الأبعاد الأساسية لشخصية المرحوم الجابري هي هذا التركيب الثلاثي المتداخل: الإنسان/المناضل/المفكر. وهذه العناصر ليست مراحل في حياته بقدر ما هي جهات متكاملة في شخصه.
الإنسان هنا يرد بالمعنى الأخلاقي: الالتزام-احترام الغير-الحوار الهادئ-الابتعاد عن التجريح. والأخلاقية هنا تعني الالتزام بقواعد أخلاقية صارمة في مواجهة الذات والآخر. أخلاقية صارمة بالمعنى الكنطي، أوامر قطعية تجاه الذات كما تجاه الآخر أضف إلى ذلك نفورا حادا من الحديث عن النفس، وعن الادعاء والتبجح.
والمناضل في شخص الجابري امتداد لهذه الخصيصة الأخلاقية المتميزة أي الاهتمام بالغير وبمصلحة الغير بالمعنيين الضيق والواسع. فالنضال هنا هو تجسيد للغيرية. وإذا كان من الوارد بل من المتواتر أن الكثير من أشكال النضال هي مجرد غطاء ماكر للأنانية والانتهازية واقتناص الفرص، فإن نضالية الجابري ظلت نضالية أخلاقية غيرية صارمة تمج كل أشكال النضال الماكر كما تمج الكذب والنفاق والزلفى وكل الأخلاقيات السلبية.
العنصر الثالث في هذه البنية الثلاثية هو الفكر. والفكر هنا مرادف للعقلانية أي الاستخدام الأقصى للعقل بمدلولاته المنطقية أي العقل التحليلي والتركيبي والاستنتاجي… وكذا بمدلوله الأخلاقي.
الإنسان الأخلاقي والمناضل الغيري والمفكر العقلاني هي السمات الأساسية المميزة، بل المتفردة لشخصية الأستاذ الجابري، وهي سمات متفاعلة ومتداخلة يصب بعضها في بعض.
ولعل من الصعب أن نحسم أو نجزم فيما إذا كانت القاعدة الأخلاقية هي الأساس والأصل أم القاعدة العقلانية، لكننا نرجح أن البنية الثلاثية هي بنية دائرية يتداخل فيها الأخلاقي بالعقلاني، والعقلاني بالأخلاقي بشكل قوي.
من النضال السياسي الحركي إلى النضال الفكري
لعل التحول الأساسي الكبير في حياة الجابري هو الانتقال من النضال الحزبي إلى النضال الفكري، وهو التحول الذي نفترض أنه تم واختمر تدريجيا في ذهن المرحوم وانتهى إلى الاستقالة من المكتب السياسي والتفرغ للإنتاج الفكري.
افترض أن وراء هذا المنعطف الكبير في حياة الجابري ثلاثة عوامل متداخلة.
أولها يتعلق ببنية الشخصية والتي تتبين من خلال تطور الشخصية كما ترويها المذكرات، والمتمثلة في قوة الذكاء وما يستتبعه من شغف فكري دائم بالبحث والتساؤل. ولعل هذا البعد الفكري هو الذي جعل الأستاذ الجابري يختار الفلسفة كتخصص فكري.
يروي لنا صديقه محمد إبراهيم بوعلو الذي ظل لسنوات قيم مكتبة كلية الآداب بالرباط بأن الجابري طيلة متابعته للدراسة في قسم الفلسفة تحت إشراف الدكتور الحبابي بأنه كان يستلف كل أسبوع حوالي عشرين كتابا يذهب بها معه إلى الدار البيضاء -حيث كان ناظرا في ثانوية الأزهر- ثم يعيدها في الأسبوع اللاحق. وقد أكد لنا ذ.بوعلو بأنه تأكد بأن الجابري كان يقرأ كل الكتب ويفيش الكثير منها. فالناظم لشخصية الجابري هو شغفه بالمعرفة والقراءة والكتابة، وهو الشغف الذي تنامى في شخصه كلما تقدم به العمر.
