بالمباشر : أبو رامي..
عزيز بلبودالي
أبو رامي.. جبريل الرجوب، الجنرال الفلسطيني الرياضي، سفيرا للملف المغربي لاحتضان كأس العالم 2026.
رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، الرجل الذي اختار الرياضة سلاحا لمقاومة الاحتلال الفلسطيني، لم ينتظر دعوة منا، فقد أخذ المبادرة من تلقاء نفسه، وسبق جامعة كرتنا ووزارة رياضتنا، وأعلنها سنة 2015، حين أكد في تصريح خاص بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» نشرناه في تلك السنة أن « المغرب بلد رياضي يملك تاريخا مشرفا من خلال مشاركاته في مختلف التظاهرات الرياضية العالمية.. ويسعدني ويشرفني أن أضع نفسي رهن إشارة الملف المغربي نحو احتضان كأس العالم 2026».
أتذكر جيدا ما كان قاله جبريل الرجوب وأنا برفقة زميلي حبيب محفوظ، رئيس جمعية المحمدية للصحافة والإعلام، ونحن نلتقيه في القاهرة أحد أيام 2015 بدعوة من أصدقائنا في الاتحاد المصري للإعلام والثقافة الرياضية، وكنا مجموعة من الإعلاميين من مختلف الأقطار العربية، حين بادر وفاجأ الحاضرين، بمجرد تعرفه على حضورنا كمغاربة، بتخصيص جزء كبير من حديثه للتطرق إلى الرياضة المغربية، متناولا سيرورتها التاريخية، ومحطاتها وأوراشها المفتوحة، مؤكدا أن المغرب يعتبر نموذجا رائدا في تطور الرياضة على الساحة العربية.
أتذكر اليوم ما قاله الرجوب في تلك الجلسة وسط إعلاميين عرب بارزين، وكيف كان حديثه مؤثرا عن المغرب وعن ضرورة تكافل كل العرب في دعم ملفه لدى أجهزة الفيفا، وأتخيله الآن في الخليل حيث يعيش حين تتوفر له الفرصة ليعود لبيته الفلسطيني، بتعدد سفرياته وتنقلاته لمختلف بقاع العالم، وأتذكر ما عاد ليقوله في زيارته سنة 2016 لمدينة المحمدية حيث أقيم له حفل تكريم واحتفاء، وما ردده في كل اللقاءات التي حضرها في نفس تلك الفترة بالرباط أو في الملتقيات التي تناول فيها الكلمة، وأتساءل مع نفسي، هل فكر مسؤولو ملفنا المغربي الخاص بمونديال 2026 في التواصل مع مثل هذه الشخصيات الرياضية البارزة والمؤثرة بشكل كبير في عدد كبير من اتحادات كرة القدم في آسيا، إفريقيا، أوربا وحتى أمريكا أيضا؟
أبو رامي، ويسعده أن نناديه هكذا، وكأنه يرغب فيمن يذكره بابنه الذي يتذكر اسمه أكثر مما يتذكر ملامحه ربما، وهو الغائب والمسافر والمتجول في جل أوقات السنة، بعيدا عن الأسرة والبيت.. أبو رامي، يشرفنا أن تكون مدعما ومساندا لملفنا نحو احتضان مونديال 2026. نشكرك أبو رامي على تطوعك وعلى استعدادك للانتقال لكل بلدان العالم، كما أكدت لنا في كل اللقاءات التي جمعتنا بك، للدفاع عن الملف المغربي، ولمحاولة إقناع كل الذين تعرفهم أو لا تعرفهم بأحقيتنا في تنظيم المونديال.
أبو رامي، من خلالك، نشكر كل الرياضيين العرب، المسؤولين، الإعلاميين، النجوم والأبطال، وندعوكم جميعا للوثوق بالمغرب، لأنه قادر فعلا على أن يشرفكم ويشرف كل الأمة العربية. وندعوكم، أبو رامي، ومن خلالك العرب جميعا، إلى الإعلان عن التأييد والمساندة والدعم. نحن ننتظر ذلك، ونترقب لقاء يجمعنا تتوحد فيه كل الرؤى وترسم فيه كل الأهداف وكل البرامج لدعم الملف المغربي.
أبو رامي، نجحت وبامتياز، في رفع صوت فلسطين بفضل الرياضة، لإيمانك ولقناعتك بأن الرياضة هي لغة تواصل عالمية.. بك وبكل نجوم الرياضة العربية والإفريقية والآسيوية، ستمتد قامتنا للأعلى ونحن ننافس التحالف الثلاثي أمريكا، المكسيك وكندا.
أبو رامي الذي يؤيد، كما عبر عن ذلك في مناسبات عديدة، الملف المغربي ويدعمه..شخصية محترمة ورياضية بامتياز. في 2008، ترأس الرجوب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وفي عهده انتظمت البطولات والمسابقات الفلسطينية وانطلق دوري المحترفين الفلسطيني، كما بدأ دوري النساء، وتطورت البنية التحتية، والمرافق الرياضية، وأعيد بناء الجمعيات والنوادي. ونجح بتقدير في اجتياز الامتحان الصعب في قيادة سفينة الرياضة الفلسطينية، وبامتياز أيضا، استطاع أن يحقق قفزة نوعية في النهوض بمستوى لعبة كرة القدم وكل الرياضات الأخرى، رغم حجم التحدي الكبير الذي تتعرض له الرياضة الفلسطينية في المحافل الدولية نتيجة تعنت الجانب الإسرائيلي وصلفه في هذا المجال.
جبريل الرجوب، أبو رامي، ولمن لا يعرفه، من مواليد بلدة دورا الخليل عام 1953، قضى 17 عاما (1968-1985) في السجون الإسرائيلية بسبب مقاومته للاحتلال…
أبو رامي..شكرا بزاااف !
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 09/11/2017