فشل منخرطو فريق الرجاء البيضاوي، مساء أول أمس الأربعاء، في الإطاحة بالرئيس الحالي سعيد حسبان، بعدما تعذر عليهم الوصول إلى النصاب القانوني لعقد جمع عام استثنائي.
وحضر 56 منخرطا فقط، بعدما كان المعارضون يأملون حضور ثلثي المنخرطين، وبالتالي انتخاب رئيس جديد، يخلف حسبان، الذي يواجه معارضة شديدة بفعل طريقة تدبيره لأزمة الفريق.
وانتظرت اللجنة التحضيرية أكثر من ساعة، قبل أن تقرر في النهاية تأجيل الجمع العام الاستثنائي عشرة أيام لعدم توفر النصاب القانوني.
وغابت الجامعة والعصبة الاحترافية والسلطة المحلية عن هذا الجمع، كما غاب الرؤساء السابقون، أو من يطلق عليهم الحكماء، باستثناء محمد بودريقة، الذي أعلن ترشيحة للرئاسة، الأمر الذي وضع اللجنة التحضيرية في موقف حرج، حيث بدا ذهول كبير على أغلب أعضائها. ودخل الجمع العام حالة ارتباك كبيرة، بعدما عمت القاعة فوضى عارمة أمام إصرار ثلثة من المنخرطين على عدم صعود محمد صغرور، رئيس اللجنة التحضيرية، منصة الجمع، ساحبين منه شرعية تمثيلهم أو التحدث باسمهم، لتتعالى عبارات الاتهام والسب والطعن بين الرجاويين، قبل أن يتم الاهتداء إلى حل وسط يقضي بترؤس الجلسة من طرف الأكبر والأصغر سنا.
وقدم البرلمان الأخضر صورة مسيئة عن الأسرة الرجاوية، بعدما كان إلى عهد قريب نموذجا يحتذى به في التدبير المعقلن، وأبان طيلة عقود من الزمن عن كفاءة عالية في معالجة الخلافات.
واعتبر الكثيرون ما وقع بأنه تجسيد حي لواقع الفريق الأخضر، حيث طفت على السطح خلافات عميقة بين المنخرطين، ولاشك أنها ستكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل الرجاء، مالم يتخلى الرجاويون عن أنانيتهم ويغلبوا المصلحة العليا للفريق.
وقبل إنهاء الجمع العام أعطيت الكلمة لكل من جمال الدين الخلفاوي ومحمد وبدريقة، وهو المقترح الذي لقي بعض المعارضة، لكونه تم قبل التأكد من النصاب القانوني.
وشدد الخلفاوي في كلمته على ضرورة توحيد الأسرة الرجاوية ولم الشمل، مبديا استياءه من الصورة التي شاهدها، والتي لا تعكس مستوى وقيمة الرجاء الرياضي.
وأضاف الخلفاوي أنه يتوفر على مشروع يمتد لأربع سنوات، ويعتمد على معطيات واقعية، وأنه سيعرضه في الوقت المناسب.
وأوضح المرشح لخلافة حسبان أنه قبل الترشيح تحت إلحاح العديد من المنخرطين، وبعدما اشترط استعداد حسبان لترك منصبه، وأن يتم عقد جمع عام استثنائي بحضوره، والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، وأن يتم تسليم السلط في أجواء شفافة.
وألمح الخلفاوي إلى أن الرجاء في حاجة ملحة إلى الأموال من أجل تخطي أزمته، وعلى هذا الأساس ينبغي تدقيق الأرقام.
أما محمد بودريقة فقد أكد على أنه حضر الجمع العام بعد توصله بدعوة من اللجنة التحضيرية، وعلى هذا الأساس قدم ترشيحه من أجل العودة إلى منصبه، الذي شدد على أنه تركه عن طواعية، مما يبين زهده في الكرسي، الذي تربع عليه منذ سنة 2012.
وقال بودريقه إنه يحمل مشروعا جديدا، على غرار المشروع السابق، الذي حقق 80 بالمائة من أهدافه.
وأضاف أنه لا يخشى الأرقام المالية التي يتداولها الوسط الرجاوي، وأنه جاهز للعودة إلى منصبه، متى وضعت فيه الثقة من جديد.
وشدد بودريقة على ضرورة لم الشمل وتوحيد الصف الرجاوي، الذي تفرقت به السبل.
وضرب الرجاويون موعدا جديدا يوم السادس عشر من الشهر الجاري، علما بأن مكتب حسبان كان قد حدد يوم 19 شتنبر الجاري من أجل عقد جمعه العام العادي.