أقدم شخص، في عقده الخامس، زوال يوم السبت ثاني أيام عيد الأضحى الذي يصادف ثاني شتنبر 2017، على وضع حد لحياته شنقا، بمنطقة طهر المهراز بالنفوذ الترابي لمقاطعة أكدال، حيث عثر على جثثه من طرف بعض المواطنين المارين بالقرب من مكان الحادث.
وبحسب مصادرنا ، فإن الهالك، الذي عثر عليه جثة هامدة وعنقه ملفوف بحبل بشجرة، يعاني من اضطراب عقلي، مشيرة إلى أن «أسباب إقدامه على الانتحار مازالت مجهولة».
وأفادت مصادرنا بأنه بمجرد إشعارها بالحادث، انتقلت عناصر الأمن والسلطة المحلية والوقاية المدنية بفاس إلى عين المكان، حيث تمت معاينة الجثة ونقلها بواسطة سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات، في انتظار تعليمات النيابة العامة المختصة، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء إقدام الهالك على الانتحار، بعد حالات انتحار فاشلة.
وقد تعددت الأسباب والموت واحد، حيث من حين إلى آخر يسجل المجتمع الفاسي حادثة انتحار، يروح ضحيتها أناس من فئات عمرية واجتماعية مختلفة، فيما تبقى الأسباب في الغالب مجهولة، بحيث، وحسب أخصائيين في الطب النفسي والعصبي ، فإن ارتفاع عدد حالات الانتحار غير مرتبط بمنطقة أو بلد معين، وإنما هو ظاهرة عالمية تتزايد بشكل مطّرد، نظرا لارتباطها بعدة جوانب نفسية واجتماعية وعقائدية وغيرها، و أن من بين الخصائص التي تُميز فئات عريضة من ساكنة فاس، وتكون لها علاقة بالظاهرة، القلق العام، والتخوف من الغد، وعدم تقبل «الحكرة» والتفاعل معها بشكل مفرط، كما أن حالات أخرى تكون وراثية.
ومن بين الحالات الأخرى، يضيف أخصائيون، مرضى مصابون بما يسمى «اضطراب المزاج ثنائي القطب»، وهو مرض مزمن، يتمثل في الحيوية والنشاط المفرط لدى شخص ما، وفجأة يدخل في اكتئاب عميق مصحوب بأفكار سوداوية، يصبح معه المصاب قليل التواصل وغير قادر على التفاهم والتأقلم مع ما هو خارجي، ويعبر أحيانا عن الرغبة في وضع حد لحياته برسائل مشفرة أو واضحة، مشيرين إلى أنه في حالة عدم خضوع المعني بالأمر للعلاج في الوقت المناسب، يمكن أن يفكر جديا في الانتحار.
التفكك الأسري، والبطالة والفقر، والأمراض النفسية، والإدمان على المخدرات، تعد من بين العوامل والدوافع المؤدية إلى الانتحار عالميا، يؤكد أخصائيون، باعتبار أن مختلف الاضطرابات النفسية سببها اجتماعي، ومن بينها عدم تمكن نسق الشخصية من تلبية الحاجيات الأساسية التي تضمن للمرء الاستقرار والتوازن، أو وقوع خلل على مستوى النسق الثقافي أو الاجتماعي.