العنصر الثاني المحدد لهذا الاختيار الفكري الحاسم هو استقراء التجربة السياسية والحزبية. فقد تبين الجابري أن الاختيار السياسي التقدمي هو من الاختيارات التي تتطلب تغذية فكرية مستمرة لأن الثقافة الجديدة تتعارض إلى حد كبير مع الثقافة الجارية أة المتوارثة، فالاختيار السياسي سيظل سطحيا إن لم تتم تغذيته بالفكر النقدي والتساؤلي الحديث. بل إن الجابري كثيرا ما أشار إلى نوع من التسطح أو الدوغمائية الفكرية السائدة في التنظيمات اليسارية وهو ما دفع به إلى الاستيقان بأن من الضروري إيلاء البعد الثقافي ما يستحقه من أهمية وأن إغفال القاعدة الثقافية والفكرية يقود في الغالب إلى الارتداد أو التراجع أو المراوحة في المكان.
العنصر الثالث والحاسم ربما هو الهزيمة العربية في 1967 فقد كان لهذا الحدث وقع نفسي عميق لدى الجابري وربما كان النقطة الأخيرة التي يسرت هذا التحول نحو الابتعاد شبه النهائي عن النضال السياسي والحركي والتفرغ نهائيا للبحث الفكري.
يرتبط هذا الحدث كذلك بمنعطف فكري ساد في الثقافة العربية المعاصرة وتمثل في نوع من النقد الذاتي للثقافة العربية. فهزيمة 1967 ليست فقط، بجانب سابقاتها، هزيمة سياسية بل هي في عمقها هزيمة فكرية، أو هزيمة فكر.
كانت هزيمة 67 حدثا مدويا استثمرته التيارات الأصولية للقول بأن سبب الهزيمة هو النزعة العلمانية المتمثلة في الحركة التقدمية والاشتراكية وأن السبب الحقيقي للهزيمة هو التفريط في الدين وهو استشراء النزعة القومية العلمانية وبناء الدولة على أساس غير ديني. هذا بينما تبنى الجابري التفسير المضاد المتمثل في القول أن سبب التخلف والهزائم ليس التفريط في المكونات الروحية للذات العربية الإسلامية بل العكس من ذلك أن جمود الذات وتكرار التاريخ واليقينيات والتفريط في الوعي العلمي وعدم فهم أسس التطور الثقافي والتقني والسياسي الحديث هو السبب الحقيقي العميق للتخلف والهزيمة، وقد ذهب البعض من هذه التيارات إلى القول بأن الهزيمة نوع من العقاب الإلهي. كما كانت هزيمة 1967 بجانب حدوث الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 محطتين بارزتين في تشكل منعطف تاريخي وفكري في صعود الإسلام السياسي الذي كان قد نشأ في الربع الأول من القرن العشرين، بعد سقوط ما كان يسمى بالخلافة الإسلامية.
الفحص النقدي للتراث
أو الحداثة من الداخل
تفرغ الجابري ابتداء من سنة 1981 تفرغا نهائيا للتدريس والبحث والكتابة. ويبدو أن ما سمي فيما بعد بالمشروع الفكري للجابري لم يكن خطة جاهزة في ذهنه بقدر ما تبين أنه تبلور تدريجيا مع ممارسة البحث. فالذي كان جاهزا في ذهن الجابري هو رؤيته العامة المتمثلة في أن السبب العميق للتخلف ليس هو التخلف الاقتصادي أو السياسي بل التخلف الفكري وبالتالي فإن سبب الهزيمة أو الهزائم العربية هو بالضبط هذا التخلف الفكري الذي تراكم منذ عدة قرون.
