تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بعد غد الخميس بدار الثقافة بالقصـر الكبير، ندوة فكرية في موضـوع « 439 سنة على معركة وادي المخازن: مقاربات متجددة»، وذلك تخليدا للذكرى 439 لهذه الملحمة الغراء.
وأوضح بلاغ للمندوبية، الاثنين، أنه سيتم تنظيم هذا الحدث التاريخي الهام في سياق المبادرات الموصولة التي تضطلع بها المندوبية، بانتظام وإصرار، لإنعاش وإخصاب الذاكرة التاريخية الوطنية وتثمينها، وذلك بتعاون وشراكة مع عمالة اقليم العرائش والمجلس الإقليمي وجماعة القصر الكبير وجماعة السواكن والجمعية المغربية للبحث التاريخي والجمعية المغربية للمعرفة التاريخية وجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير.
وأضاف البلاغ أن هذا المنتدى العلمي، الذي يندرج في سياق مواصلة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لمبادراتها ومساعيها الحثيثة لاستقراء واستكناه الأحداث والوقائع الفاعلة والمؤثرة في المسار التاريخي لمعركة وادي المخازن، يتوخى خدمة وتأصيل مشروع التنمية التاريخية والمعرفية، وتثمين الموروث التاريخي بتراكماته وحمولته من قيم الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية والصالحة.
وأكد أنه من شأن سعة وتعدد أوراش البحث التاريخي وتعميق وتوسيع دائرة الكتابة التاريخية والتوثيق والتأليف خدمة رسالة حفظ ذاكرة المقاومة المحلية والجهوية والوطنية، لتنهل منها الأجيال الجديدة والناشئة الدروس والعبر والعظات، وتتشبع بقيمها ومثلها العليا في مواجهة التحديات وكسب رهانات البناء والنماء وإعلاء صروح الوطن في مسيرات الحاضر والمستقبل.
وسيشارك في تنشيط أشغال هذه الندوة الفكرية صفوة من الأكاديميين والباحثين والمؤرخين والمهتمين بورش تدبير الذاكرة التاريخية الوطنية، وسيتناولون بالتحليل والتمحيص محاور ومسالك تهم جوانب حضارية في معركة وادي المخازن، ومعركة وادي المخازن والظاهرة السيباستيانية مقاربة تاريخية–سوسيولوجية، ومعركة الملوك الثلاثة: مصير ثلاث مملكات.
كما سيناقشون مواضيع الإصلاح العسكري بالمغرب بعد معركة وادي المخازن (1578-1603)، والتوجه المغربي نحو إفريقيا بعد معركة وادي المخازن، ومعركة وادي المخازن: آليات التثمين والإدماج في النسيج الحضاري.
وتعد هذه المواضيع، بحسب البلاغ، مطارحات فكرية واجتهادات وإفادات علمية من شأنها استقراء فصول وأطوار معركة وادي المخازن، ومواصلة التوجه البحثي والأكاديمي والعلمي، وتعميق المبادرات البحثية في الذاكرة التاريخية الوطنية بمضامينها الحضارية والثقافية والقيمية التي تتشكل منها الثروة الوطنية اللامادية للمملكة، وذلك في إطار حوار مفتوح ومنفتح على الراهن والمستقبل.
ويشكل تاريخ 4 غشت 1578، يضيف المصدر ذاته، منعطفا تاريخيا حاسما وحدثا نوعيا بارزا على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أنه جرت في هذا اليوم معركة وادي المخازن التي تداولتها المصادر التاريخية بمسميات مختلفة من قبيل معركة القصر الكبير أو معركة الملوك الثلاثة، في إشارة إلى الملك البرتغالي دون سيباستيان، والسلطان المغربي عبد المالك السعدي والسلطان محمد المتوكل الذي استعان بالجيش البرتغالي لمحاولة استعادة السلطة من أخيه السلطان الشرعي عبد المالك.
وأبرزت المندوبية أن المؤرخين جعلوا من هذه المعركة حدثا مفصليا في التحقيب التاريخي، إذ نقلت العالم من المرحلة الوسيطة إلى الحقبة الحديثة، وذلك بالنظر لقوة وقع الانتصار الذي حققه المغرب على الإمبراطورية البرتغالية الموغلة في الأطماع التوسعية الاستعمارية، مشددة على أنه كانت لهذه المعركة تداعيات كبرى، سواء على الوضع الداخلي في البرتغال التي تحولت من قوة استعمارية إلى دولة تابعة لإسبانيا، أو على مستوى وضع الدولة المغربية التي ساهم هذا الانتصار في إبعاد الخطر الاستعماري الأجنبي عنها ردحا من الزمن.
كما أن هذه المعركة، يؤكد البلاغ، كان لها الأثر البالغ في مراجعة القوى الاستعمارية النافذة آنذاك لحساباتها ومواقفها من المغرب الأقصى الذي ظل عالي الكعب ومهاب الجانب.
وذكر البلاغ أنه بعد مرور حوالي أربعة قرون ونصف على المعركة، لا تزال الدراسات والأبحاث الأكاديمية منكبة على تفكيك وتحليل ما ارتبط بها من أحداث ووقائع، ولازال سياقها التاريخي، ما قبل المعركة وخلالها وما بعدها، يستهوي الباحثين المغاربة والعرب والأجانب، رغم صدور العديد من الدراسات والمؤلفات التي تناولت معركة وادي المخازن الخالدة.
تنظيم ندوة فكرية في موضوع « 439 سنة على معركة وادي المخازن: مقاربات متجددة»
بتاريخ : 02/08/2017