في أول مقهى ثقافي على الصعيد الوطني لفائدة نزلاء السجون نجمي: على السجناء أن ينخرطوا في الفعل الثقافي بمختلف تجلياته وحمولاته الإنسانية

أكد الشاعر والروائي حسن نجمي، خلال فعاليات أول مقهى ثقافي على الصعيد الوطني، نظمته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، بمكتبة السجن المركزي بالقنيطرة،
أن أهمية هذه المبادرة الرائدة على المستوى الوطني تقتضي استمراريتها وانفتاحها على فضاءات سجنية أخرى، بما يفضي إلى أنسنة السجن، إذ أن الأساس، يضيف المتحدث، هو أن المؤسسة السجنية لم تحدث من أجل إنزال العقاب بل بقصد الإصلاح وإنجاح عملية إدماج السجناء في المجتمع.
واعتبر الروائي أن التحدي الذي ينبغي على السجناء الاستثمار فيه أكثر يكمن على الخصوص في تحويل وجودهم وراء القضبان إلى «وجود خلاق ومنتج ومثمر» بالنسبة لهم وللآخرين، لاسيما عبر الخوض المستمر في الفعل الثقافي بمختلف تجلياته وحمولاته الإنسانية.
وكان هذا اللقاء فرصة للسجناء من أجل التفاعل مع الكاتب نجمي، مؤلف رواية «جيرترود» التي تسلط الضوء على السيرة الذاتية للكاتبة الأمريكية جيرترود ستاين (1946-1898)، معرجة على مختلف محطات حياتها في باريس وولعها بالأدب والفن والرسم، ثم على زيارتها لمدينة طنجة في سنة 2012، حيث التقت صدفة ببطل الرواية «محمد» الذي أسر لها بمجموعة من المعطيات والحقائق السياسية الاجتماعية التي كانت تميز المغرب إبان فرض الحماية الفرنسية عليه.
وأوضح الكاتب أن هذه الرواية، التي صدرت في سنة 2011، مزجت بين التاريخي والمتخيل وبين معطيات حقيقية وأخرى من وحي بنات أفكاره، فضلا عن كونها كتبت بأفق كوني وإنساني، وهو ما يجعلها، يخلص المؤلف، تحظى بقبول واسع سواء من قبل القراء أو النقاد.
من جانبه أوضح مصطفى فراخي المدير المكلف بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالإدارة المركزية للمندوبية، أن المقهى الثقافي يمثل جيلا جديدا من المبادرات والبرامج التي تعتزم المندوبية تعميمها لإتاحة الفرصة للسجناء للرفع من كفاياتهم المعرفية، وتملك الذكاء الاجتماعي الناجع عبر التفاعل مع عدد من المثقفين المغاربة.
وأوضح المسؤول أن هذا الحدث الثقافي، الذي شارك فيه نحو أربعين سجينا، خصوصا من الحاصلين على شهادات مدرسية وجامعية، يؤسس لتجربة نموذجية وغير مسبوقة على الصعيد الوطني، لافتا إلى أن المندوبية تعتزم تعميم هذه التجربة على مستوى مختلف المؤسسات السجنية لتكون محطات بالنسبة لنزلاء السجون لمقاربة مواضيع وقضايا أدبية وثقافية والتفاعل مع مؤلفين، علاوة على تثمين دور المكتبة بالمؤسسات السجنية في مجال التحصيل والقراءة وتحفيز السجناء على ارتيادها.


الكاتب : حسن نجمي

  

بتاريخ : 18/12/2017