ضبط لحوم و نقانق فاسدة معدة للاستهلاك بمراكش

أكد مصدر موثوق أن لجنة للمراقبة تمكنت يوم الثلاثاء 24أكتوبر الجاري، في إحدى زياراتها التفقدية لمحلات مختصة في الأغذية بباب تاغزوت بمراكش العتيقة، من ضبط و حجز كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك.
و أوضح مصدرنا أن لجنة مختلطة تضم مراقبي المكتب الجماعي لحفظ الصحة، وقائد المنطقة و عناصر من القوات المساعدة و الشرطة، ضبطت ما يناهز ستين(60) كيلوغراما من اللحوم المفرومة و النقانق و الشحوم الفاسدة و المحفوظة في ظروف لا تحترم معايير السلامة، إضافة إلى كمية من الزيتون و التوابل المحتفظ بها في شروط مماثلة تفتقد لأبسط مواصفات النظافة.
و تأتي هذه العملية أياما قليلة بعد ضبط كميات كبيرة من التمور الفاسدة تقدر ب20 طنا، إضافة إلى ضبط معمل سري للتوابل معدة للتسويق باسم شركات وهمية، و تدشين سلسلة من عمليات التفتيش التي أفضت في عدة مناطق من مراكش إلى حجز مواد غذائية فاسدة ، و خاصة اللحوم و مشتقاتها.
و ضاعفت اللجان المختصة عمليات المراقبة بالمدينة الحمراء، و خاصة بعد وفاة طفل إثر تسممه بمعية ثلاثة أفراد من أسرته عقب تناولهم وجبة « الخبزة المجنونة» المعروفة في الأوساط الشعبية. حيث أثار هذا الحادث زوبعة من الانتقادات المتهمة للمصالح المعنية بمراقبة جودة الأغذية بالتقصير في أداء واجبها، في ظل هيمنة حالة من الفوضى و التسيب في مجال إعداد و بيع الوجبات السريعة، من قبل محلات لا تحترم أدنى شروط النظافة و الوقاية. و وقفت هذه اللجان في سلسلة من عمليات التفتيش على كميات مهمة من المواد المجهولة المصدر، و اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك.
و يظل الانتشار الواسع للعربات المتنقلة في مختلف أرجاء المدينة، و التي تعرض وجبات سريعة، المشكل الأكبر الذي يهدد الصحة العامة، و يضعف نتائج المراقبة، و لاسيما و أن المواد المعروضة فيها لا تتوفر على تجهيزات تضمن جودة حفظها.
و تطالب جمعيات حماية المستهلك باعتماد منظومة متكاملة للمراقبة تتصف بطابع الاستدامة، بعيدا عن منطق الحملة الذي تعمل به السلطات المعنية، و الذي يُمثل تطبيقا استثنائيا للقانون، في وقت يتطلب هذا المجال الحساس الذي يؤثر مباشرة على صحة المواطنين، تشديدا في المراقبة الدائمة على سلسلة إنتاج و تقديم الأغذية المقدمة في محلات بيع الأطعمة، و مواجهة صارمة للمحلات العشوائية غير المشمولة بمسطرة الترخيص.
و يعتبر المتتبعون للشأن المحلي أن التقصير يشمل بالدرجة الأولى المصالح الجماعية و السلطة المحلية، التي تظهر تهاونا كبيرا في التصدي لهذه الظاهرة التي تملأ شوارع مراكش، و أحياءها، و تمارس نشاطها باطمئنان كبير.


الكاتب : عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 27/10/2017