صدر مؤخرا للباحث المغربي المصطفى اجماهري الكتاب التاسع عشر في سلسلة «دفاتر الجديدة»، باللغة الفرنسية، تحت عنوان «مازغان، ذاكرات متقاسمة».
يقع الكتاب الجديد في 144 صفحة من الحجم المتوسط، وهو يشتمل على مجموعة من النصوص حول شخصيات وعائلات مغربية وأجنبية مختلفة الأصول والثقافات والديانات لكن تشترك في انتمائها لمدينة الجديدة (مازغان) في الفترة الممتدة من 1850 إلى 1970. تعرض هذه النصوص شذرات من حياة الشخصيات المذكورة وذلك من زاوية تأثيرها وتأثرها بباقي مكونات المدينة وانعكاس ذلك على تاريخ الحاضرة بشكل عام.
ويتوخى الباحث، من خلال هذا الكتاب، استرجاع المناخات المفتقدة لمدينة جذابة على الصعيدين الديمغرافي والاقتصادي، ومن ثمة تقاسم هذه الذاكرات والمذكرات مع الفعاليات المهتمة بحاضر المدينة ومستقبلها. ويؤكد الباحث على أن التوجه الحالي في رسم سياسات المدن بالدول الغربية، وفي فرنسا تحديدا، أصبح يأخذ بعين الاعتبار الرأسمال المعرفي العائلي والشخصي في رسم السياسات والبرامج المحلية.
في مقدمة الكتاب أشار الكاتب والصحفي الفرنسي بيرونسيل هوغوز إلى الأعمال السابقة للباحث، منوها بالكتاب الحالي وبالجهد المبذول في جمع مادته التي توزعت بين مختلف المضان والأرشيفات والشهادات ثم في استخراج خلاصات عالمة وحية.
غلاف الكتاب تزينه صورة فريدة ونادرة لبناية البارون دولوس التي كانت توجد بمدخل مدينة الجديدة إلى حدود سنة 1941.
«دفـاتر الجديـدة» هي سلسلة كتابات أطلقها الكاتب سنة 1993 بعد استشارة مع المؤرخ غي مارتيني والمفكر عبد الكبير الخطيبي. تعنى هذه الكتابات بالتاريخ المعاصر لمدينة الجديدة، من خلال رؤية تعددية ومنفتحة. يقول الأستاذ عبد المجيد نوسي (من جامعة شعيب الدكالي) عن سلسلة دفاتر الجديدة : «إن الغاية الأساسية لهذا المجهود تكمن في مساءلة تاريخ الجديدة وماضيها من خلال دراسة مكونات المدينة. مكونات يتبدى للقارئ من خلالها، أن هذه الحاضرة تمثل صورة لمدينة ظلت طيلة قرون من وجودها فضاء ديناميا يعج بالحياة المشتركة والجوار الطيب. فضاء اغتنت هويته بفضل الفكر المنفتح على الآخر».