في كل مرة تنتهي مباراة في كرة القدم في ملاعب الكرة عندنا، يهرول» أنصار» هذا الفريق أو ذاك لحافلات النقل العمومي للانتقال إلى مقرات السكن، وغالبا ما يمتطونها دون التقيد بأي سلوك منضبط وبدون حتى اقتناء تذكرة الرحلة، هكذا « صحة وبزز».
يمتطون الحافلة « فابور» ليحولونها لفضاء خاص يفعلون داخله ما يشاؤون، رقص، صراخ، هتاف، تدخين بل ومنهم من يتناول داخلها قنينات خمر. تتحول الحافلة، أمام
« هجومهم» إلى مستعمرة لا تحكمها قوانين، ولا تخضع لأية سلطة غير سلطتهم.تصبح الحافلة تحت وصايتهم، بسائقها وبمساعده، وويل لمن منهما تدخل أو أفصح عن أي رد فعل. تخرب الحافلة، تنتزع مصابيحها وزجاج نوافذها، تخترق الشوارع والطرقات ولا من يجرؤ على إيقافها أو يحاول وقف ما يجري بداخلها، وكأن الجميع متفق ومقتنع بأن الأهم هو إبعاد هذا « الجمهور» من الملعب والأهم هو نقله « لدربه» ولغابته» التي يقطن و يعيش فيها.
من هنا، بدأت « الدسارة»، من هناك توهم بعضهم أن الحافلة هي فعلا مكان لا تحكمه قوانين، وفضاء لا يخضع لسلطة الأمن، وكم من حافلة خربت، وكم من حالات ضرب واعتداء وقعت داخلها، وانطلق مرتكبوها أحرارا .. وكم من جرائم حدثت داخلها دون أن تنفتح أبوابها للتحقيق والبحث،بل حتى عندما تدخل الأمن في بعض الحالات، واعتقل « المهاجمين ومحتلي» الحافلات، وأمام الاستغراب، يتم الإفراج عنهم بعد تدخل بعض الجهات وغالبا ما تكون من طرف مسيري الفرق الرياضية.
من هنا بدأت «الدسارة» حتى بدأ يتخيل لهم أن الحافلة هي مجرد « بريتش» ومكان للقصارة.
أيضا، هي حافلات تنعدم فيها أي مقاربة تمنحها « الاحترام» الواجب.. حافلات مهترئة، براكة صفيحية تسير على عجلات، عمال «مطحونين» من القهرة والحكرة وغياب التكوين.. من هنا أيضا بدأت « الدسارة».
نعم صحيح أن مصالح الأمن تمكنت من اعتقال أربعة مراهقين مشتبه بهم في حادثة محاولة اغتصاب فتاة بطريقة بشعة داخل إحدى حافلات نقل المدينة بالدار البيضاء كما عاينها الجميع في فيديو نشر على أوسع نطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه بعض اليافعين وهم يتحرشون ويحاولون اغتصاب فتاة بالقوة داخل حافلة للركاب بعدما مزقوا ملابسها حتى أضحت شبه عارية، صحيح،يستحقون العقاب، لكن المفيد هو أن يصاحب ذلك إصلاح حافلاتنا ومعها إصلاح منظومة نقلنا العمومي من ألفه إلى يائه.
المفيد، هو تفعيل قانون الشغب في ملاعبنا وفي محيطها ونحن على أبواب موسم رياضي جديد.. اعتقادي لن يتململ ولن يزيح : الكرة والملاعب..سبب
« الدسارة»
قالها الراحل محمد جسوس:
«إنهم يريدون خلق جيل جديد من الضباع»
حادثة « الطوبيس» من ملاعب الكرة، بدأت « الدسارة»
الكاتب : عزيز بلبودالي
بتاريخ : 23/08/2017