عاشت مدينة مكناس كباقي المدن والقرى المغربية ومغاربة العالم أجواء استثنائية قبل وغداة مباراة الحسم المؤدية إلى روسيا 2018. كبار وصغار شباب، آباء وأمهات رفقة أبنائهم يبحثون عن مقعد هنا وهناك داخل هذا المقهى أو ذاك قبل موعد المباراة بساعات ( بعد إصدار جماعة مكناس بلاغا تلغي فيه نصب الشاشة العملاقة بالساحة الإدارية) يرتدون أقمصة لاعبي المنتخب الوطني، حاملين الراية الوطنية ينتظرون بشوق وتلهف انطلاق لقاء النخبة الوطنية وكوت دفوار وكلهم أمل في التأهل.
أمل جاء أسبوعا بعد فوز الوداد البيضاوي بلقب البطولة الإفريقية وتأهله للموندياليتو، أمل تحقق في الزمان والمكان انتزعه الأسود من قلب إفريقيا بعد غياب دام ما يقارب 20 سنة . وهكذا خرجت أمواج بشرية في نظام وانتظام وحناجرها تهتف بالمغرب وترديد النشيد الوطني معبرة عن فرحتها بهذا التأهل.
الجريدة استقت ارتسامات البعض ممن كان في المكان:هدى الحمروني لاعبة كوديم كرة السلة والمنتخب الوطني التونسي مرشحة لنيل جائزة شعلة الأولمبياد: «أبارك للمنتخب الوطني الفوز والتأهل إلى مونديال روسيا، كما أبارك الطريقة الرائعة والنهج التكتيكي والقتالية العالية التي لعبت بها عناصر الفريق المغربي. وفرحتي اليوم فرحتين بعد تأهل المنتخب التونسي وأقول مبروك لبلدي تونس وكل الذين شجعوا فريقي البلدين الشقيقين».
أحمد الحبيب بلمهدي لاعب من الجيل الذهبي للنادي المكناسي: «عظيم التهاني لفريقنا الوطني، فريقنا الذي أعادنا إلى الذكريات، أعادنا إلى سنوات 1970 و1986 و1998 من القرن الماضي وأخرج الناس إلى الشوارع وكلهم فخر واعتزاز بفريق وطني شاب استطاع أن ينتزع التأهيل من قلب أبيدجان. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن فريقنا الوطني في السكة الصحيحة وبإمكانه أن يحقق الأفضل في مونديال روسيا. ونحن نلاحظ المدينة كلها خرجت شيبا وشبابا ليعيشوا هذا العرس الكروي. لقد عاش جيلنا هذه الأجواء في الماضي وها هو شباب اليوم يعيش اللحظة في مكناس ، والمغرب يحق له أن يفتخر بهذا الشباب».
عبدالحق بنهلال لاعب سابق للكوديم والفريق الوطني في الواتر بولو ورئيس منتدب :» إنه انتصار تاريخي بعد 20 سنة من الانتظار. وأعتقد أنها هذا الانتصار سيكون بمثابة انطلاقة للكرة المغربية بصفة خاصة والرياضات الأخرى بصفة عامة، عندما نوفر الإمكانات ونوظفها أحسن توظيف فإنك تحصد النتائج. ويمكن القول أن الجامعة توفقت في جلب مدرب في مستوى تطلعات المغاربة وأتمنى أن تكون هذه النتائج استمرارية لأن هذه مرحلة فقط لأننا نحن أمة كرة القدم Nation de football) ( وجب استثمار هذا الانتصار والعمل على تواجد الأندية والفرق الوطنية في كافة المحافل الرياضية».