خلف مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لعملية إنزال راكب كان على متن طائرة كانت متوجهة صباح الأربعاء الماضي، من مطار مراكش المنارة الدولي إلى مدينة ميلانو الإيطالية، حالة من الاستياء في صفوف رواد هذه المواقع، الذين تفاعلوا مع تفاصيل هذه العملية بتعليقات تحمل انتقادات شديدة للأجهزة المكلفة بأمن مطار المنارة ولطريقة تعاملها مع الراكب المعني.
الفيديو الذي لا يتجاوز عمره دقيقة ونصف، يُظهر عناصر الدرك الملكي يسحبون راكبا متمسكا بالسُلم الخاص بالطائرة، التابعة لشركة «رينا إير» و يدفعونه بقوة قبل أن يتهاوى أرضا.
مصدر موثوق به، من أمن مطار المنارة الدولي، أوضح لجريدتنا، أن مقطع الفيديو لا يُظهر إلا الدقيقة الأخيرة من عمر أزمة دامت أزيد من 45 دقيقة، تعمد خلالها الراكب المعني عدم الامتثال لقائد الطائر وكذا لعناصر الدرك المشرفة على أمن أرضية إقلاع وهبوط الطائرات.
وأضاف مصدرنا أن الراكب المتسبب في هذه الأزمة وهو مهاجر مغربي بالديار الإيطالية، جاء متأخرا عن موعد انطلاق الرحلة، حيث أن قائد الطائرة، وبعد إطلاق سلسلة من النداءات على اسمه، قرر الإقلاع. وفي آخر لحظة حل الراكب المعني، محاولا اقتحام الطائرة، أمام الرفض الصارم الذي أبداه القائد الذي طلب تدخل السلطات الأمنية. لكن الراكب المقصود بهذه الأزمة، زاد في تعنته، حيث تمسك بالسلم الخاص بالطائرة، متماديا في عدم الامتثال لأوامر رجال الدرك الذين طالبوه بالنزول والسفر على متن رحلة جوية أخرى. وأقسم عدة مرات وبصوت مرتفع أن «هذه الطائرة لن تقلع إلا إذا كان ضمن ركابها.»
مصدرنا أكد أيضا، أن المفاوضات مع الراكب، دامت أزيد من 45 دقيقة وهو عمر تأخر إقلاع الطائرة عن موعدها، حتى دب القلق في صفوف الركاب ومرتادي المطار، وتحول الموقف إلى ما يُشبه احتجاز طائرة، مما دفع عناصر الدرك إلى سحبه واقتياده إلى المكتب الخاص بالأمن بالمطار للاستماع إليه، للسماح للطائرة بالإقلاع في اتجاه وجهتها.
مصدر أمني آخر، أكد لجريدتنا، أن المعني قد استمع له بعد إنزاله من الطائرة، واعتذر عن الأفعال الصادرة عنه التي أكد أنها كانت نتيجة الضغط النفسي، حيث قررت النيابة العامة عدم اعتقاله، ليسافر إلى الديار الإيطالية على متن رحلة أخرى انطلقت في الثالثة بعد ظهر نفس اليوم.