1
..
سَأَلْتُ طِفْلاً
فِي هَيْئَةِ اَلْمَاءْ
مَا اَلْبَحْرُ؟
قَالَ لِي:
تُفَّاحَةٌ زَرْقَاءُ
فِي شَجَرَةِ اَلسَّمَاءْ
قَطَفْتُهَا
وَهِيَ الآنَ فِي يَدِي
لَكِنَّهَا
كَالْجَمْرِ فِي يَدِي
لاَ أَسْتَطِيعُ قَضْمَهَا
قُلْتُ لَهُ:
جَدَّتُكَ الْقَدِيمَةْ
فَعَلَتْ
مِثْلَمَا تَفْعَلُهُ
فَهَبَطَتْ مِنَ السَّمَاءْ
كَسِيفَةً
صَفْرَاءْ
…..
ضَحِكَ الطِّفْلُ
واسْتَمَرَّ
فِي هَيْئَةِ الْمــــَاءْ
2
…
…
وَمَرَّةً أُخْرَى
سَأَلتُهُ
وَكَانَ يَلْهُو مَعَ اَلرِّيحْ
يَقْفُزُ فِي الْهَوَاءْ
يَضْحَكُ مْثْلَ الْمَاءْ
قُلْتُ لَهُ:
سَوْفَ تُجَنُّ
إِنْ بَقِيتْ هَكَذاَ
تَلْعَبُ مَع الرِّيحْ
قَالَ لِي:
أُحِبُّ أَنْ أَكْشِفَ عَنِّي
مَعَ الرِّيحْ
لأنَّهَا تُصْغِي إِلَيَّ
مِثْلمَا تُضْغِي الأشْجَارُ
إِلَى الرِّيحْ
مِثْلَمَا تُصْغِي إِلَيَّ الأمُّ
حِينَ أَضْحَكُ
وَحِينَ أَبْكِي
وَأنَا فِي اَلْحِضْنِ
كَمْ تَحْنُو عَلَيَّ
وَأَنَا أَبُوحْ
3
وَمَرَّةً أُخْرَى
وَقَفْتُ قُرْبَهُ
وَهُوَ يَرْسُمُ غَزَالَةً
فِي الرَّمْلِ
ثُمَّ يَجْرِي خَلْفَهَا
وَهِيَ تَعْدُو كَالْخَيَالْ
فِي مَغَاوِرَ مَدِيدَةْ
سَأَلتُهُ
وَقَدْ هَدَّهُ السَّيْرُ
مُسْتَرِيحاً
تَحْتَ نَخْلَةٍ
صَغِيرَةْ
شَفِيفَةً كَالنُّورْ
قُلْتُ لَهُ:
تَخْلُقُهاَ
تُحِبُّهَا
تَخَافُ مِنْكَ
تَجْرِي خَلْفَهَا
فَلاَ تُدْرِكُهَا
أَنْتَ إِذَنْ
تَعْبَثُ فِي الرَّمْلِ
وَ لاَ تَخْلُقُ
لا تُحِبْ
…
ضَحِكَ الطِّفْلُ مِنِّي
واسْتَمَرَّ
تَحْتَ النَّخْلةْ
4
وَمَرَّةً أُخْرَى
لقيتُ الطِّفْلَ
شَيْخًا
قُرْبَ اَلَّلْيِلِ
طَاعِناً فِي الْعِشْق ِ
رَاكِبًا خَيْلاً
من الخَيَالْ
رَاحِلاً
مِن البَحْرِ إِلَيْهْ
…………..