السطر الأمريكي الجديد الذي كتبته الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص بوسط سوريا لم يكن استكمالا لتحول مفاجئ في موقف واشنطن بعد مجزرة خان شيخون بقدر ما يكشف عن أبعاد سياسات دونالد ترامب الحقيقية والتي كانت تبحث عن غطاء يبرر هذه الانعطافة بعد أن ظلت في السابق حبيسة تركة إدارة أوباما. وكما قال مسؤول أميركي «كان الأمر مجرد مسألة نفض الغبار عنها وتعديلها لتناسب الهدف الحالي والتوقيت».
وعلى الرغم من أنَّ الولايات المتحدة استهدفت بعض أقوى الدفاعات الجوية في سوريا، فإنّها لم تفعل ذلك بصورة كبيرة خارج الشعيرات، كما لم تستخدم النيران المتواصلة كما هو الحال عادة قبل إطلاق حملة جوية معدّة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها بدلا من ذلك، هاجمت «الطائرات ومستودعات الطائرات المحصّنة والمخازن النفطية واللوجستية ومستودعات إمدادات الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات» في المطار.
وتنشر واشنطن قدرات عسكرية قوية في محيط سوريا. ويمكن للولايات المتحدة أن تعتمد في ضرباتها ضد النظام السوري على بوارج من الأسطول السادس موجودة في نابولي بإيطاليا، وقادرة على إطلاق صواريخ من طراز توماهوك على أهداف على الأرض على بعد أكثر من ألف كيلومتر.
وتستخدم الولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة في الشرق الأوسط، أقربها إلى سوريا قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا، وتقع على بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود السورية. وكان من الممكن أن تستخدم واشنطن هذه القاعدة في ضرب الشعيرات لكن ذلك كان سيتطلب دعم تركيا للهجوم، وهو الأمر الذي لم تكن تريده واشنطن في المرحلة الراهنة.
كما تنشر الولايات المتحدة في المنطقة نخبة من قطع سلاحها الجوي من طائرات «إف- 15» و»إف- 16» و»إف- 22»، بالإضافة إلى طائرات التزويد بالوقود في الجو من طراز «كي سي- 135»، وطائرات الرادار من طراز «أواكس» وقاذفات من طراز «بي- 52».
وتم استخدام طائرة الشبح «إف- 22» للمرة الأولى في سوريا في سبتمبر 2014. كما تجوب طائرات دون طيار من طراز «ريبر» و»بريدايتور» من دون توقف أجواء العراق وسوريا، لمراقبة الوضع على الأرض أو لتنفيذ هجمات بصواريخ ?هيلفاير?.
وفي مهاجمة قاعدة الشعيرات فضلت القوات الأميركية إطلاق صواريخ توماهوك من المدمرات الأميركية بدلا من قصفها بالطائرات. ويمكن لصواريخ توماهوك حمل رؤوس حربية وزنها ألف رطل وإصابة أهداف على بعد ألف ميل.
وإن احتاجت القوات الأمريكية إلى استخدام الطائرات في المستقبل، فلديها طائرات هارير على متن السفن الحربية في البحر المتوسط، كما توجد حاملة الطائرات يو إس إس جورج بوش في الخليج العربي في مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتواجد في شرق المتوسط مدمرتان يو إس إس بورتر ويو إس إس روس وسفينة النقل يو إس إس ميزا فيردي. كما توجد بواخر من الأسطول الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرا، في مياه الخليج أو في مياه البحر الأحمر.
وعلى الأرض في سوريا، نشرت الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد حوالي 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة ومن سلاح المدفعية. وتساعد مدافع تابعة لسلاح البحرية الأميركي قوة كردية-عربية في تنفيذ هجوم في محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقام الأميركيون بتجهيز مدرج لهبوط الطائرات في كوباني قرب الحدود مع تركيا ليتمكنوا من استقبال طائرات شحن أميركية من طراز «سي- 17» قادرة على نقل عربات مدرعة.
وفي العراق المجاور، نشر الأمريكيون أكثر من خمسة آلاف عسكري. وتستخدم القوات الأميركية المدفعية وطائرات هجومية من أجل مساندة القوات العراقية في بعض العمليات.
لكن وفيما قال أحد المسؤولين المشاركين في التخطيط إن الهجوم الصاروخي كان ضربة واحدة وليس بداية لحملة متصاعدة، فإن خبراء باتوا يتوقعون العديد من السيناريوهات وأولها الرد العسكري والاستفادة من ترسانة الأسلحة الأميركية في المنقطة.
