـتـمـاعـيـة الأساسية، وتشجيع التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي، والاندمـاج الاجـتـمـاعـي والاقـتـصـادي للساكنة المستهدفة..، أشرف الملك محمد السادس بمقاطعات بالدارالبيضاء على تدشين العديد من ملاعب القرب الرياضية، في إطار مشاريع تهدف إلى تنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والإدماج السوسيو رياضي..، عن طريق النهوض بالأنشطة الرياضية للأحياء..، باستثمارات مالية مهمة، متفق عليها بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولاية جهة الدارالبيضاء سطات، عمالات المقاطعات، جماعة الدارالبيضاء، المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة، والجمعيات المحلية؛ وفي وقت كان من المفروض أن تنعكس هذه المشاريع إيجابا على الفئات المستهدفة وفق الأهداف المسطر لها، زاغت المبادرة في بعض المقاطعات عن فلسفتها، بعدما تم إفراغها من محتواها الذي شيدت من أجله عن طريق إدماج عدد كبير من الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر وتسهيل ولوجها إلى هذه الفضاءات العمومية،في مقابل استفادة أشخاص آخرين ميسوري الحال؛ هذا وقد أكدت تقارير رسمية سلمت لمسؤولين محليين ومركزيين في إطار ذكرى مرور 12 سنة على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استغلال ملاعب القرب في الحصول على مداخيل غير مشروعة، حسب القوانين الوضعية من طرف الجمعيات الحاضنة للمشروع بحجة الصيانة وغيرها..، والمتمثلة في طريقة الأداء: إما عن طريق أداء مبالغ مالية تتراوح مابين 10 و20 درهما للفرد الواحد وأحيانا أكثر، او الأداء عن طريق الساعة بإعطاء مبلغ يتراوح مابين 200 و300 درهم للساعة وأكثر، اي بمعدل 2000 أو 3000 درهم تقريبا لليوم، وحوالي 50000.00 درهم للشهر و600000.00 درهم سنويا !؟، كما يشوب العمليات أحيانا منطق المحسوبية والزبونية؛ حيث أصبحت هذه الملاعب أشبه منها بملكية خاصة لأفراد في وقت تثار فيه التساؤلات، بخصوص شروط وقوانين استخلاص هذه المساهمات المالية، وضبط المحاسبة، ورفع التقارير، وعن دور وأداء لجنة التتبع والمراقبة، وتقييم المشروع، والمواكبة والمراقبة البعدية…، شأن ذلك شأن ملاعب القرب بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، حيث أمر عامل المنطقة فور علمه بهذه الاختلالات، بإصدار أوامره بمراقبة السير العام لملاعب القرب، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في تحصيل الأموال من الجمعيات الحاضنة لمشاريع المبادرة ..، ضدا على مجانية الاستفادة..
ويبقى السؤال : من تكون الجمعيات المستفيدة من تسيير ملاعب القرب ضمن مشاريع التنمية البشرية في وقت كثر الحديث عن تفريخ جمعيات قصد الاسترزاق؟. ما علاقة بعض الجمعيات المستفيدة بمسؤولين محليين وغيرهم؟


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 29/06/2017