هشام إبراهيمي : الخطير في عالم الدراما الوطنية أنه أصبح من هب ودب مخرجا وممثلا

هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي منذ منذ تسعنيات القرن الماضي، راكم تجارب عديدة في فن الأداء والتشخيص في  أعمال درامية وطنية ودولية حظي بواسطتها تقديرا واحتراما كبيرين ، كما راكم تجربة محترمة في فن التدريس والتكوين المسرحي لفائدة الأجيال المقبلة.. هو الفنان والأستاذ هشام إبراهيمين الذي سيسلط في هذا الحوار بعض من الضوء على مسيرته الفنية والمهنية وعلى العديد من القضايا الموازية..

o بداية من هو هشام ابراهيمي ؟
n هشام إبراهيمي ممثل مسرحي تلفزيوني وسينمائي، أستاذ المسرح و الارتجال بالخصوص بمحترف الفنون الدرامية بالرباط وخريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

o بالنسبة لولوجك للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي هل كان اختيارا أم كان بمحض الصدفة ؟
n ولوجي للمعهد كان اختيارا، بحيث منذ سن 16 اخترت أن أحترف الفن عموما والسينما بالخصوص ومن ثمة جاءت فكرة الولوج للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي للتكوين في ميدان التمثيل والإخراج.

o بعد تخرجك من المعهد هل كانت فرص الشغل متوفرة أم كانت هناك صعوبات ؟
n بعد التخرج لم أكن أرى الصعوبات بحكم صغر السن، وأيضاً لأني كنت متسلحا بالعلم والشجاعة، وفي تلك الفترة كان لزاما علي أن اطرق الأبواب وأبرهن على كفاءتي..، و مع مرور الوقت تجد من يفتح لك الأبواب.

o هناك أخبار تقول بأن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بعد التخرج لا يجدون فرص الشغل، هل هذا راجع إلى نوعية التكوين الذي تم تلقينهم إياه في المعهد أم أن المواد التي تدرس في المعهد لا تخول لهم أن يحصلوا على وظائف ؟
n أظن أن التكوين بالمعهد لديه نقص بالنسبة لولوج الساحة الفنية، بحيث يتم تلقين الطلبة عدة أشياء و بعد التخرج يصطدمون بأشياء أخرى، لهذا يجب أن تكون قاطرة بين التكوين بين عالم الشغل.

o هشام إبراهيمي هل من تأثير للعمل الفني على حياتك الشخصية والعملية ؟
n بطبيعة الحال، لأن الممارسة الفنية عموما يلزمها الكثير من الوقت والتضحيات خصوصا في البدايات يكون هناك تأثير كبير، لكن يجب على الفنان أن يعرف كيفية التعامل مع الوضع.

o ما هي حصيلة الأعمال الفنية لهشام ابراهيمي ؟
n تقريبا بين الأعمال المغربية والأجنبية هناك 60 عملا بالنسبة للتلفزة والسينما والمسرح زيادة على اشتغالي كمؤطر وأستاذ للفن المسرحي منذ سنة 1994 ، ثم إني ساهمت في تكوين العديد من الشباب وساهمت أيضا في حركة فنية بالنسبة لملتقيات المسرح عموما والارتجال خصوصا، بحيث كنا ننظم ملتقيات بخصوص فن الارتجال المسرحي و كنا نصادف فرق من الخارج وهذه تعتبر حلقة مهمة بالنسبة لمساري الفني لأني اشتغلت أزيد من 12 سنة في الميدان المسرحي كفرجة وكنت من بين الناس الذين ساهموا في أن يستقر بالمغرب بحيث كنت الرئيس والمؤسس للعصبة المغربية للارتجال التي تعتبر أول عصبة بالمغرب. أما فيما يخص الأعمال المهمة التي اشتغلت فيها سأذكر اشتغالي إلى جانب ممثلين كبار ك ” طوميني جونس ” ، katrine deneuve , ” جمال الدبوز ” ، ” مونيكا بيلوتشي ” …