وذكر مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية أنهم اجتمعوا مع ترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات تضمنت عقوبات وضغوطا دبلوماسية وخطة عسكرية لضرب سوريا وضعت قبل توليه منصبه. وفي صباح الأربعاء قال مستشارو ترامب إن العسكريين يعلمون القاعدة الجوية السورية التي استخدمت لتنفيذ الهجوم الكيماوي وإنهم تتبعوا الطائرة التي نفذت الهجوم وهي من الطراز سوخوي- 22. وأبلغهم ترامب بأن يركزوا على الخطط العسكرية.
حقائق جديدة عن قاعدة
الشعيرات
تتواصل حتى اللحظة التداعيات الداخلية والخارجية للضربات الأمريكية الصاروخية على قاعدة الشعيرات السورية بحمص، والتي قال البيت الأبيض اليوم إن القصف الأمريكي دمر فيها أكثر من 20 بالمائة من قدرات سلاح الجو السوري.
وقال متحدث عسكري أمريكي إن «أسلحة كيميائية كانت على الأرجح مخزنة في القاعدة الجوية السورية التي قصفتها الأسبوع الماضي الولايات المتحدة ردا على هجوم بالأسلحة الكيميائية نسب إلى نظام بشار الأسد».
وكان من المفترض أن يكون النظام السوري فكك ترسانته من الأسلحة الكيميائية في إطار اتفاق أمريكي-روسي وقع العام 2013. لكن مذاك اتهم مرارا باستخدامها.
والأسبوع الماضي قصف الأمريكيون قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص من حيث أقلعت طائرات النظام السوري لقصف خان شيخون (شمال غرب) مستخدمة غاز السارين كما تقول واشنطن، وأوقع القصف في الرابع من أبريل 87 قتيلا.
وعندما قصفت القاعدة الجوية في السادس من الجاري بصواريخ توماهوك الأمريكية تفادت المنشآت الكيميائية لأن ثمة «احتمالات كبرى» بأن تكون ذخائر كيميائية لا تزال في الداخل كما قال الاثنين للصحافيين الكولونيل جون توماس المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال: «كان هدفنا التحقق من عدم التسبب بأضرار أخرى من خلال استهداف أسلحة كيميائية في الموقع».
وأوضح أن قصف قاعدة الشعيرات كان يهدف إلى «الحد من قدرات النظام على استخدام طائرات محملة بالأسلحة الكيميائية».
وأعرب مراقبون في الولايات المتحدة عن الأسف لعدم قيام هذه الغارات بتدمير مدرج القاعدة الجوية. في الواقع أعادت طائرات تابعة للنظام في اليوم التالي استخدام هذا المدرج، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال الكولونيل توماس: «لم نكن نريد جعل هذه القاعدة غير قابلة للاستخدام في المدى البعيد». وأضاف: «لقد أضعفنا قدرات السوريين في الأجل القصير على تنفيذ هجمات بالأسلحة الكيميائية انطلاقا من هذه القاعدة».
ما أنجزته الضربة
وما يخطط له
قال البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي إن الرئيس دونالد ترامب مستعد لإجازة شن هجمات إضافية على سوريا إذا استمر استخدام الأسلحة الكيماوية هناك.
أما وزير وزير الدفاع جيمس ماتيس فأعلن عن تدمير 20 بالمئة من طائرات نظام الأسد.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي الاثنين: «مشهد الناس وهم يُضربون بالغاز ويُقصفون بالبراميل المتفجرة يؤكد أننا إذا رأينا هذا النوع من الأعمال مجددا.. فإننا نبقي احتمال التحرك في المستقبل قائما».
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الاثنين أن الضربة التي استهدفت قاعدة جوية سورية دمرت 20 في المئة من الطائرات الحربية العاملة في هذا البلد.
وقال ماتيس في بيان إن «تقييم وزارة الدفاع هو أن الضربة أدت إلى الإضرار أو تدمير مواقع الوقود والذخائر وقدرات الدفاع الجوي و20 في المئة من الطائرات العاملة في سوريا»، مضيفا «أنه ليس من الحكمة أن تكرر الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيميائية».
وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري «المرتبط ببرنامج» الأسلحة الكيميائية السوري و»المتصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت في خان شيخون، البلدة الواقعة في شمال غرب سوريا، بحسب تعبير مسؤول في البيت الأبيض.
تطوير الأسطول الأمريكي
وسبق لدونالد ترامب، الخميس أن قال إنه يريد زيادة القدرات العسكرية للولايات المتحدة بالمزيد من السفن والطائرات الحربية «لإظهار القوة الأمريكية في الأراضي البعيدة».
وأضاف، وهو يرتدي سترة عسكرية وقبعة على متن حاملة الطائرات الجديدة جيرالد فورد في نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا، التي يقدر ثمنها بحوالي 12,9 مليار دولار، أنه يريد أن يكون لدى الجيش الأمريكي أحدث عتاد في العالم.
