في ندوة علمية بإشراف معهد باستور.. نجاعة الأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي تحت المجهر

جمعت مائدة مستديرة، خلال ندوة علمية، دكاترة وخبراء ومختصين بأحد مدرجات كلية الطب بالدار البيضاء، بدعوة من معهد باستور المغرب، وذلك عصر يوم الاثنين 3 أكتوبر الجاري، قدموا من دول المكسيك وفرنسا وتونس والجزائر ، ناقشوا موضوع الأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي خلال أشغال الجلسة الأولى من أجل إعطاء إجابة علمية دقيقة حول سؤال مدى إلزامية استخدام الأمصال كإجراء طبي مضاد لسم العقارب والأفاعي في حالة الإصابة أم أن استخدامه غير مجد . مديرة معهد باستور الدكتورة نعيمة المدغري أشارت إلى غياب رأي علمي صريح يثبت أو ينفي جدوى استخدام الأمصال كمضاد لسم العقارب ، مضيفة أنه لا وجود لأية دراسة علمية في هذا الموضوع وأن التكفل العلاجي من وجهة نظرها يبقى الأكثر نجاعة وأن السبب الرئيسي في ارتفاع عدد حالات الوفيات ، حسب المديرة ، هو التأخير في نقل المصاب للمستشفى نتيجة لجوء العائلة إلى طرق العلاج التقليدية كمحاولة منها لإخراج سم العقرب عن طريق المص أو الكي أو ربط موضع الإصابة، لذا، تقول المتحدثة ، وجب القيام بعملية التوعية والتحسيس بنقل المصاب فورا للمستشفى لإنقاذ حياته تفاديا لإصابة القلب والدماغ والكلية ، مشيرة إلى أن الأمصال لايمكن لها أن تقوم بدور العلاج ، علما بأن منظمة الصحة العالمية تؤكد في بلاغاتها على استخدام الأمصال ، وللتذكير فإن المغرب قرر منذ سنة 2003 التوقف عن إنتاج الأمصال واللقاحات وإغلاق وحدة الإنتاج التابعة لمعهد باستور واللجوء إلى استيراد الأمصال من الخارج . أمام استمرار معاناة ضحايا الإصابة بسم العقارب والأفاعي ، وتسجيل 50 حالة وفاة سنويا ، إلى جانب إصرار وزارة الصحة في القول بعدم جدوى استخدام الأمصال ، هناك إحصائيات رسمية صادرة عن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة وتقرير الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، تشير إلى عدد الوفيات جراء الإصابة بسم العقارب والأفاعي بعد فقدان مخزون الأمصال وتوقف وحدة إنتاج معهد باستور، حيث تم تسجيل وجود 1434 حالة وفاة خلال الفترة الممتدة مابين 2003 و 2016 من بينها %90 أطفال دون 15 سنة . مديرة المعهد أشارت ألى أن وزارة الصحة بصدد القيام بدراسة تهدف إلى إعادة تأهيل وحدة إنتاج الأمصال بشراكة مع القطاع الخاص مما سيخفف العبء على ميزانية الدولة ويشكل في المقابل إحدى الضمانات لإنقاذ أرواح المواطنين .
ممثلة دولة تونس الباحثة بمعهد باستور / تونس / والمشاركة في هذه الندوة العلمية ، أشارت إلى أن وحدة إنتاج الأمصال ضد سم العقارب والأفاعي بدورها توقفت خلال سنة 2005 ليفسح المجال أمام البحث العلمي لتقييم مدى نجاعة استخدام الأمصال ضد سم العقارب والأفاعي لكن مع ضمان الإبقاء على مخزون الأمصال ليعود المعهد سنة 2007 إلى الإنتاج ، وبخصوص عدد الوفيات في حالة الإصابة تقول الباحثة التونسية، إنه لايتجاوز5 حالات وفي بعض السنوات صفر حالة .


الكاتب : لحسن بنطالب

  

بتاريخ : 12/10/2017