المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وسياسة الهروب إلى الأمام
اضطرت مجموعة من الأسر المغربية إلى التخلص من لحم أضاحي العيد كليا، بعد مضي أقل من أربع وعشرين ساعة فقط على ذبحها، بسبب تغير لونها وانبعاث روائحَ كريهة منها .
وغزت صور ومقاطعِ فيديو اللحم المتعفن مواقع التواصل الاجتماعي، يستفسر البعض منهم عن أسباب فساد اللحم، فيما عبر البعض الآخر عن احتجاجه وتذمره ، و ذهبت أغلب التكهنات في اتجاه أنْ الأمر يتعلق باستعمال مواد مغشوشة في علف الأضاحي.
من جهته حاول المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية « أونسا « في أول خروج إعلامي له بعد انتشار صور وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي توثق حالات كثيرة لفساد أضحية العيد، التملّص من أية مسؤولية تقصيرية بخصوص مراقبة حالة القطيع ، وذلك بتحميل المواطن مسؤولية ما حدث للأضاحي نتيجة طريقة تعامله مع « السقيطة « بحسب المكتب.
ففي بلاغه الأول اعتبر أن حالات اخضرار لون السقيطة أو تعفنها لها علاقة مباشرة بعدم احترام الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ ولا علاقة لها بحملات التلقيح التي يستفيد منها قطيع الأغنام أشهرا قبل يوم العيد، وتراجع بعد ذلك في ثاني خروج إعلامي له يقرّ بكون التحاليل المخبرية التي أجراها على العينات التي تم أخذها من بعض الأضاحي مكنت من رصد جراثيم تعفنية تنتمي إلى عدد كبير من بكتيريا الجهاز الهضمي.
وفيما يشبه «التقصير» في مراقبة جودة الأضاحي قبل الذبح، أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أنه سيعزز المراقبة في ضيعات التسمين للتأكد من مصدر وجودة الأعلاف واتخاذ الإجراءات العقابية لكل مخالف للقوانين المعمول بها، كما سيواصل تعزيز برامج التأطير الصحي لسلسلة الأغنام و الماعز، وذلك بالشروع، ابتداء من سنة 2018، في برنامج ترقيم الأغنام والماعز، ما سيمكن من تتبع مسارها، وتقوية عمليات المراقبة لحضائر تسمين المواشي للتأكد من احترام المعايير المعمول بها في مجال تغذية الحيوانات، مع اتخاذ الإجراءات الزجرية ضد المخالفين وتقديمهم إلى القضاء طبقا للقوانين الجاري بها العمل.
من جهتها اضطرت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام، بدورها، إلى الخروج عن صمتها حيث نفت تهمة «تغذية الخرفان بطرق غير مناسبة» ، ولكن في نفس الوقت اتهمت من أسمتهم « المتطفلين « على القطاع ، «بالسعي إلى الربح السريع عبر اقتناء الخروف».
تبريرات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ومحاولة تملصه من المسؤولية استهجنها غالبية المهنيين العارفين بخبايا الأمور
معتبرين أن القول بأن فساد لحم أضاحي العيد يعود إلى غياب الشروط الصحية أثناء عملية الذبح وحفظ اللحوم، يعني أن اللحوم التي تباع في الأسواق كلها ستفسد، لغياب هذه الشروط؟