o ما هو سبب غيابك على الساحة الفنية ؟
n أنا دائما موجود، لكن التكوين المسرحي يأخذ مني جهدا كبيرا، لأنه ليس من السهل أن تدرس و تلقن المسرح، و من جهة أخرى الأعمال المقترحة علي حاليا ليست في المستوى لأني برهنت على كفاءتي الفنية والمهنية في أعمال حصلت على جوائز كبيرة ك ” خيول الحظ ” و” ظفائر ” للجيلالي فرحاتي و” عبروا في صمت ” لحكيم نوري و” علي زاوا ” لنبيل عيوش.. وهاته الأعمال حظيت بنسب مشاهدة كبيرة، لهذا بعد هذا النجاح لن أسمح لنفسي أن اشتغل في أي عمل، والخطير في الأمر أنه أصبح من هب ودب مخرجا وممثلا وداخل هذا المناخ لا يمكنني الاشتغال.

o أنت كأستاذ بمحترف الفنون الدرامية بالرباط، هل تمارس هذه المهنة من أجل التكوين ونشر ثقافة مسرحية أم انك كأي موظف تمارس مهنتك ؟
n لا ابدا ، هذا اختيار، لأنه منذ التخرج كان الهدف هو أن ادرس المسرح، ثم بحكم اشتغالي داخل وخارج ارض الوطن خلصت إلى أن التكوين المسرحي مهم جداً للشباب، ثم إن الفراغ و النقص في التكوين المسرحي بالمغرب كان من الدوافع التي جعلتني اشتغل على هذا المشروع.

o نجد الكثير من الناس يتساءلون لماذا الطلبة الخريجين من محترف الفنون الدرامية لا نشاهدهم في الساحة الفنية ؟ و لماذا في نهاية التكوين لا يحصلون على شواهد ؟
n مشكل الشواهد يخص الإطار القانوني للمحترف، بمعنى يجب على وزارة الثقافة أن تضع قانونا ينظم هذا المحترف. أما بالنسبة لخريجي المحترف فأنا ألاحظ أن بعض الطلبة الذين درسوا بالمحترف هم الآن يشتغلون مع فرق مسرحية مترفة و منهم من يشتغل في الأعمال التلفزيونية و السينمائية .

o هشام ابراهيمي بالنسبة إليك لماذا وزارة الثقافة تفرض على الفرق المسرحية الطلبة خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وأيضا الممثلين حاملي بطاقة الفنان ويتم إقصاء الهواة ؟
n هذا دفتر التحملات الذي تضعه الوزارة للرقي بالممارسة المسرحية.

o هشام ابراهيمي هل هناك أعمال جديدة ؟ و هل تفكر في خوض تجربة الإخراج ؟
n في التسعينيات كنت قد خضت تجربة الإخراج المسرحي، والآن لدي الفكرة كي اشتغل كمخرج تلفزيوني وسينمائي، لكن لم تطبق بعد.

o ما رأيك بالوضع المسرحي الحالي ؟
n يجب إعادة النظر في كيفية دعم الفرق المسرحية، وبالنسبة لي أن الدعم لا يمكن أن يكون عبارة عن شراء العروض فقط، لأنه لكي تكون ممارسة مسرحية بشكل احترافي يجب أن تكون المسارح أولا، و زد على ذلك مشكل الجمهور بحيث لا نجد الجمهور الذي يذهب و يأخذ التذكرة لولوج قاعة المسرح.

o ما هي رسالتك للمسؤولين عن المجال الابداعي ؟
n يجب تهييئ ظروف و مناخ الاشتغال الفني عموما و إصلاح الاختلالات التي توجد بالمنظومة الفنية من أجل الرقي بالمجال الفني.


الكاتب : أجرى الحوار: علي الخراز

  

بتاريخ : 01/08/2017