بعد وفاة ثلاثة تلاميذ بمدرسة السلام للتعليم العتيق احتراقا ..الحزن يخيم على ساكنة الزمامرة والنواحي والضابطة القضائية تفتح تحقيقا في الفاجعة

 

حزن عميق خيم على أسر ضحايا حريق مدرسة السلام للتعليم العتيق بالزمامرة و إحساس بألم شديد بعد الخبر – الفاجعة غير المتوقعة من طرفهم والتي جعلتهم غير قادرين على تحمل فقدان فلذات أكبادهم خنقا و احتراقا بألسنة النيران التي اندلعت في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 11 أبريل 2017 بأحد مراقد المؤسسة . عناق حار بين أفراد الأسر و صراخ و بكاء بسبب لوعة الفراق المفاجئ ، ساكنة الزمامرة ، و خصوصا تلك المجاورة للمؤسسة، مازالت هي الأخرى تعيش تحت وقع فاجعة احتراق ثلاثة نزلاء بالقسم الداخلي لمدرسة السلام للتعليم العتيق ، غير مستوعبين ما حدث … تلك هي الاجواء التي رصدتها الجريدة أثناء زيارتها للمنطقة .
مدرسة السلام للتعليم العتيق المحاذية للمسجد الأعظم بحي السلام بالزمامرة ، يقدر عدد تلامذتها بحوالي 180 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و 18 سنة ،يتلقون فيها أصول الدين و النحو و حفظ القرآن الكريم … معظمهم داخليون ، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء و بينما الكل يخلد للنوم، اندلعت النيران بأحد المراقد بالطابق الثاني نتيجة تماس كهربائي سببه شاحن بطارية الهاتف النقال، حيث انتشرت النيران بسرعة فائقة زاد من قوتها الأسرة الصوفية و الأغطية ، حريق خلف ثلاث ضحايا، و يتعلق الامر بكل من : أيوب أجميل البالغ من العمر تسع سنوات يقطن بدوار أولاد زينة بجماعة أولاد غانم بالجديدة، و محمد سحنون البالغ من العمر 12 سنة يقطن بدوار العثامنة جماعة الغنادرة بالزمامرة، و عبد الرحمان السحنوني البالغ من العمر 14 سنة يقطن بدوار أولاد بن عائشة جماعة أولاد سبيطة بالزمامرة . حاولت الجريدة في أكثر من مرة الاتصال بالمدير الاقليمي لوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية قصد أخذ بعض المعطيات غير أن هاتفه ظل يرن دون رد ، نفس الشيء بالنسبة لرئيس المنطقة الامنية بسيدي بنور ، و رغم ذلك فقد تمكنت الجريدة من الحصول على بعض المعطيات، حيث أفاد مصدر مسؤول أن الحريق كان قويا نتجت عنه سحابة كثيفة من الدخان أدت الى اختناق أحد الضحايا بينما تعرضت جثتا ضحيتين للحرق مما أدى إلى تفحمهما ، مضيفا أن صياح و طلب النجدة من طرف النزلاء جعل ساكنة الجوار تنتبه للحادث حيث قامت بإخبارعناصر الامن الذين حلوا فورا بمكان الحريق فيما تأخرت عناصر الوقاية المدنية بعض الشيء مما صعب وضعية النزلاء الذين كان المرقد ،الذي تقدر مساحته بحوالي 100 متر مربع ، مغلقا عليهم من طرف الحارس المكلف، ينضاف الى ذلك غياب منافذ النجدة و قنينات اطفاء الحريق . كما حضرت السلطات المحلية و تضافرت الجهود لإخماد النيران التي التهمت كل شيء وجدته في طريقها . ويضيف المصدر أنه بعد معاينة جثث الضحايا تم نقلها الى المستشفى المحلي بالزمامرة و منه الى مستودع الاموات بالمستشفى الكبير بإقليم الجديدة، و ذلك بتعليمات من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف قصد إخضاعها الى عملية التشريح الطبي لأجل معرفة الاسباب الحقيقية المؤدية الى وفاتهم، قبل تسليمهم الى ذويهم من أجل مراسم الدفن المتوقعة أن تتم أمس الأربعاء.
الضابطة القضائية بأمن الزمامرة فتحت تحقيقا في النازلة و استمعت لكل من يفيد في النازلة حيث تبين أنه من المحتمل أن يكون تماس كهربائي سببه شاحن بطارية الهاتف وراء اندلاع الحريق . و تعميقا للبحث حل في حدود الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم بمكان الحريق بمدرسة السلام للتعليم العتيق عامل الاقليم و فريق من الشرطة العلمية المختصة في مثل هذه الحوادث .
الخبر الفاجعة ترك استياء كبيرا وسط ساكنة اقليم سيدي بنور ، وجرحا عميقا في نفوس أفراد أسر الضحايا الذين لم يستطيعوا تحمل الصدمة المتمثلة في فقدان فلذات أكبادهم ، البكاء و الحزن سيطرا على الوجوه ،و رغم ذلك كانوا يواسون بعضهم البعض راضين و مؤمنين بقضاء الله و قدره … رحم الله الضحايا الثلاثة و أسكنهم فسيح جنانه و رزق ذويهم الصبر و السلوان. و إنا لله و إنا اليه راجعون .


الكاتب : أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 13/04/2017