باولاد غانم وسيدي اسماعيل ضبط حمولة مشروبات كحولية دون ترخيص و»محل» لتصنيع ماء الحياة

في أقل من أسبوع واحد ، تحركت عناصر الدرك الملكي بإقليم الجديدة لتضبط حالتين من حالات ترويج مشروبات كحولية دون ترخيص ، و» تصنيع « المشروب الكحولي ماء الحياة « الماحيا « .. الأولى قامت بها السرية التابعة لمركز أولاد غانم على بعد حوالي 53 كلم جنوب مدينة الجديدة مساء يوم الخميس 16 نونبر الجاري ، حيث رصدت شاحنة على متنها حمولة من الجعة وأكثر من ألفي قنينة من « الويسكي « من ماركات متنوعة ، وعند التحري تبين أن السيارة قادمة من مدينة الدار البيضاء في اتجاه مدينة آسفي، أي أنها قد قطعت أزيد من مائة وخمسين كيلومترا من نقطة انطلاقها ، كما تبين أن الحمولة لا تتوفر على تراخيص النقل الخاصة بها ، كما حامت الشكوك حول مدى مطابقتها للقوانين الجاري بها العمل من حيث التسجيل والخضوع للتعشير ، مما دفع إلى تعميق البحث وتقديم السائق ومساعده ومسير الشركة أمام وكيل الملك بابتدائية الجديدة ، وهو الملف الذي قد تتكشف معه خيوط أكثر تشابكا في ما يتعلق بمسألة ترويج خمور غير خاضعة للمراقبة ومسألة التهرب الضريبي على نطاق واسع ..
اما العملية الثانية فقد همت مداهمة سرية الدرك الملكي التابعة لمركز سيدي إسماعيل مكانا لـ» تصنيع « ماء الحياة « الماحيا « بدوار السي بوعلام بجماعة سبت سايس على بعد أزيد من 65 كلم من مركز مدينة الجديدة عشية يوم السبت 18 نونبر الحالي، أي بعد يومين فقط من العملية الأولى ، وهي العملية التي أسفرت عن حجز ما يناهز ألف لتر من هذا المشروب الكحولي ومجموعة من معدات التقطير والتصنيع والتخزين وكمية من المادة الخام المستعملة ( التين المجفف) بداخل « معمل « عشوائي تمكن صاحبه من الفرار ، وتبين من أولى التحريات أن صاحب هذا « المعمل السري» سبق وان قدم للعدالة من اجل ما ضبط لديه خلال المداهمة الأخيرة ، وهو الأمر الذي يحيل إلى التساؤل عن حالات « العود « التي ينهجها مثل هؤلاء وما يروجونه من سموم ؟
أما ما يمكن استخلاصه من العمليتين معا في البداية ، فهو الرقعة الجغرافية المتقاربة إلى حد ما ، ما بين نقطة ضبط الأولى والثانية ، ومسافة بعدهما معا عن مركز الإقليم وشبكات الطرق المتواجدة هناك والتي غالبا ما تستعمل لغاية النقل والترويج ، وكذا طبيعة تلك الرقعة الجغرافية التي تعتبر أكثر هشاشة ، مما يستدعي تكثيف المراقبة وتعزيز سريات كل من أولاد غانم وسيدي إسماعيل وخميس متوح بالمزيد من عناصر الدرك الملكي وتمكينها أكثر من وسائل العمل والوسائل اللوجستية لضمان الفاعلية الأكثر نجاعة في التدخلات لا سيما الاستباقية منها ، وحتى لا يكون النفوذ الترابي لهذه المراكز مصدر « تصنيع « وترويج للسموم التي بدورها تعتبر فاعلا أساسيا في تنامي معدلات الجريمة بالإقليم …


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 21/11/2017