الإدارة الأمريكية تؤكد موقفها الثابت حول مخطط الحكم الذاتي بالصحراء
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أول أمس الخميس بالبيت الابيض، مباحثات مع كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر، تمحورت حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وشكل هذا اللقاء مناسبة للتنويه بالدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك ، بصفته رئيسا للجنة القدس، في إشاعة السلم والوئام والاستقرار في الشرق الاوسط، وكذا بالسمة المميزة للمملكة كأرض للقاء والعيش المشترك، بفضل المبادرات التي ما فتئ جلالة الملك يقوم بها لتعزيز هذا الطابع المتفرد للمغرب.
كما أجرى بوريطة مباحثات مع رئيسي لجنتي الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، بوب كوركر، وإيد رويس.
وقال بوريطة، الذي أجرى مباحثات أيضا مع السيناتور بين كاردين، العضو البارز بلجنة الشؤون الخارجية، في تصريح للصحافة، إن هذه اللقاءات كانت مناسبة لتأكيد العلاقات القوية التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة المغربية.
وذكر الوزير في هذا السياق، بأن جلالة الملك ، منذ اعتلائه العرش، عمل إلى جانب الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين، على وضع أسس قوية واستراتيجية لهذه العلاقات التي تتمثل في اتفاق التبادل الحر المبرم قبل عشر سنوات، والحوار الاستراتيجي الذي أطلق منذ سنة 2012 ، مبرزا أن هذه الدينامية تتجسد أيضا من خلال التعاون الأمني والعسكري والثقافي، وذلك “بفضل كل هذه الآليات التي وضعت من خلال العمل الذي قام به جلالة الملك بمعية الرؤساء الأمريكيين”.
من جهة أخرى، أكد بوريطة أن زيارته لواشنطن شكلت مناسبة كذلك، للتأكيد على أهمية هذه الآليات في مجال العمل الثنائي وضرورة تدعيمها، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق العالمي والإقليمي الجديد.
و أشار الوزير الذي كان قد أجرى مباحثات في وقت سابق الخميس مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية ريكس تيليرسن، وكبار المسؤولين بالخارجية الأمريكية، أن المسؤولين الأمريكيين سواء بالكونغرس أو في وزارة الخارجية، أكدوا على أهمية العلاقات مع المغرب، منوهين بالدور الذي يقوم به جلالة الملك على المستوى الإقليمي وخاصة في إفريقيا وعلى صعيد العالم العربي.
كما أبرز أن هذه المباحثات كانت فرصة للتنويه بالمغرب كنموذج في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية، تحت قيادة جلالة الملك، وكذا الاعتراف بالدور الذي تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب، ليس فقط من الجانب الأمني والعسكري، ولكن وفق المقاربة الشمولية التي اعتمدها المغرب والتي تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي.
وأكد بوريطة أن المسؤولين الأمريكيين أبدوا الرغبة في الاستفادة من تجربة المغرب على مستوى القارة الإفريقية “والتي تعد أولوية كذلك بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية”.
وأفاد أن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين تناولت أيضا الملف الليبي والدور الذي لعبه المغرب على هذا الصعيد، والثقة التي يتمتع بها لدى كل الفرقاء الليبيين.
كما تطرقت المباحثات، يضيف بوريطة، إلى القضية الوطنية، حيث تم التأكيد على الموقف الثابت للإدارة الأمريكية منذ سنوات، والذي يصف مخطط الحكم الذاتي بالصحراء بالواقعي والجدي وذي المصداقية.