« ويلي ويلي فات زماني ,العلوة، السواكن ، ديدجي حجيب ,الغربة و الهم ,العاب نارية و هوائية «…كل هذا لا يمثل الا البعض من الفرق التي أصبحت تنشط بساحة ماريشال بالدار البيضاء بشكل يومي ،وانت بها لا تكاد تنتهي من مجموعة حتى تجد نفسك في حلقة اخرى ،حركية الزوار في كل الاتجاهات كل يبحث عن ميوله الفني ،طربي شعبي ، راي ،رسم ،العاب بهلوانية ….ومنهم من اختار الجلوس بالمقاهي التي تحيط بالمكان و الاستماع عن بعد في أماكن مختارة بعناية.
يتعمد نادل المقهى أن يضع الكراسي في وضع يمكن الزبون من المشاهدة و الاستماع ،إذ لا تكاد تجد كرسيا فارغا رغم حجب الرؤية من المتحلقين حول المجموعات ،أطفال نساء,شابات و شباب من مختلف الأعمار و الأجناس. مغاربة وأجانب …لقد اضافت هاته المجموعات شيئا آخر كسر اصوات الفراشة و الباعة المتجولين ونظرات اصحاب البوتيكات ،الذين اضحو كذلك تجدهم اما يرددون او يتمايلون مع تلك الاصوات المحمولة على نسيم المحيط و التي تخترق ازدحام المارة لتطرب و تمتع الكل ،وتضفي على المكان رطوبة تغري بالجلوس .
ساحة جامع الفناء في نسخة ساحة ماريشال
احدى هاته المجموعات (بدر و مهدي) شابان في عقديهما الثالث او على ابوابه, بلحية كثيفة و حلاقة شبابية بعناية و دقة متناهية وقبعة و سراويل فضفاضة عصرية يلتحفان فيتاراتهما, و بجانبها مكبر صوت يشغلانه ببطارية سيارة ،ابداع تقني الى جانب الفني ، هي ابداعات من رحم المعاناة, اقتربنا من بدر الشاب الرشيق بابتسامته التي لا تكاد تفارقه, يوزعها على الكل و التي تخفي خلفها انين البطالة و الحرمان ،طلبنا منه الإذن ان نسجل احدى اغانيه فقبل, كانت نظراته و ابتسامته كافية ،ليتبعها كلمة مرحبا مرحبا ،وضعنا آلة التسجيل و بنظرة حول المتحلقين حول بدر و مهدي ترى إنهم كلهم شباب و شابات فيما اختار الاكبر سنا الجلوس بالمقهى وتتبع العرض.
يقول بدر :نلعب الموسيقى كل يوم من اجل هؤلاء, ملوحا بيده للمة من حوله و التي شملت رواد المقهى المجاور كذلك ،اننا نحاول ان نزيل رتابة العمل اليومي عنهم ،وننشط الساحة و نخرج موسيقانا للزنقة ونحيي هذا المكان فنيا .
زوار من مختلف الا عمار و الاجناس
«نتردد احيانا على الساحة ،انهم رائعون ،فنانون حقيقيون اتمنى ان يذهبوا بعيدا «صانعين السعادة «كان هذا مروان من الولفة الذي ينتقل للساحة من اجل هذا الفن و هذه المجموعات .
اما ليلى القادمة من بني ملال و التي تشتغل بمختبر للادوية ،تقول انها تستمتع بهكذا اجواء, و انها لا تفوت اي فرصة تتاح لها من اجل مشاهدة هاته المجموعات ،تتابع بالامس كان هناك فنان رائع يرسم لوحاته امام الناس ،شيء جميل ان ترى ذلك في ساحة ماريشال ،التي لم تعد للفراشة و البوتيكات ، رغم مايطبع ذلك من بساطة ،يساهم في خلق جو نشيط ومريح و بتوفر دوريات الامن المرابطة بالقرب ،صدقا نحن سعداء بوقتنا هنا .
على بعد خطوات معدودات من مهدي و بدر, و من ضمن النماذج التي نسوقها هنا شاب يقف امام ميكروفون و مكبر صوت صغير بموسيقى مسجلة يؤدي اغاني راي بجرأة و قوة يتحلق حوله الزوار من كل الفئات العمرية ،من على مرمى البصر فتاة او بالاحرى طفلة لا تكاد تتجاوز الخامسة عشر تعتلي كتفي شاب بشعر طويل ,عند الاقتراب يظهر انه اخوها يقومان بحركات رياضية اكروباتية بمرونة و انسجام تام مع الموسيقى التي تشد انتباه المتحلقين ،بجانبهم يافع يلاعب العصي الثلاث في محاكاة لرائدي السرك ،يقول كبيرهم انهم يحاولون ان يضعوا السرك بطرقهم في متناول هؤلاء و نقله للفضاء العام ومشاركته مع اكبر عدد «جينا نبارطجيو هاذ اللعيبات معاكم ,اللي معندوش ميمشيش حنا هنا على ودكم «هكذا يردد عند نهاية كل عرض حين يقوم بجمع بعض الدراهم ….ويتابع انه شغلنا. الان نحن في الطريق لاحترافه من اجل امتاع هؤلاء مجانا عوض 200 او 250 درهما ….
مهدي سهيمي. ابن الدار البيضاء. يقول ان الربيع العربي هو من حمل هذه الفنون للساحة ،حركة 20 فبراير في المغرب كان لها السبق في ذلك عبر مجموعة من المبادرت التي لازالت قائمة. فبجانب الموسيقى في الزنقة ،المسرح في الزنقة ،الفلسفة في الزنقة …لقد فتحت حركة 20 فبراير الباب لمجموعة من الشباب من اجل فن جاد وهادف, ومن اجل ذلك خاضت صراعات مع السلطات حتى اصبح عرفا و تقليدا ….وأصبحت الساحة لتفجير المواهب لدى البعض و لكسب القوت اليومي للاغلبية.