حارس مرمى من طينة الكبار، تميز بشخصيته القوية وانضباطه وجديته داخل البساط الأخضر. نجم سجل حضوره رفقة المنتخب الوطني والوداد البيضاوي، الذي قاده غلى تحقيق العديد من الإنجازات. اعتلى سلم المجد الكروي بروية حتى أصبح اليوم مدربا
لحراس المرمى.
أبو زينب، العنكبوت، تتعدد التسميات، لكن المعنى واحد، حارس مرمى نادر، تصدياته الخيالية ستبقى موشومة في الأذهان مادامت الكرة في دوران.
الاتحاد الاشتراكي حاورت نادر المياغري، حول مشواره الكروي وتدرجه مع الفرق المحلية والوطنية، قبل وصوله إلى الاحتراف و تدريب حراس. مرمى الفريق الأحمر.
o نادر، هل كان شغفك منذ الطفولة بلعب كرة القدم؟
n نعم، فشغفي بكرة القدم بدا كغيري من الأطفال، وقعت في حب الساحرة المستديرة منذ طفولتي وبدأت اللعب في الأزقة والبطولات المدرسية، حيث تم اكتشاف موهبتي، وطلب مني أساتذة الرياضة بالمدرسة الالتحاق بإحدى الفرق لكي أصقل موهبتي وأطورها.
o هل كنت تظن يوما أنك ستحمل قميص المنتخب الوطني، أو تكون القائد لكتيبة الأسود؟
n في طفولتي لم يكن لدي هذا الطموح، بحكم أنني كنت ألعب في الأزقة، لكن بعدما تطور مشواري الكروي، أصبحت لي أهداف، من بينها طموح الالتحاق بالمنتخب الوطني والدفاع عن ألوانه.
o من هو فريقك الأم، وكيف بدأت مسيرتك الكروية؟
n بدأ مشواري الكروي مع فريق الأولمبيك البيضاوي، بعدها انتقلت بصفة رسمية إلى فريق الراسيغ البيضاوي في سنة 1994. تدرجت بفئاته حتى وصلت إلى الفريق الأول. و في سنة 2001 أبديت رغبتي في الانتقال إلى فريق الوداد الرياضي، بعد أن تلقيت عرضا من النادي.
o تميزت الفترة التي انتقلت فيها إلى الوداد بوجود حراس مرمى متميزين، كالجرموني، لعرج…كيف استطعت أن تثبت وجودك؟ وهل شكل هذا عائقا في بداية مسيرتك؟
n لا أبدا، بل بالعكس كنت أتدرب جيدا مع زملائي ومستعد لحمل القميص والدفاع عن ألوانه، كما أن المدرب في نهاية المطاف هو الذي يحمل على عاتقه مسؤولية المفاضلة بيينا، ولديه الصلاحية الكاملة لاختيار أفضل لاعب لكي يمثل الوداد، فمصلحة الفريق فوق كل شيء.
o ما هي أول مقابلة لعبها نادر مع الوداد؟
n أول مقابلة لعبتها كانت مع المغرب الفاسي، وانتهت بالتعادل السلبي. لم أتوقع أني سألعب كرسمي في المباراة، لأن المدرب استدعى حينها 4 حراس.
o ذهبت إعارة 6 أشهر إلى حسنية أكادير، تم عدت بعدها إلى العرين الأحمر، قبل أن تذهب إلى الإمارات. كيف يمكن أن تقيم نفسك في هذه المرحلة؟
n تجربتي مع الحسنية كانت فريدة، توجت مع الفريق بلقب البطولة الوطنية، لكنني لم أكن الحارس الرسمي للفريق، انتهى الموسم الكروي وعدت إلى فريقي الأصلي، وبعدها بمدة انطلقت مسيرتي كحارس رسمي للوداد الرياضي، الذي حصدت معه العديد من الألقاب (البطولة الوطنية في مناسبتين سنة 2006 و 2010، كأس العرش سنة 2001، وصيف كأس العرب سنة 2009 و كأس الكاف سنة 2011).
