مقاولات بناء بمشروع محطة تغازوت السياحية تعمل على طمر مخلفات أشغالها في رمال الشاطئ

تعمل العديد من مقاولات البناء على رمي وطمر مخلفات أشغالها من أتربة وأحجار برمال الشاطئ الممتد بين جماعتي أورير وتغازوت بعمالة أكادير إداوتنان، وذلك في انتهاك سافر للبيئة وتعد واضح على رمال الشاطئ التي صارت مساحتها تتقلص يوما بعد يوم،عند حالة المد البحري نتيجة هذا الطمر لنفايات البناء.

ومعلوم أن منطقة كلم 17، المعروفة لدى المصطافين المغاربة والأجانب شمال أكادير، تعرف سنويا إقبالا شديدا من السياح خاصة أن شاطئ إيموران بجماعة ورير، يستقطب سنويا عشاق وهواة رياضة ركوب الأمواج من كل أقطار العالم، ومع ذلك تحتاجه هذه المخلفات التي ستدمر البيئة البحرية وتقضي على الاصطياف والسباحة بهذا الشاطئ الجميل والهادئ.
ونظرا لأهمية الحدث وخطورته على جودة مياه الشاطئ وتأثيره السلبي على مستقبل الرمال الذهبية التي يتميز بها شاطئ إيموران، قامت جمعية  «بييزاج» للبيئة والثقافة بأكادير، بزيارة يوم 28 يونيو الماضي، للإطلاع على الحالة البيئية للشريط الساحلي، فتبين لها من خلال تقرير أعدته بالمناسبة،»وجود كميات كبيرة من ركام الأتربة وبعض نفايات البناء،على امتداد أربعة كيلومترات فضحتها مياه الشاطئ الملتطمة بجنباتها، حيث تتراوح أمتار الطمر لهذه المخلفات مابين خمسة و سبعة أمتار».
كما لاحظت من خلال قياس طول وعرض الشاطئ المذكور،»اختفاء كليا للحاجز الصخري المعروف بهذه المناطق، قبل عملية الطمر، والذي كان حاجزا بيئيا وطبيعيا لمياه البحر عند حالة المد، مما قد يعرض المنطقة مستقبلا لخطورة المد البحري نتيجة التغيرات المناخية وتأثيرها على سواحل وشواطئ المغرب كما حدث في سنتي 2015و2016 بكل من ساحلي سلا و الدار البيضاء».
ولذلك راسلت الجمعية البيئية المعروفة، السلطات الولائية والجهات المختصة في الموضوع، ونبهتها إلى الخطورة التي تكتسيها عمليات رمي النفايات وطمرها بالشاطئ المذكور، مما سيؤثر سلبا على جودة الرمال وعلى رياضة «كواد»كرياضة ميكانيكية يشتهر بها هذا الشاطئ عالميا.
وفي رد الجهات المسؤولة عن استفسارات الجمعية وشكاياتها، أكدت أن مسألة طمر هذه الأتربة بمحاذاة الرمال، يأتي في إطار تهيئة مشروع سياحي ضخم.
بحيث سيتحول المكان إلى مدار بحري ساحلي، ستنجز به حواجز لحماية المباني والوحدات السياحية وكل الواجهة البحرية المعنية بالطمر، كما أن المكان سيتحول إلى فضاءات خضراء بعرض  20 مترا وإلى منتزه للراجلين بعرض 10 أمتار.
ورغم هذه الردود، فالجمعية البيئية قلقة على مستقبل الشاطئ، وتطالب بالمزيد من حماية الشواطئ من كل اعتداء وتشويه لمناظرها وجودة مياهها ولرمالها الذهبية التي تعتبر منتوجا سياحيا يستقطب سنويا الآلاف من السياح من المغرب وخارجه.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 10/07/2017