كان الجابري يتفق مع العديد من التيارات الليبرالية والماركسية على أن السبب العميق للتخلف وللهزائم العربية هو الصورة التوهمية الجامدة للأمة عن نفسها وتمجيدها الدائم لذاتها تعويضا عن أمجادها التاريخية الغابرة، تلك التيارات التي انتهت إلى أن الحل هو القطيعة مع التراث، لكن الجابري اختلف مع هذه الاتجاهات حيث ارتأى أن الحداثة الحقة لا تأتي من الخارج على شكل عملية قيصرية بل يتعين لأن تنبت من الداخل عن طريق النقد الذاتي لتصورها عن ذاتها.
من رواد استراتيجية القطيعة: المدرسة المصرية في شخص زكي نجيب محمود في مرحلته الأولى، ومحمود أمين العالم، وفؤاد زكريا، والمدرسة الشامية (طرابيشي، البيطار…) والمدرسة المغربية (عبد الله العروي في المرحلة الأولى).
يتبنى الجابري منذ البداية رؤية ثلاثية الأبعاد قوامها أن المصدر العميق للهزائم العربية وللتخلف العربي الإسلامي هو التخلف الفكري، وأن استدراك هذا التخلف لن يتأتى إلا من طريق استيعاب مقومات الفكر الحديث أو الحداثة التي لا يكفي ولا يغني استيرادها عن استنباتها من الداخل، وأن الحداثة من الداخل يجب أن تبدأ من نقد التراث الذي يقوم على خلفية من نقد الذات والخروج من دائرة القراءة التراثية أو المرأوية للتراث والتي هي قراءة تؤدي وظائف إيديولوجية ودفاعية عن الذات العربية الإسلامية في زحمة وأزمة التنافس الحضاري العالمي الذي ارتمت في أتونه جل أمم العصر.
من خلال وعبر هذه الرؤية سيتبلور المشروع والمنهج عند الجابري.
أما المشروع فهو الفحص النقدي للتراث لا فقط من خلال إنتاجاته ومكوناته بل أيضا وأساسا من خلال الفحص النقدي للآلية الفكرية التي يمر عبرها التراث بل التي تنتج التراث بمعنى ما أي العقل.
أما المنهج أو المناهج فيتبلور تدريجيا عبر ممارسة البحث والدراسة: المنهج التاريخي، المنهج الماركسي، المنهج البنيوي، التفكيكي، الحفريات المعرفية، الاستعارات الإبستمولوجية الكثيفة من قبيل: القطيعة المعرفية أو الإبستمولوجية، النظام المعرفي، عصر التدوين، وحدة الإشكالية، الشرط التاريخي أو تاريخية الفكر، المجال السياسي، العائق الإبستمولوجي، اللاشعور أو اللاوعي المعرفي، العقل العربي، في بعديه المكوِّن والمكوَّن، المخيال وعشرات المفاهيم الأخرى.
إن أن اقتباس الجابري الواسع للمفاهيم الفلسفية والعلمإنسانية الحديثة كان يتم عبر خطوات فهو يعود إلى المعنى الحقلي الأصلي للمفهوم ويقلب جوانبه محاولا تبيئته من جهة ووضع عناصر من مدلوله بين قوسين.
ينتقد التقليديون القراءات التي تمتح مفاهيمها ومناهجها ورؤيتها من التراث الكوني بأنها قراءات استلابية، إسقاطية وخارجية، استشراقية، وهذا في أحسن الأحوال وفي أكثر الانتقادات اعتدالا.
كان الجابري يستوعب جيدا مضمون هذه الانتقادات فلم يكن يلجأ إلى توظيف أفاهيم ومناهج في دراسة التراث إلا عند الضرورة القصوى التي يشعر فيها بقصور المفاهيم المستقاة من التراث عن الإيفاء بالمعاني والمدلولات المطلوبة، ثم في مرحلة ثانية كان يفحص هذه المفاهيم ويستحضر دلالاتها وسياقاتها المختلفة وحدود وظروف استعمالها وتوظيفها معرفيا. فالجابري من جهة أولى راسخ في التراث وعارف به منذ طفولته إضافة إلى انفتاحه على الإبستمولوجية والفلسفات الحديثة فهو ليس ضحية عقدة الأصالة كما أنه ليس ضحية عقدة الخوف من الفكر الكوني.
