ليلى سليماني: الكاتب الملتزم يسعى إلى تغيير العالم والواقع عبر الكتابة

قالت ليلى سليماني، الروائية المغربية المتوجة بجائزة غونكور 2016 عن «أغنية هادئة» إن الكاتب الملتزم يسعى إلى تغيير العالم والواقع عبر الكتابة.
وصرحت سليماني لوكالة المغرب العربي للأنباء «حين نكون في مكتبنا، أمام ورقة أو حاسوب، نتوقف عن التفكير في آبائنا، في الأخلاق وفي كل الضوابط التي تمنعنا من أن نعيش ونعلي صوتنا وأن نكون أحرارا، لأن عالما فسيحا يفتح أبوابه لنا فنحاول تغيير العالم والواقع عبر الكتابة».
وفي هذا الحديث، على هامش تسليم جوائز الأطلس الكبير، مساء الجمعة الماضي بالمكتبة الوطنية بالرباط، تطرقت الكاتبة الشابة إلى جملة من القضايا المرتبطة بالكتابة وبهاجس الكاتب الملتزم وكذا إلى إشكالية القراءة في المغرب وسبل تجاوز المعضلة.
وترى ليلى سليماني، التي ترأست لجنة تحكيم الدورة 24 للجائزة، أن الحرية هي العنصر الأهم في ممارسة الكتابة، ذلك أنه «حين يكون المرء كاتبا، فإنه يتحدث إلى قارئه، وبالتالي فنحن في محراب الحرية ونتوجه إلى شخص آخر متحدثين له عن حريتنا».
كاتبة «حديقة الوحش» و «كلمات شرف» و «سيمون فيي، بطلتي»، تقول إن هذه الحرية تفسر أهمية الكتابة بالنسبة للجميع «حتى دون أن نصبح كتابا، حتى وإن كنا نكتب لأنفسنا فقط»، لأن فعل الكتابة في نظرها هو «أن نجرب الحرية، أن نتوقف في لحظة عن التفكير في ما يمنعنا وأن نتخيل كل العوالم الممكنة».
وتضيف أن الكاتب في ممارسته لهذه الحرية يواجه عادة إكراهات وقيودا وهو مدعو إلى رفع تحديات مختلفة في علاقاته مع مراكز السلطة مما يعطي الانطباع بأن الكاتب عليه أن يكون في خدمة إيديولوجية، وخدمة صورة بلاده. لكن على العكس من ذلك، ترى أن الكاتب «وجد ليسائل مختلف وجهات النظر ولقول أشياء تزعج، بل أحيانا لقول ما هو سلبي في مجتمعاتنا» .
بالنسبة لها، الكاتب لا يوجد فقط لوصف الجمال والفولكلور والأشياء الرائعة، ولكنه من خلال الكتابة، يكرس التزامه، مادامت القصص التي يحكيها هي أيضا نظرة ما إلى العالم. وتوضح في هذا السياق أنه «حين كان دوستويفسكي يحكي عن الفقراء، كما في ‘الجريمة والعقاب’ أو حين يتناول فيكتور هيغو سيرة ‘البؤساء’، فإن الأمر يتعلق بالتزام، بطريقة لوصف فرنسا عصره».
الأدب، حسب ليلى سليماني، سفر «يفتح آفاقنا ويمكننا من إدراك أنفسنا، كنساء أو رجال، مغاربة أو فرنسيين، لكن أساسا ككائنات بشرية، وقادرين على أن نفهم بعضنا البعض». لكن ولأن الكاتب لا يعيش منعزلا عن مجتمعه في برج عاجي، فإنه يتفاعل مع محيطه، والحال أن الوضع، في مجتمع لا يقرأ، يصبح «جد مقلق».
ولتجاوز هذا الواقع، فإن الكاتبة تدعو إلى تعبئة كل الوسائل من أجل تطوير سياسة للكتاب، تزرع شغف القراءة لدى الشباب، وتحملهم على صحبة الكتاب كلذة، من خلال اقتراح القصص المصورة وروايات الشباب. وتشدد في هذا الباب على الدور الرئيس للمدرسة، فمن خلال المدرسة، يتم تناقل لذة وضرورة القراءة والكتابة.


الكاتب : حاورها: إدريس التكي

  

بتاريخ : 09/11/2017