أحالت فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية بالشرطة القضائية بالجديدة ثلاثة أشخاص في حالة اعتقال ، بينهم شقيقان، على وكيل الملك ، بناء على شكاية تقدمت بها سيدة متزوجة تفيد بأنها كانت ضحية سرقة استهدفت هاتفها المحمول .
وكانت الضحية التي تتوفر على هاتف ذكي تستعمله في تواصلها مع زوجها و عائلتها ، كما تضع به صورها وصور أفراد عائلتها ، قد أخرجت يدها من نافذة منزلها بالطابق السفلي، بسبب ضعف الإرسال ، غير أن أحد الجناة عمد إلى خطفه و لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة ، موضحة أن الجاني الذي استولى على هاتفها احتفظ بفيديوهات وصور عائلتها وجميع المعلومات المخزنة به ، وعمل بعدها على إنشاء حساب مستعار على مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث أضافها إلى الحساب ذاته ، وتجاذب أطراف الحديث معها، ليخبرها أنه يتوفر على مقطع فيديو يخصها في وضعية حميمية ، مهددا بنشره إن لم تدفع له 10 آلاف درهم .
كما دلت المشتكية المحققين على المحادثات الإلكترونية التي جمعتها به ، إذ أطلعها على جميع المعلومات التي تخصها وعائلتها ، وطلب منها المعني بالأمر رقم ندائها ، حيث سلمته رقما جديدا، ليبقى وسيلة اتصال بينها وبينه. وأشارت إلى أنها كانت تحتفظ بفيديوهات تخصها وزوجها، وأن الجاني حاول ابتزازها بنشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لقاء تسليمه مبلغا ماليا قدره 10 آلاف درهم، وأصرت المشتكية على متابعة كل من ثبت تورطه في القضية أمام العدالة .
و بناء على هذه الشكاية باشرت عناصر الشرطة أبحاثها وتحرياتها، بعد توجيه انتداب لدى شركات الاتصال من أجل تحديد مستعمل الهاتف ووضع رقمه التسلسلي رهن إشارة شركة الاتصال ، و بعد القيام بهذه الإجراءات تم التوصل إلى أن الهاتف استعمل خلال مارس الماضي برقمي نداء مختلفين لشخصين يقطنان بالجديدة بعد تحديد هويتهما، إضافة إلى رقم نداء استعمل خلال ماي الأخير، وأن هذا الأخير غير مسجل لدى شركات الاتصال .كما توصلت عناصر الشرطة إلى أن هذا الهاتف مرتبط بحساب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يحمل اسم « ياسين » ، و استرسالا في البحث تمكن المحققون من إيقاف قاصر ضبط بحوزته الهاتف المحمول بعد معاينة رقمه التسلسلي، الذي يبقى مطابقا للهاتف موضوع السرقة، وفي سياق البحث تم الانتقال رفقة القاصر الموقوف إلى محل الشخص الذي سلمه الهاتف المسروق، إلا أنه كان مغلقا .واطلعت عناصر الشرطة على الهاتف المحجوز، حيث تمت معاينة محادثة تجمع المشتكية والشخص الذي يقوم بابتزازها وتهديدها ، وبعد تفحصه تم العثور على مراسلات بها عبارات التهديد والابتزاز ، و تمت معاينة شريط فيديو يخص المشتكية رفقة زوجها ، الذي اعترف بدوره خلال الاستماع إليه أنه قام بتصوير مشاهد لزوجته المذكورة و هو في حالة سكر دون أن يهدف من ورائه النشر .
و بعد تعميق البحث مع المتهم القاصر اعترف بأن شقيقه الأكبر هو من قام بابتزاز وتهديد الضحية بعدما عثر على فيديو ومعلومات تخصها وقام بابتزازها مقابل مبالغ مالية ، و بعدها تمكنت عناصر الشرطة في عملية موازية من إيقاف الشخص الذي قام بسرقة الهاتف المحمول بعد اعتراف صاحب محل لبيع الهواتف اقتنى منه الهاتف المسروق.
و بعد الاستماع إلى جميع المتهمين والضحية تمت إحالة الشقيقين، حيث توبع المتهم الرئيسي في حالة اعتقال بتهمة التهديد والابتزاز ، فيما توبع أخوه القاصر في حالة سراح بعد أدائه كفالة مالية و متابعته بتهمة المشاركة في التهديد و الابتزاز و إهانة الضابطة القضائية ، كما توبع المتهم الثالث في حالة اعتقال بتهمة السرقة ، وأحيلوا جميعا على الغرفة الجنحية بابتدائية الجديدة .