الرهان على السلام ينبغي أن يكون رهانا على المستقبل
قال الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، إن ثقافة السلام ليست في الحقيقة سوى مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات والتصرفات وطرائق الحياة التي ترفض العنف والتطرف والعدوان والظلم. كما تستبق الصراعات والتوترات فتتصدى لجذورها وأسبابها، وذلك بالحوار، وأخلاق الحوار، والتفاهم بين الأفراد أو بين الجماعات.
ونوه المالكي بتنظيم المهرجان الدولي «أطفال السلام» بمشاركة مئات الأطفال من حوالي ثلاثين بلدا من الفرق الدولية، ومن الفرق المحلية والوطنية المغربية الذين يقدمون أنواعا من التعبيرات الفنية والفرجوية من الفولكلور الإنساني تجسيدا لروح السلام، وتعبيرا عن ثقافة السلام، ودفاعا عن آفاق السلام.
وأضاف المالكي أن الرهان على السلام ينبغي أن يكون رهانا على المستقبل، وعلى الأجيال الجديدة، وأن علينا أن نزرع السلام كفكرة في تربة المستقبل، وأن نلقن أطفالنا جميعا لغة السلام، وأن نجعلهم يتشبعون بثقافة السلام، وأن نهيئهم ليكونوا ضد وباء الحروب، ضد العنف، ضد التطرف، ضد الإرهاب، ضد الظلم، ضد العدوان.
ولكن السلام، يضيف رئيس مجلس النواب، يحتاج إلى أسس نظامية ونظم وقوانين دولية ومحلية وإلى توفير أسباب الشرعية والمشروعية، وحماية الأمن والسلم الدوليين وإلى تقوية وتغذية ثقافته وتربيته باستمرار، ويحتاج أيضا إلى أسس اقتصادية واجتماعية توفر الحياة الكريمة وأسباب الرفاه. كما تحتاج إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان المساواة بين المرأة والرجل، ودعم الخيار الديموقراطي وبناء مؤسساته، وفتح المسالك والممرات أمام المواطنات والمواطنين للمشاركة في الشأن العام،وفي بلورة القرارات والسياسات العمومية، وضمان الحق في المعرفة والإطلاع والتداول الحر والعقلاني للمعلومات.
وشدد المالكي على أنه علينا أن نفكر دائما في تكوين جنود السلام، وفي ترسانة السلام التي تتجسد في قيم السلام، ومبادئ السلام، وقوانين السلام، ولهذا فأنتم الآن في مجلس النواب، في برلمان المملكة المغربية، الذي يعتبر عن حق بيتا للسلام، وينبغي أن يكون دائما بيتا للسلام وللحوار والتفاهم والتوافق بدلا من التوترات في الفضاء العمومي.