عكس البرنامج الذي سطره المجلس الجماعي على هامش اجتماع لجنة التتبع للتدبير المفوض لقطاع النظافة يوم الأربعاء 23 غشت 2017 بمقر جماعة فاس، في إطار الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك السعيد، والذي يهم عمال النظافة خلال أيام العيد ,مع توفير ودعم كل الإمكانيات البشرية والآليات اللازمة لضمان تدخل فعال وناجع، وذلك بهدف جمع النفايات المنزلية المتبقية ومخلفات المواشي استعدادا ليوم العيد، سجل عدد من المواطنين حجم الأزبال المتناثرة، ومخلفات الأضاحي، ورائحة فضلاتها المتخلى عنها تخنق الأنفاس، التي اكتسحت شوارع وأزقة أحياء المدينة، والتي لم تفلح في احتوائها مجهودات عمال النظافة.
فلا حديث في المقاهي خلال يوم الثاني من العيد، إلاعن هذا التلوث الشنيع الذي عاشته الحاضرة الادريسية في يوم العيد المبارك، وهي الشكاية التي يرد عليها عمال الشركة بأنهم قاموا بأقصى مجهوداتهم، وكان لزاما على المواطنين أيضًا تقديم المساعدة في هذه المهمة، ولو تحقّق ذلك، لسلمت المدينة من فوضى الأزبال والنفايات و»الهيدورات» وبقايا «التشواط».
وبهذا، أدى عامل غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين إلى تعفن الوضع البيئي بالمدينة، هذا الأخير الذي تحول إلى كارثة ايكولوجية عظمى، حيث عادت صور انتشار مخلفات الاحتفال بعيد الأضحى بفاس إلى سابق عهدها، إذ رغم المجهودات التي بذلها عمال النظافة في أحياء العاصمة العلمية، تمرد بعضها على حملة النظافة، مستعيدة حالتها الطبيعية المتسمة بانتشار الأزبال والروائح الكريهة، حيث بسطت بقايا «تشواط» رؤوس الأغنام والأبقار وأكوام من الرماد والأحجار الناتجة عن عملية إحراق الرؤوس سيطرتها، على شوارع وأحياء وأزقة العاصمة العلمية، بعد أن فاق حجمها قدرات عمال النظافة.
وتساءل سكان العاصمة ومرتادوها حول استمرارية الوضع الايكولوجي المزري الذي تشهده مختلف أزقة وشوارع مدينة طيلة فترة العيد المتميزة بحرارة المرتفعة، هذه الأخيرة تساهم في تعكر الجو الذي تسيطر عليه الروائح المقززة النابعة من أكوام النفايات المتراكمة هنا وهناك، وخلقت ظاهرة تكدس النفايات في شهر الرحمة أزمة حادة لدى المواطن الذي بدوره أرجع أسبابها إلى عدة عوامل متداخلة أهمها غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطن والرمي العشوائي للنفايات المنزلية.