o في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية منعتك إصابتك من المشاركة أمام الترجي التونسي، بصفتك لاعب آنذاك كيف تلقيت الخبر؟
n كبقية اللاعبين كنت أنتظر مقابلة الإياب بفارغ الصبر، خصوصا وأنه كانت لدينا حظوظ كبيرة للظفر باللقب، حيث حقق الفريق تعادلا سلبيا مع الترجي في الدار البيضاء، وكنا عازمين على الفوز بملعب «رادس» في تونس، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أصبت خلال التدريب ومنعني الطبيب من المشاركة. المباراة كانت صعبة، كما أن الحارس بونو قدم مباراة كبيرة، وظهر بمستوى جيد استطاع أن يتصدى للعديد من المحاولات التونسية، لكن لم يكن الكأس من نصيب الوداد.
o لفتت الأنظار وأنت تشارك مع فريق الوحدة الإمارتي في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، كيف تقيم تجربتك مع الوحدة في البطولة الآسيوية؟
n بالرغم أن التجربة كانت قصيرة، إلا أنها كانت مميزة وأرضت طموحاتي حتى الآن، رغم تخوفي في البداية من كون مشاركاتي تقتصر على البطولة الآسيوية دون المشاركة في المسابقات المحلية، لأن الغياب عن المشاركة يؤثر على المستوى الفني.. والنجاح الذي حققته جاء بتجاوب جميع اللاعبين في المباريات ورغبتهم في إحراز الفوز.
o كيف ترى الفارق بين اللعب في دوري أبطال آسيا وبطولات إفريقيا؟ وفي أي بطولات القارتين اللعب أسهل؟
n أجواء اللعب في البطولة الآسيوية مثالية، لأن البلد يتوفر على ملاعب جيدة ويمنح للاعب خدمات مميزة من إقامة جيدة ومريحة… بالإضافة إلى أن تركيز اللاعبين يكون على الأداء، بعيداً عن الخشونة والإيذاء، بعكس اللعب في البطولات الإفريقية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، حيث لعبنا كثيراً في ملاعب سيئة وأقمنا في فنادق لا توجد فيها خدمات مناسبة، إلى جانب أن الأداء الإفريقي يعتمد على القوة الجسمانية والخشونة القوية، لذا أرى أن اللعب في البطولة الآسيوية أسهل وأكثر متعة.
o اعتزلت اللعب، لكن بقيت متعلقا بالمستطيل الأخضر، فوجهت بوصلتك نحو التدريب، كيف جاء التحاقك بنادي الوداد الرياضي كمدرب للحراس؟
n إني مستعد دائما لخدمة الفريق، وأنا جد سعيد لأني أدرب ثلاثة حراس محترفين، أولا درست مهنة تدريب في المغرب، عبر العديد من الدورات التكوينية وحصلت على رخصة التدريب من الدرجة الثالثة والثانية، بالإضافة إلى رخصة تدريب حراس المرمى من الدرجة الثانية. وقبل التحاق بالنادي اشتغلت كمساعد مدرب في فريق أمل الوداد مع المدرب هشام اللويسي، بعد ذلك اتصل بي رئيس الفريق سعيد الناصري وأعرب لي عن رغبته في التحاقي بالطاقم التقني للفريق كمدرب للحراس. إن مهمتي في الفريق لا تنحصر على التدريب بل التواصل والتنسيق المستمر مع المدرب والمدير التقني للفريق، للرفع من المستوى العام للحراس وتحديد الحراس الجاهزين لخوض المباريات.
o كيف ترى مستقبل حراس المرمى في المغرب؟ وهل نتوفر على مدارس ومدربين مختصين في مجال تدريب الحراس؟
n قد أجانب الصواب إذا قلت إن المغرب لا يتوفر على أطر وكفاءات وطنية أثبتت جدارة عالية في ميدان التدريب والتأطير، ونجحت في الارتقاء بالمنتوج الكروي للأندية التي أشرفت على إدارتها التقنية. فنحن نتوفر على مدربين يشتغلون بإمكانياتهم الخاصة والمتواضعة، لكننا نفتقد إلى استراتيجيات ومعدات تقنية تساهم من رفع مستوى حراس المرمى في المغرب، فمثلا حصلت على رخصة التدريب من الدرجة الثانية منذ سنة 2014، لكن إلى يومنا هذا أجهل سبب عدم حصولي على رخصة التدريب من الدرجة الأولى.
