سميرة سعيد، جنات مهيد، مي حريري، فدوى المالكي، سعيد الإمام، شيرين، وعد البحري، هاني شاكر وآخرون ينعون القمر الغائب
توفيت يوم الثلاثاء الماضي الفنانة القديرة شادية بعد صراع مع المرض عن سن ناهز86 سنة.
الفنانة شادية لقبت بدلوعة الشاشة المغربية أثرت بأعمالها الخالدة الساحة الفنية العربية من خلال العديد من الأعمال التي ستظل حية من خلالها.
ولدت الفنانة الراحلة شادية فى 8 فبراير 1931 ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، واسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، قدمت خلال مسيرتها الفنية التى قاربت 40 عاماً، حوالى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً فى الأفلام العربية.
الخبر الذي نزل كالصاعقة على محبيها في الوطن العربي وقد نعى الفنانون المصريون والمغاربة والعرب هذا الهرم الفني.
الديفا سميرة سعيد نعت الراحلة شادية بكلمات مؤثرة،حيث قالت»كنتِ رائعةً في فنكِ وفي أخلاقكِ وكنتِ على مدى سنوات عمركِ نموذجاً يُحتذى به لأجيال وأجيال،غاليةٌ على قلبي وستظلين ويكفي أن يكون وحيدي شادي بإسمك. رحمكِ لله».
الفنانة جنات مهيد التي مازالت في حداد بعد أن فقدت مؤخرا والدها الفقيد المحجوب مهيد ،نعت دلوعة الشاشة العربية وقالت «البقاء لله في رحيل الفنانه القديره شاديه ،ربنا يرحمها»
الفنانة فدوى المالكي بدورها نعت الراحلة شادية وقالت «وداعا شادية الجميلة التي ستبقى ذكراها ترافقنا بفنها الجميل و أخلاقها وسيرتها الحسنة .
ويرحل الزمن الجميل وعباقرته تباعا. ولا يدوم الا وجه لله الحي الباقي الذي لا يموت.
إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها وأسكنها فسيح جناتك ، وارزق اَهلها وذويها الصبر والسلوان .
شادية مصر الزمن الجميل، فن، رقي، هوليود الشرق الملحن سعيد الإمام نعى الفقيدة الكبيرة وقال «الفنانة الدلوعة شادية في ذمة لله، تعازينا الحارة للأمة العربية والأسرة الفنية. إنا لله وانا اليه راجعون»
الفنانة اللبنانية مي الحريري نعت في تصريح لجريدة الاتحاد الإشتراكي الفنانة شادية قائلة «غاب القمر عن سماء مصر والوطن العربي»، ستظل خالدة في قلوبنا ولن تغيب معبودة الجماهير من وجداننا وقلوبنا وعن محبيها.
الراحلة شادية أسطورة الفن بامتياز، غنت للأم والأخت وللحب والصداقة، لكل شيء جميل، ومثلت كل الأدوار وأبهرت كل الأجيال، أتقنت وأجادت دور الحنان والغرام بكل محبة،ستظل في قلوبنا إلى الأبد،أمام هذا المصاب الجلل أعزي مصر أم الدنيا والمغرب العربي وكل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج في وفاة هذه الأسطورة، وهذا الهرم الذي كان يمشي على قدمين،وأعزي نفسي لأني أعشق شادية ست الحبايب»
الفنانة السورية المقيمة في مصر وعد البحري نعت بدورها الراحلة شادية بهذه الكلمات «رحمة لله عليك يا ست الكل» ،المطربة العظيمة وهرم من أهرامات الفن المصري والعالم العربي «شادية»
كم انت شفافة، رحلت بكل هدوء امتعتينا بصوتك وطلتك الرائعة.. وحافظت عليهم بابتعادك بهدوء وشموخ
أدعو لله من كل قلبي أن يرحمك رحمة تسع السماء والأرض.. وداعا حبيبة الجماهير «شيرين هي الأخرى نعت أيقونة السينما العربية وقالت «وداعاً دلوعة السينما المصرية شادية ، ربنا يرحمك يا أرق صوت غنى للحب، فارقت دنيانا ولكن مش ممكن تفارقي قلوبنا أبداً»
الفنانة إلهام شاهين، قالت فى مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم» الذى يقدمه الإعلامى تامر أمين، عبر فضائية الحياة، إن الفنانة الراحلة شادية أفضل من قدمت الأغنية الوطنية، وكانت فنانة عظيمة وملهاش مثيل.. وبقولها يا حبيبتى زى ما قالت يا حبيبتى يا مصر.. طول عمرك بتحبى بلدك وفنك وقدمتى رسالة هادفة».