وقال ترامب: «تحدثت للتو مع قادة القوات البحرية الصناعة وناقشنا خطة لإجراء توسعة كبيرة في أسطولنا البحري بأكمله، بما في ذلك زيادة عدد حاملات الطائرات من عشرة إلى اثني عشر».
وتابع: «نحن أيضا نحتاج إلى المزيد من الطائرات والقدرات المتطورة ومستويات أكبر للقوات، وبالإضافة إلى ذلك يجب علينا أن نحسن بشكل واسع قدراتنا الإلكترونية».
وأضاف: «بعد سنوات من خفض الإنفاق العسكري الذي أضعف قدراتنا الدفاعية، آمل إجراء إحدى أضخم الزيادات في تاريخ النفقات العسكرية».
وسبق لترامب أن تعهد بإعادة بناء الجيش الأمريكي عبر زيادة الإنفاق العسكري بصورة كبيرة، بعد سنوات من التقشف في النفقات العسكرية، مشيرا بالخصوص إلى أنه يريد زيادة عدد قطع الأسطول الأمريكي من 274 سفينة وغواصة وحاملة طائرات حاليا إلى 350 في السنوات المقبلة، ما يمثل زيادة بـ40 سفينة، بالمقارنة مع الهدف الذي وضعته إدارة أوباما والمتمثل بـ310 قطع بحرية.
وكان ترامب قد قالإن على بلاده أن تعزز بشكل كبير قدراتها النووية في انتظار أن «يعود العالم إلى رشده» مخالفا بذلك خط الرئيس باراك أوباما الذي دعا إلى التخلص من الأسلحة الذرية.
وطلب مذيع قناة «إس إن بي إس» من ترامب أن يوضح ما قصده بالتغريدة فقال: «ليكن سباق للتسلح، وسنتفوق عليهم وسوف ننجو»، وقد ارتفعت أسهم منتجي اليورانيوم على إثر التقرير.
من جهته قال متحدث باسم ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.
وقال شون سبايسر السكرتير الإعلامي المقبل للبيت الأبيض لقناة «سي إن إن» إن «هناك في الوقت الراهن دولا حول العالم الآن تتحدث عن تعزيز قدراتها النووية، والولايات المتحدة لن تجلس متفرجة وتسمح بحدوث ذلك من دون أن تتصرف بالمثل».
وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»: «يجب على الولايات المتحدة أن تعزز وتوسع قدراتها النووية إلى حين يأتي وقت يعود فيه العالم إلى رشده بشأن الأسلحة النووية».
ويخالف تصريحه خط الرئيس أوباما الذي دعا في كلمة شهيرة في براغ في 2009 إلى التخلص من الأسلحة النووية.
ويأتي هذا التصريح غداة لقاء ترامب مجموعة من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بينهم الأميرال جيمس سيرنغ الذي يرأس وكالة الدفاع الصاروخي. وتركزت محادثاتهم على خفض نفقات مختلف البرامج العسكرية.
وجاءت تصريحات ترامب بعد أن أعلن بوتين «أن روسيا بحاجة إلى تعزيز قدراتها العسكرية للقوة النووية الإستراتيجية»، في حين أشاد بأداء الجيش الروسي في حملة الغارات الجوية على سوريا.
وأضاف أن على روسيا التركيز على تطوير صواريخ قادرة على اختراق الأنظمة الدفاعية للصواريخ الحالية والمستقبلية.
إلا أن مستشارة لترامب حاولت التخفيف من شأن تصريحاته مؤكدة أنه لم يحاول تغيير المواقف الأمريكية حول مسألة أمنية عالمية.
وقالت كيليان كونواي في حديث لـ»ام اس ان بي سي» إن «ما يحاول قوله هو أنه يريد أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا وإلا سيحاول تطبيق سياسة جديدة».
وأضافت: «أعتقد أن ما يحاول الرئيس المنتخب قوله هو أنه علينا أن نبقي أمتنا آمنة وعندما ستتوقف بلدان أخرى من بناء ترسانتها النووية عندها سنشعر بأمان أكبر».
وتملك الولايات المتحدة حاليا ترسانة تقدر بـ 7 آلاف رأس نووي لتأتي ثانية بعد روسيا التي تملك عدة مئات أكثر.
وترغب وزارة الدفاع الأمريكية في استبدال أو تحديث قوتها النووية الهجومية التي تضم صواريخ بالستية عابرة وغواصات وقاذفات.
وصرحت لايسي هيلي الخبيرة النووية في مركز ستيمسون في واشنطن بأن تغريدة ترامب كانت «غير مسؤولة» لأنه لم يعط تفاصيل عن الموضوع، مضيفة أن «الإدلاء بمثل هذه التصريحات دون تقديم إيضاحات ينم عن عدم المسؤولية».
وتابعت: «قد نكون نتحدث عن العودة إلى الحرب الباردة عندما كان التهديد النووي حقيقيا. التصريحات الروسية تذهب في هذا الاتجاه».