o بعد أن تعثر الفريق الأحمر محليا وقاريا خلال موسم 2015 – 2016 ، تغيرت الأمور خلال الموسم الماضي بعد قدوم المدرب عموتة. كيف تأقلم الفريق مع المدرب الجديد، وهل أبديت أي تخوف عند رحيل ديسابر؟
n لحسن حظ الوداد أن رحيل ديسابر جاء بعد نهاية الشطر الأول من البطولة الاحترافية، ففي تلك الفترة اغترب الوداد عن ملعبه ودخل مرحلة فراغ، أصبح معها عاجزا عن تحقيق الانتصارات، حيث انهزم أمام الكوكب بثلاثة أهداف، وتحطمت معنويات اللاعبين، لكن بقدوم المدرب الحسين عموتة وطاقمه المساعد تغيرت أحوال الفريق. لقد تمكن عموتة من تصحح مسار الوداد وقاده الى سكة الألقاب والانتصارات. عموتة مدرب محترف وعرف كيف يتعامل مع الفريق، حيث حاور اللاعبين واستطاع ان يستخرج نقاط ضعفهم وقوتهم، كما تمكن من حل كافة المشاكل التي واجهته، وتغلب عليها باحترافية.
o كيف تقيم تجربتك مع الوداد خلال هذا الموسم؟
n تجربة ناجحة، حيث أشرفت على تديرب ثلاث حراس محترفين (العروبي، بنعاشور و التڭناوتي). هذا الثلاثي يستحق الرسمية بدون استثناء، ومستعد لحمل قميص الوداد والدفاع عنه متى وضعت فيه الثقة، بدليل أن بنعاشور عندما دخل كبديل للعروبي قدم مباريات بمستوى جيد، لكن قانون اللعبة لا يسمح إلا بحارس واحد في الميدان، و بقى للمدرب الصلاحية الكاملة للاختيار.
o ما هي أصعب مباراة خضتها مع الفريق؟
n جميع المباريات صعبة، لأن لا شيء يروي عطش جمهور الوداد سوى الانتصار، فإذا أردنا الألقاب ورضى الجمهور والمكتب المسير، ينبغي عليك تحقيق الفوز، ولاشيء غيره، لهذا فجميع المباريات التي خضتها مع الوداد كانت صعبة.
o ما هي التحديات التي واجهتها كمدرب مع الفريق ؟
n دائما تقع بعض المفاجآت التي لم تكن في الحسبان، خاصة في المنافسات الإفريقية، فمثلا مباراة الوداد و مونانا الغابوني، حققنا الفوز في مباراة الذهاب بهدف واحد، لكن في الإياب تأهلنا بصعوبة إلى دور المجموعات، بعد أن لجأنا إلى الضربات الترجيحية،عقب انتهاء الوقت القانوني بفوز الفريق الغابوني 1 – 0.
o في مباراة الوداد و زاناكو كان الكل ينتظر تأهل الوداد، كيف عاش نادر والفريق أحداث آخر حلقة من مسلسل دور المجموعات بعصبة أبطال افريقيا؟
n تفاجأنا بالمستوى الذي ظهر به الفريق الزامبي خلال لقاء العودة. سيما وأن مباراة الذهاب كانت سهلة أمامنا، وكان بإمكاننا حسم الأمور لصالحنا بشكل واضح، لكن مع الأسف عجزنا عن تحقيق الفوز، لكن بمركب محمد الخامس كان فريق زاناكو ندا قويا للوداد، وظهر بمستوى جيد، حيث شكل خطرا كبيرا على الفريق، وكادت محاولاته أن تباغت الحارس العروبي، خصوصا في الشوط الأول، لكن بفضل عزيمة اللاعبين استطعنا تحقيق المهم وهو الفوز. وهنا أريد أن أوجه التحية إلى جمهور الوداد، الذي تكبد عناء التنقل إلى الملعب من أجل تشجيع اللاعبين. حيث رسمت الجماهير في المدرجات لوحات فنية وخلقت أجواء احتفالية رائعة لتحفز اللاعبين على الانتصار، وعندما سجل أشرف بنشرقي هدف التقدم اهتز المركب الرياضي بالأهازيج الودادية.
o هل تظن أن الوداد يتوفر على المقومات الأساسية لخوض جميع المنافسات خلال الموسم المقبل؟ وكيف ترى حظوظ الوداد في عصبة الأبطال؟
n وقت الوداد ضيق، ولم يمنح للفريق سوى أسبوعا للراحة، وهذا غير كافي، لكن الطاقم التقني يعمل على تهييء اللاعبين لخوض جميع المباريات في أحسن الظروف، وبطريقة احترافية. الوداد يتوفر على لاعبين ومدربين محترفين وسنعمل جاهدين على تحقيق لقب العصبة، الذي غاب عن الفريق منذ سنوات.