قال محمد بنعبد القادر إن «الرهان اليوم يتمثل في بناء وظيفة عمومية مهنية منسجمة مع مبادئ المواطنة والحياد والاستحقاق والشفافية والمساواة والفعالية والنجاعة وربط المسؤولية بالمحاسبة».
وأضاف بنعبد القادر، الذي كان يلقي كلمة في جلسة افتتاح المنتدى الأول لأطر الجماعات المحلية وأطر التكوين التي تستهدف الجماعات المحلية بإفريقيا حول «الموارد البشرية في الجماعات الترابية الإفريقية: وقت العمل الآن»، أول أمس بسلا الجديدة، أضاف «نحتاج إدارة عمومية قادرة على تطوير التدبير العمومي على المستوى المحلي، وتضم كفاءات وخبرات لبلورة وتنفيذ وتدبير السياسات العمومية وتقييمها من أجل بلوغ الأهداف المنشودة».
وربط بنعبد القادر بلوغ الأهداف المنشودة على المستوى المركزي والمحلي داخل الوظيفة العمومية بالعنصر البشري، وقال «هذا لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال وضع سياسة متكاملة لتدبير الموارد البشرية والارتقاء بالمسار المهني للموظف، وكذلك مهننة الرأسمال البشري وتحسين وضعية الموظفين،  فضلا عن تطوير الإطار التشريعي وإرساء دعائم التدبير التوقعي  الحديث والعصري للموارد البشرية».
وكانت الجامعة الدولية للرباط، قد احتضنت المنتدى الأول للمدراء الإقليميين ومعاهد التدريب المستهدفة للحكومات الإقليمية بإفريقيا، أول أمس، والذي ستتواصل أشغاله على مدى أربعة  أيام من 18 إلى 21 شتنبر بشراكة مع وزارة الداخلية المغربية، وجمعية جهات المغرب والجمعية المغربية لرؤساء المجالس البلدية ومنظمة اتحاد المدن والحكومات المحلية بإفريقيا.
ويهدف هذا المنتدى الأول الذي يدخل ضمن الاحتفال باليوم العالمي للوظيفة العمومية برسم سنة 2017، واتخذ كموضوع أساسي له  «الموارد البشرية في الحكومات الإقليمية الإفريقية: لقد حان وقت العمل»، إلى بناء قدرات الحكومات الإقليمية في إفريقيا.
وعرف هذا المنتدى الأول مشاركة ما يقرب عن 300 مشارك من 43 بلدا إفريقيا من بينهم وزراء ومسؤولون في الحكامة المحلية ورؤساء الجمعيات الوطنية للجماعات المحلية، وعمداء البلديات والمسؤولون المحليون والمنتخبون من مدراء معاهد التدريب ورؤساء الشبكات المهنية للإدارات المحلية ناهيك عن الخبراء في الحكامة المحلية.
وتشكل هذه التظاهرة فرصة لتسليط الضوء على القضايا والتحديات التي تواجهها إدارة الموارد البشرية الحديثة على المستوى المحلي، وكيفية مساهمة معاهد التكوين في مواجهة هذه التحديات، وستكون أيضا مناسبة سانحة لاجتماع مجلس الأكاديمية الإفريقية للحكومات الإقليمية بغرض التحقق من التطور الحاصل في أنشطتها ومن إجراءاتها التنظيمية والعملية والتكوينية.
وبخصوص الأهداف الخاصة لهذه التظاهرة فتتمثل في إعلام وتقاسم المعلومات بين الوزارات المعنية بمسلسل اللامركزية والجماعات المحلية والمنتخبين المحليين وأطر الجماعات الترابية ومعاهد التكوين حول التحديات المرتبطة بالسياق الجيو-سياسي الجديد للامركزية في إفريقيا والعمل على زيادة الوعي، وتشجيع التفكير في التحديات المتزايدة المتصلة بتعزيز الحكامة الجيدة على المستوى المحلي، ثم تبادل الممارسات الفضلى المتواجدة عبر العالم بخصوص تدبير الموارد البشرية والتكوين وبناء القدرات والتشبيك، بالإضافة إلى الشروع في إنشاء الشبكة الإفريقية الأولى لمعاهد التكوين التي تهم الحكومات المحلية ومشاركة التقدم الحاصل في عمل الأكاديمية الإفريقية للحكومات المحلية فضلا عن الاحتفاء بأطر الجماعات المحلية بإفريقيا وتشجيعهم.