يخلّد العالم غدا الجمعة 20 أكتوبر اليوم العالمي لهشاشة العظام، وهو مناسبة لتسليط الضوء على هذا المرض الذي يكون سببا في الكسور بنسبة 40 في المئة، وعلى الرغم من ذلك فإن التشخيص المرضي عندهم يبقى متأخرا ويحظى باهتمام أقل مقارنة بنظيره عند النساء. وتشير الإحصائيات إلى أن 20 في المئة من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام هم رجال، وتسبّب كسور الورك عند الرجال أكثر من 37.5 من نسبة الوفيات، أي ما يفوق بثلاثة مرات نسبة الوفيات الناجمة عن كسور الورك عند النساء.
ويطلق تعبير هشاشة العظام على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام، وتغير نوعيته مع تقدم العمر. فالعظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وعند الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر حجمها وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة. وهشاشة العظام هي مرض خفي، يعلن عن وجوده بالكسر العظمي، وينجم عن اختلالات في البنية المعمارية العظمية مع تلاشي عظمي، وتقلص في كثافة الكتلة العظمية. ويمكن للكسور أن تصيب جميععظام الجسم، وتعتبر فقرات العمود الفقري، الورك، مفصل اليد، وعنق عظم الفخذ، أكثر العظام إصابة بهشاشة العظام .
وترتفع نسبة الإصابة بتخلخل العظام نتيجة للتدخين، شرب الكحول، ضعف الرصيد العظمي من الكلسيوم، النقص في التمرين الرياضي، العلاج بالكورتيكويد لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر وعند ارتفاع السن. وتعتبر الوقاية قطب الرحى لتفادي هشاشة العظام، مع الحرص على تكوين رصيد عظمي مهم عند الأطفال بالتغذية السليمة والرياضة المستديمة، مع تجنب التدخين والكحول .
ويفرق الأطباء بين نوعين من هشاشة العظام هما الأولي والثانوي، إذ أن 40 في المئة من هشاشة العظام عند الرجال أولية وهي ناجمة عن الفقدان العظمي بسبب السن أو بسبب آخر غير معروف، بينما هشاشة العظام الثانوية تكون نتيجة لعدة أسباب من بينها العلاج بالكورتيزون، الضعف الهرموني الجنسي الأولي والثانوي، مرض السكري، التدخين، الكحول، أمراض المعدة، ارتفاع نسبة الكلسيوم في البول، النحافة، وعدم الحركة و الخمول. ومن المفيد في الممارسة اليومية للأطباء البحث عن تشخيص هشاشة العظام عند الرجال الذين لهم سوابق كسور عظمي أو أسباب هشاشة العظام الثانوي التي أسلفنا.
وتعتمد المقاربة العلاجية لهشاشة العظام على الوقاية، وذلك بتناول المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين ( د ) الذي يتوسط عملية امتصاص الكالسيوم في الجسم، ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومنتظم لتحفيز بطء عملية فقدان الكتلة العظمية، الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول. وتساهم العقاقير الدوائية العلاجية في حماية العظام من الكسور، وتعتبر «البيفوسفنات» العلاج الأولي لهشاشة العظام عند الرجال مع الأخذ بعين الاعتبار كل حالة طبية على حدى، حسب سوابق الكسور، نسبة حدة المرض، و الأمراض المصاحبة، امرض الكلى، أمراض سرطانية، مرض قرحة المعدة وغيرها.
بمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام كسور الورك عند الرجال تسبّب أكثر من 37.5 في المئة من نسبة الوفيات
الكاتب : الدكتور مصدق مرابط
بتاريخ : 19/10/2017