قيل ويقال إن الفريق لفظ أنفاسه الأخيرة بعد رحيل الأب العربي الزاولي، إذ نسمع هنا وهناك» الطاس مشات مع الزاولي». قد تكون الحقيقة ولو نسبية كانت… فالفريق، كما هو معلوم، ولد من رحم الإرادة القوية المتشبعة بالروح الوطنية على يد مجموعة من المناضلين الوطنيين من قبيل السيد عبد السلام بناني ومحمد العبدي وعبد الرحمان اليوسفي..ومنذ ذلك الحين، ارتبط فريق الطاس بكريان سنطران وانتفاضته التاريخية، وكان العربي الزوالي حاضرا ومتواجدا، بل كان جزءا من تاريخ الحي الحسن الذكر. إنه رجل الأفكار ورجل الاقتراحات ورجل الحوار والوطن فوق كل اعتبار الاعتبارات.
خمسون سنة في خدمة الطاس بالتضحية ونكران الذات…رفض الإغراءات، ونظم الاستعراضات.. كان الراحل ينظم دوريات بملعب «الحفرة» لاكتشاف المواهب الكروية، وكان هو من يسهر على الاختيار. اختيار من سيكون له شرف حمل القميص الأبيض الناصع. بعد ذلك يأتي دور التأطير، وكان يقيس مهارة اللاعبين بطريقة توجههم نحو الكرة… كانت الحفرة مدرسة حقيقية ومزرعة مزهرية، وكان الزاولي أبا ومربيا وأخا كبيرا وصديقا محترما مع أفراد أسرته، كان يقطن بمنزل ملتصق بالملعب حيث يتدرب ويلعب الأشباب…أعطى الكثير، وتلقى الضربات من كل حدب وصوب، وتعرض بعد ذلك للخيانات،ومع ذلك، سار على الدرب بسلاح قوة الايمان وبحب فريق كان يضنه خالدا، إسمه الطاس. عاش شجاعا، ومات شجاعا.
وبقي في أعيننا بطلا إلى أن أخذ صاحب الأمانة أمانته يوم 14 شهر أبريل عام 1987 … وكانت بحق جنازة رجل بجيوش جرارة رافقته إلى متواه الأخير.
وبعد رحيله تغيرت أجواء الطاس، وكان الخداع، وكانت الخيانات، وكان البكاء على ماض ولى… حكموا على الطاس بالرجوع ألف شهر إلى الوراء.. وتم الاستئناف بالطرق الملتوية التي عالى البال…
تربص المتطفلون والانتهازيون والوصوليون بالفريق وجعلوه عرضة للأزمات والخيبات والنكسات والمهازل والسخرية والضياع والمصالح ذات اليمين وذات الشمال.. أنسونا تحف بؤسة ونومير والمسكيني والقاسمي ويمان والمهدي والدفاع وعبدالخالق وكريمو والآخرين الذين كنا معهم ووراءهم بين المتعة والأمل… نسينا المناخ، وتناسينا الأجواء، وأصبحنا، والحالة هذه، يتامى نتألم للفقدان ونقف على الأطلال…
مسؤولون، يا للعار! سقطوا سهوا من الشقف لامتصاص البقرة حتى أضاعت كل حليبها وضاع البياض؟!
غادر الجمهور المتعطش جنبات المدرجات تاركين للمتملقين الفوضى في التسيير واقتحام مستودع الملابس لكل من هب ودب … الزاولي يتحرك الآن في قبره… تدخل بعض الساسة الذين ليس في قلوبهم حب، بل في طموحهم رغبة الوصول…وا أسفاه!
وها نحن اليوم نتعارك مع الزمن في قسم الهواة… وسنتشبت رغم ذلك ببصيص من الأمل… فشرفاء الحي المحمدي لا يعرفون المستحيل، فهذا الحي غاص بالبراعم والكتاكيت والكفاءات.. فبالنوايا الحسنة والعمل الدؤوب والتفكير في مصلح الفريق، والابتعاد عن النوايا المبيتة، وتفادي أصحاب الشكارة … يمكننا أيها الأعزاء أن نعيد الفريق إلى السكة الحقيقية. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
كُنْ مُنْصِفاً سيدي القاضي.. الطاس فريق له ماضي
بتاريخ : 30/09/2017