نقد العقل العربي باعتباره قمة نقد التراث
يشكل نقد العقل العربي في مشروع الجابري قمة مساره التحليلي النقدي للثقافة العربية التي تبين أو أبرز فيها ثلاثة دوائر كبرى: البرهان والبيان والعرفان. وهذا الترتيب يعكس من جهة وصفا إجماليا للثقافة العربية القائمة منذ عهد التدوين، لكنه يعكس من جهة أخرى ميولات الجابري واختياراته الفكرية فهو يعتبر النظام البرهاني أو المعرفي أو العقلاني «أرقى نظم المعرفة وأرفعها مقاما» لأنه نظام يقوم على إعمال العقل في حدوده القصوى. هذا بينما يبخس العرفان باعتباره يمثل «العقل المستقيل» أو اللاعقل أو الحدس والاشراق لأنه ينهل من أفكار ومرجعيات فاسدة (غنوصية-هرمسية-أفلاطونية محدثة)، وذلك لأنه أفسد كل نظم المعرفة الأخرى كتداخل البيان والعرفان عند الغزالي أو تداخل البرهان والعرفان عند ابن سينا.
في التحليل يبرز الجابري كعقلاني راديكالي منحاز للعقل ضد الحدس بالدرجة الأولى والبيان بالدرجة الثانية، ويصدر أحكاما قاسية ضد ممثلي هذا التيار كالغزالي وابن سينا وابن تيمية بينما يمجد ممثلي الاتجاه العقلاني مثل ابن رشد وابن حزم والشاطبي وابن خلدون، مستنتجا من ذلك بعض سمات العقل العربي الذي يغلب فيه سلطة اللفظ على المعنى، وسيطرة الأصل على الفرع، وتغلب فيه سلطة التجويز على قانون السببية.
انحياز الجابري القوي للعقل وللعقلانية هو في الحقيقة السمة المميزة له على كافة المستويات: الإنسان-المناضل أو السياسي-المفكر. وهي عقلانية إبستمولوجية وأخلاقية في نفس الوقت، عقلانية مزدوجة. وبهذا المعنى فالرجل كان عقلانيا في إنسانيته، وعقلانيا في نضاليته السياسية، وعقلانيا في مساره الفكري كمفكر. وهي عقلانية صارمة تشمل الموضوع الخارجي كما تشمل الذات بل أكاد أقول أن العقلانية الذاتية، أو عقلانية النقد الذاتي الصارمة (الكنطية) والمستمرة، هي شرط العقلانية الموضوعية.
أود أن أقف قليلا عند سمة النقد الذاتي أو العقلانية الذاتية، التي هي سمة غير مشتركة بين الناس أو غير موزعة توزيعا عادلا بينهم. فمعظم الفانين تغلب لديهم آلية التمجيد الذاتي على آلية الفحص النقدي للذات، بل إن هذه الأخيرة يمكن أن يتم التحايل عليها وتحويلها إلى آلية مموهة قائمة على التمجيد الذاتي سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، فهما آليتان متضافرتان تصب إحداهما في الأخرى وتخدمها.
كما أن آلية النقد الذاتي عسيرة التحقق لأنها تتطلب عناء نفسيا وقدرة على محاسبة الذات والحال أن آلية التمجيد الذاتي تجلب الطمأنينة النفسية والرضا عن الذات، فأغلب الأشخاص أو المناضلين يكوّنون خطاطة ذهنية عن أنفسهم وعن أهدافهم وعن القيم التي يسعون من أجلها، ويشغلون هذه الخطاطة ويشغلون بها لعقود بل لعمر، وهكذا تتحول إلى خطاطة ذهنية جاهزة بل خالدة تجلب الرضا عن الذات وتقيها من موجات الشط أو التساؤل النقدي مؤدية دور خطاطة مولدة لليقينيات المطلقة.
