في اجتماع إقليمي بخنيفرة … تدارس الإجراءات والتدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد المرتقبة

تحسبا لما تعلن عنه مديرية الأرصاد الجوية في نشراتها الإنذارية، وبناء على بلاغ حكومي، دخلت السلطات الإقليمية بإقليم خنيفرة على خط الإجراءات والتدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد بمختلف مناطق الإقليم، وتدارس وسائل التدخل والإنقاذ لمساعدة ساكنة المناطق الجبلية على تجاوز الظروف والمخاطر المناخية الصعبة، وسبل تنفيذ عملية فتح الطرق والمحاور وضمان السير العادي للحياة اليومية للمواطنين وتوفير الشروط الملائمة للدراسة والتنقلات العلاجية والصحية. وفي هذا الصدد ، احتضن مقر عمالة الإقليم بخنيفرة اجتماعا موسعا، شدد فيه عامل الإقليم، محمد فطاح على ضرورة التدبير السليم للمخطط الإقليمي الذي يضع على عاتق الجميع مهمة تقديم المساعدة للمناطق المتضررة من موجة البرد والكوارث الطبيعية المحتملة، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين المحليين، وما يتطلبه الوضع من آليات ولوازم ووسائل لوجيستيكية وبشرية، خلال وبعد موجة البرد القارس بروح من التعبئة الوطنية والتحلي باليقظة اللازمة.
الاجتماع الطارئ، الذي حضره ممثلو السلطات المحلية والمصالح الخارجية وعدد من رؤساء الجماعات الترابية، استعرض فيه القائد الإقليمي للوقاية المدنية الخطوط العريضة لبرامج وخطط عمل مصالحه، وما تتميز به من طابع الاستباقية والتدابير الوقائية والتدخلات السريعة لمواجهة ما قد يقع من المخاطر والطوارئ المرتبطة بالظروف المناخية والحياة البشرية والعمرانية، دون أن يفوت قائد الوقاية المدنية استعراض النقاط السوداء على مستوى الإقليم والطموحات والاكراهات.
أما المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك فقد تقدم بعرض شامل، استعرض خلاله مختلف التدخلات التي قامت بها مديريته أو برمجتها من أجل مواجهة موجة البرد المرتقبة وإزاحة الثلوج بمختلف الطرقات والمحاور الطرقية، اعتمادا على ما تتوفر عليه من آليات ومعدات وموارد بشرية، مع جرد للمناطق التي عرفت موجة برد وتساقطات ثلجية قوية، إلى جانب عرض ما تتوفر عليه المديرية من إمكانيات ووسائل لوجيستيكية.
ومن جهته، استعرض المدير الإقليمي للمياه والغابات ما تم إنجازه من هكتارات غابوية كوسيلة لتوفير حطب التدفئة لساكنة المناطق الباردة والمحيطة بالمجالات الغابوية، من باب تفادي ظاهرة القطع العشوائي الذي تزداد وتيرته عند الحاجة كوسيلة للتدفئة، داعيا كافة المنتخبين، على مستوى الإقليم، إلى تخصيص محلات خاصة كمستودعات لحطب التدفئة، كما تطرق لعملية توزيع الأفران النموذجية بالمناطق القروية الباردة، في إطار تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية الغابوية، ومساعدة الساكنة على استعمال الطاقة بشكل اقتصادي وبأقل تكلفة وجهد.
وبدوره، انتهز المدير الإقليمي للتربية الوطنية فرصة الاجتماع الموسع للتعبير عن أمله في عقد اتفاقية شراكة مع مصالح الوقاية المدنية من أجل تنظيم دورات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية حول الأزمات المناخية والمخاطر الطبيعية، دون أن يفوته التقدم باقتراح إمكانية العمل على إشراك سائقي النقل المدرسي في مثل هذه الدورات، مذكرا بفاجعة مصرع تلميذين غرقا وهما في طريقهما إلى المدرسة، بينما دعا إلى ضرورة تفعيل “خلايا اليقظة” لحماية المدارس والتلاميذ في الظروف السيئة، متعهدا بتوزيع أدوات وحطب التدفئة على المؤسسات التعليمية بالمناطق المستهدفة، وباستعمال قافلة لتوزيع أدوات وألبسة بالمناطق الباردة.
وخلال المناقشات، تمت الإشارة إلى مدى استعداد المستشفى الإقليمي بالقباب لاستقبال الطوارئ ، إلى جانب نقطة نظام رفعها ممثل جماعة حد بوحسوسن، وأبرز فيها ما يعانيه المركز الصحي بالبلدة من ترد على مستوى الخدمات الصحية، حيث أكد ممثل مندوبية الصحة بخنيفرة أن مندوبيته بصدد القيام بالإصلاحات و الحملات الضرورية بمختلف المناطق المعزولة.
ومن خلال باقي التدخلات، حملت مداخلة رئيس واومانة دعوة وسائل الإعلام إلى التحسيس المكثف بما ينتج عن الظروف المناخية من كوارث وطوارئ، بينما أشار ممثل جماعة مولاي بوعزة إلى المشاكل التي تنجم عن انقطاع الطرق، في حين لم يفت رئيس جماعة خنيفرة التطرق إلى مشكل الشعاب التي تساهم في حدوث الفيضانات، متعهدا بالاجتهاد في تهيئتها واستعداد جماعته لتنظيم يوم تحسيسي حول طرق التدخل في الأزمات الناتجة عن العواصف الرعدية، قبل تدخل مدير المجلس الإقليمي بمقترح إشراك متقاعدي الجيش والدرك في عمليات التدخل والإنقاذ.
وفي ذات الاجتماع، أعرب ممثل الهلال الأحمر عن استعداد هيئته الإنسانية لوضع يدها في يد الجميع، والدخول في شراكات مع المؤسسات التعليمية والجماعات الترابية من أجل المساهمة بما ينبغي من الدورات التدريبية والتحسيسية لغاية تكوين متطوعين في عمليات التأهب، و فرق مؤهلة للتدخل في حالة وقوع كوارث طبيعية، ومن بين ما أكد عليه عامل الإقليم، خلال الاجتماع، دعوة المجتمع المدني إلى المساهمة في المساعدة، وتنبيه الجماعات الترابية بالكف عما أسماه ب “الثقافة المطلبية” عوض القيام بأدوارها التضامنية لفائدة سكان المناطق التي تعاني بشكل حاد من موجات البرد.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 27/10/2017