الفنان أحمد بدير قال باكيا، إن رحيلها خسارة فنية وإنسانية كبيرة، وهذه الفنانة العظيمة جمعت بين الصوت الجميل والكوميديا.. وقدمت كل الألوان الفنية التى نفخر بها فى مصر والأمة العربية بأكملها.
وأوضح الفنان أحمد بدير، أن الفنانة شادية قدمت كل الأدوار بصدق، ويعد فيلم «امرأة مجهولة» من أهم أفلامها التى تستحق عليه «الأوسكار»، وكشف أنه «أول يوم شافتنى فيه رحبت بيا كأنها تعرفنى من زمان.. وادتنى ثقة وأنا كنت مهزوز.. ولما بدأ العمل المسرحى لريا وسكينة.. تابعتها فى الكواليس هى بتعمل إيه مع الفنانة الكبيرة سهير البابلى.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدها برحمته».
الفنان يوسف شعبان قال إن مصر فقدت أساسا راسخا من أعمدة الفن والعلم والثقافة والعطاء، مؤكدا أن الفنانة رحلت بجسدها لكنها تعيش بفنها،مضيفا أنه تشرف أنه عمل مع الفنانة الراحلة شادية فى 5 أفلام، منها «معبودة الجماهير»، لذا لا يمكن نسيانها».
أما الفنان هانى شاكر فقال وهو ينعي الراحلة شادية إن المصاب كبير وأول ما سمعت الخبر حسيت باليتم ،والفن فقد ركنا كبيرا من أركانه رغم بعدها عن الفن من سنين،هى بركة كانت فى الدنيا وربنا اختارها جنبه النهاردة».
وأوضح هانى شاكر، أنه لم ير فنانا يمثل ويغنى مثل الراحلة شادية، والجميع يردد أغانيها حتى الآن لصدقها الشديد فى الأداء.
معلوم أن الراحلة شادية بدأت مسيرتها الفنية سنة 1947 قبل أن تعتزل في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي،قدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية والأغاني الخالدة
وقد جاءت بدايتها على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم،بنات حواء.
وحققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام ليلة العيد بعام 1949 و ليلة الحنة بعام 1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي» ونذكر منها حمامة السلام بعام 1947 و عدل السماء و الروح والجسد و ساعة لقلبك بعام 1948 وظلموني الناس بعام 1950 وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي وكمال الشناوي بأفلام أشكي لمين بعام 1951 أقوى من الحب بعام 1954 و إرحم حبي بعام 1959.
تقول الفنانة القديرة شادية إن فرصة عمرها جاءت في فيلم المرأة المجهولةلمحمود ذو الفقار سنة 1959 وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حينها كانت تبلغ 25 عاماً.
النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقاتها الكوميدية في فيلم مراتي مدير عام سنة 1966 و كرامة زوجتي سنة 1967 وفي فيلم عفريت مراتي سنة 1968 وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهو أحد روائع الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين في السينما المصرية، كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود بفيلم أنا الحب بعام 1954 وتوالت روائعها التي حفرت تاريخاً لهاوللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم اللص والكلاب و زقاق المدق و الطريق وبعام1969 قدمميرامار شيء من الخوف، و فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970 وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية فيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام1984. الحائز على جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ قال عنها قبل أن تصبح بطلة مجموعة من افلامه: «شادية هي فتاة الأحلام لأي شاب وهي نموذج للنجمه الدلوعة وخفيفة الظل وليست قريبه من بطلات أو شخصيات رواياتي» خاصة أنه تعامل معها عند كتابته لسيناريو فيلم الهاربة، ولكن كانت المفاجاءة له عندما قدمت دور (نور) في فيلم اللص والكلاب للمخرج كمال الشيخ والذي جسدت فيه دور فتاة الليل التي تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة الأديب نجيب محفوظ وتأكد بأنها ممثله بارعة تستطيع أن تؤدي أي دور وأي شخصيه وليست فقط الفتاة الدلوعه.
وقفت الراحلة لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.
هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي والسبب الآخر انه أمام عمالقة المسرح ،ولم تقل عنهم تألقا وامتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات رغم أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة، ولم يشعر المتلقي بفارق بينها وبين عمالقة المسرح مثل الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين أقروا بأنهم لم يروا جمهوراً مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهورها الذي أتى من أجل عيونها.
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب ولتبرير ذلك قالت :«لأننى في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا،لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس
كرست الفنانة المتكاملة شادية حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأنّها لم تُرزق بأطفال وكانت تتوقُ أن تكون أمًّا وأن تسمع كلمة «ماما» من طفلها.