X X X
لقد كان المرحوم الجابري ذا حس سياسي قوي وذلك منذ طفولته. فهو الإبن البار للحركة الوطنية التي نشأ في مدارسها وأصبح فيما بعد أحد روادها في شقها التقدمي وذلك منذ انطلاقها من الحدث المؤسس المسمى «الانفصال» والذي مثل لا فقط انفصالا سياسيا بل انفصالا ثقافيا كذلك أسهم فيه الجابري بقسط وفير سياسيا كما أسس له ثقافيا عبر كتاباته الصحفية في مرحلة أولى ثم عبر تفرغه في مرحلة ثانية – التفكير والكتابة ابتداء من «نحن والتراث» مرورا بتحليل العقل العربي، وانتهاء بتحليل العقل السياسي العربي بمكوناته الواعية واللاواعية وبقدرته على استيعاب الانتقال النوعي الذي حدث في تاريخ الفكر السياسي الكوني عبر الانتقال من المشروعية المتعالية إلى المشروعية والشرعية المحايتة من خلال تشكل مجال سياسي مستقل.
حدث 1959 كان ثورة على التقليد، وشكل دفعة نوعية نقلت الحركة الوطنية نقلة نوعية طبعت ووسمت المغرب الحديث سياسيا وثقافيا. لقد كان الحدث فعلا نقلة نوعية حاسمة ووجهت سياسيا وثقافيا بكل عنف وشراسة. لكن مفعوليها السياسي والثقافي امتد إلى الآن وجعلها حدثا مؤسسا لانطلاقة حداثية قوية.
وهنا لابد أن أشير إلى واقعتين طالهما النسيان رغم رمزيتهما الكبيرة وهي انتقاء أو اختيار المرحوم بنبركة في فترتين متباعدتين قليلا لكل من المرحوم الجابري ولعبد الله العروي ومراهنته عليهما. وقد صدّقت سيرورة التطور في المغرب حدوسه ورؤيويته حيث أصبح كل من الجابري والعروي رائدين فكريين ومؤسسين للمدرسة الحداثية المغربية المعرّف بها اليوم في كل الساحة الثقافية العربية.
الدلالة التاريخية الكبرى والعميقة لمساهمة الجابري -وللمدرسة الفكرية المغربية عامة- هي تعبير عن إرادة التملك الفكري للحداثة من طرف الوعي المغربي الحديث أو الحداثي عبر الانتقال من مستوى تلقي الحداثة والانخراط التلقائي فيها اجتماعيا وتقنيا إلى مستوى استيعابها فكريا، ومساءلة التراث بواسطتها لاستكناه معناه وحدوده المعرفية ومدى قدرته على مساءلة نفسه، ومدى قدرته على التحرر من صورته التجميلية عن نفسه، وعلى الانخراط في المسيرة الكونية للفكر في العالم.
فالحداثة تسائلنا حول ذاتنا الجماعية وحول حدود وعينا وتقول لنا إن صورتكم عن أنفسكم هي صورة متجاوزة ويتعين مراجعتها، ورغم أنكم لا تكفون عن تجميلها وتلميعها فهي لا تزداد إلا عتامة، وما عليكم إلا أن تجددوا وعيكم التاريخي، وأن تجددوا أنفسكم، وأن تستحموا بمياه الحداثة وأن تحتسوا مياهها الفكرية إن كنتم تريدون الخروج من هوامش التاريخ العالمي.
مساءلة التاريخ والنقدالعقلاني للتراث وللذات من خلال مواجهتها مع روح العصر تلك هي المعالم المميزة لتدخل الجابري وأكاد أقول لمباشرته لمستوى آخر من السياسة هو السياسة الكبرى أي سياسة الحضارة والنهضة.