صدرت مؤخرا عن مركز السياسات التابع للمكتب الشريف للفوسفاط دراسة جديدة تحت عنوان «تعقد صعود سلاسل القيمة العالمية : وضعية صناعة السيارات والطيران بالمغرب وتونس نموذجا»، والتي شارك في إنجازها العربي الجعيدي، باحث رئيسي بالمركز وخبير سياسي واقتصادي وياسين مصادفة، الباحث بالمركز.
وتهدف هذه المساهمة إلى الوقوف على أوجه الترابط والتداخل الجديدة وكيفية دمج منطق الاستراتيجيات وسلوكيات المقاولات، في فهم انتشار سلاسل القيمة العالمية ومؤهلات النسيج المحلي للمقاولات الوطنية للانخراط فيها، والتمفصلات المعقدة بين الابتكارات التكنولوجية والتنظيمية، والفضاءات الجغرافية والأطر الاجتماعية -السياسية التي يبنيها ويفككها الفاعلون الاقتصاديون في عملية انتشار سلاسل القيمة العالمية، وذلك من خلال دراسة قطاعي صناعة السيارات وصناعة الطيران بالمغرب وتونس.
وتوفر سلاسل القيم العالمية، فرصا جديدة للتحول الهيكلي للبلدان النامية. والنظرة لهذه السلاسل والتي تقتصر اليوم على تحليل التدفقات التجارية والاستثمار الأجنبي المباشر على نطاق عالمي لم تعد مجدية للرد على الأسئلة الرئيسية للتموقع وصعود سلاسل القيمة، والدينامية، والحصول على القيمة والاستدامة. والإجابة على هذه الأسئلة تتطلب تسليط الضوء على شبكات الإنتاج التي تغطي، حتى بالنسبة لمنتج بسيط، البلدان المدرجة في سلاسل القيمة القطاعية، وهذه الشبكات التي تم إنشاؤها من خلال نشر هذه السلاسل هي نتاج المقاولات التي تحسن استراتيجياتها لللتزود عبر إعادة التنظيم الجغرافي وفصل مراحل الإنتاج وبالتالي فإن الامتياز المقارن يتشكل وفق منطق سلوك الشركات الكبرى ويتكون من خلال التعاون ما بين البلدان وداخل الشركات الكبيرة . ووفقا لمركز الأبحاث، فإن هذا العمل يعبئ إطار تحليل لسلاسل القيمة العالمية من أجل فهم أفضل لاستراتيجيات المقاولات العاملة في هذه السلاسل في سياق العولمة. وتمكن المقاربة القائمة على سلاسل القيمة العالمية من الكشف عن الآليات، القوية وغير المستكشفة، في الطريقة التي تعيد بها الشركات تنظيم عمليات الإنتاج محليا وإقليميا وتقدم منظورا أصيلا بشأن أشكال الحكامة التي ترهن الصعود في هذه السلاسل.
ويعرف قطاع السيارات العالمي مرحلة إعادة بناء سلسلة قيمته مع تحول في الطلب والعرض العالميين نحو البلدان الصاعدة. وإذا كانت إفريقيا لا تحظى بعد بمكانة كبيرة في الانتاج والمبيعات العالمية فإن المغرب وتونس يعملان على استقطاب جزء من إعادة انتشار سلسلة القيمة.
وأصبح المغرب ثاني أكبر منتج للسيارات في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا، حيث شهدت صادرات صناعة السيارات المغربية معدل نمو سنوي متوسط قدره 34 في المائة في الفترة من 2005 إلى 2015، فيما تطور قطاع السيارات في تونس بفضل صناعة مكونات السيارات مما مكنها من أن تصبح ثاني أكبر منتج لمكونات السيارات في إفريقيا والمنتج الإفريقي الأول في مجال أسلاك السيارات.
وفي قطاع الطيران، عزز المغرب مكانته في سلسلة القيمة العالمية في هذا المجال، محققا معدل نمو سنوي بلغ 17.5 في المائة في رقم المعاملات عند التصدير مؤخرا، وهو يحاول تعزيز جاذبيته للمجموعات الدولية الكبيرة من خلال تنفيذ المشاريع المهيكلة التي تشمل بنية تحتية صناعية.
أما تونس، فترغب في توطيد مكانتها في سلسلة القيم العالمية في مجال صناعة الطيران من خلال تطوير مركز لصناعة الطيران «وادي صناعة الطيران -تونس» وذلك من أجل استقبال فاعلين جدد في القطاع والذين سيستفيدون من مزايا خاصة.
وجاءت هذه الدراسة ثمرة تعاون بين مركز السياسات التابع للمكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة التفكير الأوروبية «برويجل» حيث تمت بلورتها باللغة الانجليزية بداية في إطار الدورة الثانية لأرضية الحوار الاستراتيجي بين الاقتصادات المتقدمة والصاعدة والتي عقدت في بروكسل يومي 10و 11 أبريل الماضي تحت شعار «نحو ازدهار مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
مركزOCP Policyيصدر دراسة حول «صناعات السيارات والطيران بالمغرب وتونس»
بتاريخ : 11/10/2017