وخلال حملته الانتخابية لم يقدم ترامب تفاصيل عن أولوياته بشأن القوة النووية الأمريكية وقال: «بالنسبة إلي الشأن النووي في غاية الأهمية».
وتابع: «أعتقد أننا بحاجة إلى شخص يمكننا الوثوق به تماما يكون في غاية المسؤولية يعرف ما يفعله «.
الإنفاق العسكري وخطة البنتاغون
وكان ترامب قد تسلم خطة أولية، وضعها البنتاغون، لتسريع القضاء على تنظيم الدولة، ووعد ترامب بزيادة «تاريخية» في النفقات العسكرية في إطار الموازنة الفدرالية المقبلة التي كشفت إدارته خطوطها العريضة.
وقال ترامب خلال لقائه حكام الولايات في البيت الأبيض: «هذه الميزانية تأتي ضمن وعدي بالحفاظ على أمن الأمريكيين»، مؤكدا أنها «ستتضمن زيادة تاريخية في الإنفاق الدفاعي».
وأوضح مسؤول في الإدارة أن ترامب سيقترح زيادة بـ54 مليار دولار للمجال الدفاعي، أي بنسبة تسعة في المئة من عام إلى آخر، على أن يتم تعويضها بخفض في النفقات غير العسكرية.
وقال المسؤول ردا على سؤال عن معلومات صحافية، أشارت خصوصا إلى خفض في موازنة النشاط الدبلوماسي ووكالة حماية البيئة، إن «غالبية الوكالات الفدرالية ستشهد خفضا لموازنتها». كما أعلن «خفضا كبيرا» في المساعدة الدولية.
وأضاف ترامب أن الهدف من هذه الزيادة هو «إعادة بناء» الجيش، علما بأنه جعل ملفي الأمن ومكافحة تنظيم الدولة محورين أساسيين في حملته الانتخابية. وتابع: «ستعرفون المزيد مساء غد (الثلاثاء)»، في إشارة إلى خطابه أمام الكونغرس. وأضاف: «سيكون حدثا كبيرا، رسالة إلى العالم في هذه الأزمنة الخطيرة، حول قوة وتصميم أمريكا».
وكان الرئيس السابق الديموقراطي باراك أوباما قلص النفقات العسكرية مستفيدا من انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. وتشكل هذه النفقات 3,3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، أي نحو 600 مليار دولار، وتبقى بين الأكبر في العالم.
وفي سياق متصل تسلم الرئيس الأمريكي التوصيات التي وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة، وستكون مناسبة له لتطبيق ما كان وعد به خلال حملته الانتخابية.
وأعلن مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه، أن «البيت الأبيض سيباشر تحليل التوصيات» التي تسلمها من البنتاغون. ولم يفوت ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية إلا انتقد فيها التقدم البطيء للحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وفي الثامن والعشرين من يناير الماضي، بعد ثمانية أيام من تنصيبه رئيسا، أصدر مرسوما يمهل البنتاغون ثلاثين يوما لإعداد خطة جديدة تسرع الحرب ضد التنظيم.
وبعد سنتين ونصف السنة من بدء الضربات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق، خسر التنظيم أكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وأكثر من ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا. ولا يزال يسيطر على قسم من مدينة الموصل التي أعلنت منها «الخلافة»، وعلى مدينة الرقة في شرق سوريا.
ومن بين الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها الإدارة الأمريكية؛ زيادة عدد المستشارين الأمريكيين في سوريا والعراق، وربما السماح للجنود الأمريكيين بالمشاركة مباشرة في المعارك ضد التنظيم.
وعارض الرئيس السابق باراك أوباما أي تدخل أمريكي عسكري مباشر، إلا أنه أرسل أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي إلى العراق لتدريب القوات العراقية. كما أن هناك 500 مستشار عسكري أمريكي في سوريا.
لم يستبعد الجنرال جو فوتل قائد القوات الأمريكي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، خلال زيارة قام بها لشمال سوريا، تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في هذا البلد.
ومما قاله فوتل يومها: «أنا مهتم جدا بضرورة الحفاظ على اندفاعتنا»، مضيفا: «قد نجد أنفسنا مجبرين على تسلم أعباء أكبر».
وإذا كانت قوات التحالف الدولي في العراق تعتمد بشكل أساسي على القوات الحكومية في هذا البلد في المواجهات المباشرة على الأرض مع التنظيم الجهادي، فإن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا، ولم تقرر القوات الأمريكية بعد ما هي الخطة التي ستعتمدها لاستعادة الرقة.
ويمكن أن تقرر إدارة ترامب زيادة دعم هذه القوات، خصوصا عبر تزويدها بأسلحة أكثر تطورا من الأسلحة الخفيفة والآليات الخفيفة التي قدمتها لها حتى الآن.