اغتصاب جماعي في حافلة عمومية… هذا سبب كاف للقيامة يا الله!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

انتهيت!

أعلنوا في الأسواق أنني مت
وووووووو
وقضيت
وشبعت ترابا..
أعلنوا أنني أموت غاضبا
مشمئزا
خجولا
إلا منكم..
أعلنوا في الناس أني لم أعد أقوى على مغربيتي، بعد أن رأيت شبابنا
يغتصبون شابة
في طوبيس يسير وسائقه كأنه مخرج رديء
كأنه يسوق في فيلم بورنوغرافي..
وهناك من يصور الفضيحة
ويبتسم
ويمتعض
ويسجل ككتاب لله يحصي كل شاذ
وشاذ..
وهناك من يسوق ولا يلتفت..
مرة واحدة أردتكم أن تستنفروا بداوتكم
وبداوتي..
مرة واحدة أردتكم أن تكونوا حيوانات
كالبط
كالقردة
كالديوك
لكنكم اخترتم أن تعووا مع الذئاب
مرة واحدة أردتكم أن تكونوا أناسا
من العهد الحجري الأول
والعهد الحجري ما قبل الأول
وأردتكم كائنات غير البشر المغاربة في الحافلة
في الدار البيضاء العاصمة..
لم تستطيعوا حتى أن تكونوا حيوانات
يا ويلي..
حتى خنازير
حتى كلابا
حتى بطا
حتى إوزا
حتى دودا؟
ويحي
ويحنا…
أهناك منكم
من يفجر نفسه دفاعا عن الشرف
ومن يعانق الديناميت دفاعا عن المعروف…
هل حقا أنتم الشعب نفسه الذي يفجر نفسه دفاعا عن المعروف،
وضد دولة الطاغوت
والذين تكفروننا متى اشتبهت عليكم فانطا والويسكي
اسفن -اب والفودكا؟
ألم يكن لله عز وجل يراكم في الطوبيس
وأنتم تصورون اغتصاب شابة..
أيرى فجوركم في الحانات
وفي الشواطئ
وفي الأعراس ولا يرى بهيميتكم في الطوبيس؟
اغفر كفري يا الهي
اغفر شكي
اغفر غضبي
ألا ترى
الوقت مناسبا للقيامة بعد أن رأى الشعب اغتصاب فتاة في الأوطوبيس
لا شيفور يشور
ولا طير يطير..
سواه الوحش..
سواه الوحش يسير
ويطير
ويعمم الحلاليف البشرية..
ها أنت ترى سببا كافيا للقيامة يا إلهي..
اغتصاب في طوبيس ..
في وقت الصلاة..
ووقت النجاة..
في الفلاح
في وقت …العياء!
ولا شرف سوى ما تركته الوحوش على نوافذ الإغاثة..
الإغاثة
الإغاثة
الإغاثة…
حتى الطوبيس
حتى الطوبيس فيه إغاثة وأنتم تتفرجون
فيه نافذة على الهروب منكم
وله قلب مفتوح..
أدخلتم زناة النهار إلى الحافلة
ووقفتم تتفرجون
وتنتفخون ريشا بالحديث عن المنكر
وعن الخير أولاد الفضيحة..
لست منكم..
أعيتني هويتي فيكم
أعيتني… حيلة العقل
وأعيتني رهافتي وشقاوتي..
أليس هذا سببا كافيا للقيامة يا لله؟
أعلنها..
أعلنها..
يا من عز وجل
يكون جسد السيدة هو حدود الوطن
وهو حدود الدين
وهو حدود ..لله!
ومن يتعداها فقد
ظلمك
ظلمنا..
وظلم الناس جميعا..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 22/08/2017