لم يمر سوى أسبوع على تداول الأنباء المتعلقة بإطلاق المغرب للقمر الاصطناعي « El Moroccan EO Sat1 « التجسسي الخاص برصد حركات الجريمة المنظمة والهجرة السرية وتهريب المخدرات والحركات الإرهابية حتى جاء الرد من الجزائر التي اعتبرت أنها معنية بهذه الخطوة المغربية، حيث أفادت جريدة البلاد الجزائرية أن لجنة حكومية مشتركة شرعت في مباشرة أشغال تنصيب أنظمة مراقبة تكنولوجية وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش لتعزيز المراقبة على الحدود الجزائرية المغربية. ونقل ذات المصدر أن هذه الخطوة أملتها دواع أمنية مع اعتزام إطلاق المغرب قمره الاصطناعي في 8 نونبر.
وأضافت الجريدة الجزائرية نقلا عن مصادر عليمة أنّ العازل الإسمنتي الذي تعتزم إقامته ستتولى متابعة أعماله لجنة حكومية رفيعة مكونة من ضباط كبار في الجيش ومسؤولين بارزين في وزارات الداخلية والخارجية والأشغال العمومية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وأضافت أنه مزوّدٌ بأنظمة مراقبة واتصال «كهرو- بصرية» ورادارات حديثة يجري صنعها في الجزائر بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار، ضمن مخطط حكومي تمّ الانطلاق فيه سابقًا ثمّ تعثّر قبل تفعيله في سياق الأزمة الدبلوماسية الحالية مع المغرب على خلفية تصريحات وزير الخارجية عبد القادر مساهل، وأكدت المصادر الجزائرية أن هذه التدابير» فرضتها تطورات أمنية مرتبطة برغبة مغربية في إطلاق أنشطة تجسس على الحدود الجزائرية من خلال القمر الاصطناعي الذي سيتم إطلاقه من قاعدة فرنسية وفقا لاتفاقية تربط وزارتي الدفاع المغربية والفرنسية «.
وكانت نسخة جريدة « إل باييس» الإلكترونية الصادرة يوم 23 أكتوبر الجاري، قد ذكرت أن المغرب سيطلق يوم 8 نونبر 2018 قمره الاصطناعي « El Moroccan EO Sat1 « ، وذلك بعدما كان قد وصل هذا الأخير، يوم 23 شتنبر المنصرم، إلى المركز الفضائي الفرنسي كورو بغويانا الفرنسية على الساحل الأطلسي بأمريكا الجنوبية.
هذا القمر الاصطناعي الذي تبلغ تكلفته حوالي 500 مليون دولار ينتمي إلى الجيل الجديد للأقمار الاصطناعية العسكرية التجسسية، والذي سيهتم بالإضافة إلى القضايا العسكرية الصرفة، برصد حركات الجريمة المنظمة بين الحدود والهجرة السرية وتهريب المخدرات والحركات المتطرفة، إذ بإمكانه التقاط أكثر من 500 صورة « أشعة تحت الحمراء» ذات جودة ودقة عالية (70 سم في شريط 800 كيلومتر) في اليوم، وإرسالها إلى القاعدة العسكرية بجوار مطار الرباط سلا في ظرف 6 ساعات، وسيشمل مجال تغطية ومسح القمر الاصطناعي المغربي، بالإضافة إلى دول الجوار مثل الجزائر وإسبانيا، منطقة الساحل والصحراء، حيث سيمكن القمر الاصطناعي من تقديم معطيات عسكرية دقيقة حول مكان تواجد القواعد العسكرية بالدول المعنية بالمسح ومجال تحركاتها.
ردا على إطلاق القمر الاصطناعي المغربي .. الجزائر تستعد لإقامة أنظمة مراقبة تكنولوجية وأجهزة تشويش على حدودها مع المغرب
الكاتب : عزيز الساطوري
بتاريخ : 31/10/2017